نظرة استراتيجية لتطورات العالم

ندوة مؤسسة الابرار الاسلامية ليوم الخميس 3 ابريل 2025

العنوان: نظرة استراتيجية لتطورات العالم

الضيف: د. حمزة الحسن

لفتني قلة الحضور، ما يعكس حالة من الإحباط وربما هي حالة ألمّت بنا جميعا.

لو فككنا الصورة الكبرى لربما رأينا امرا مختلفا.

القلق لم يعد حالة فردية لشخص او لشعب او لدولة فحسب، كاللبنانيين او الفلسطينيين او الايرانيين. او ان تقول ان هناك فريقا معاديا لامريكا يعاني من ذلك.

شخص واحد اتى واحدث بلبلة في العالم كله.

جرى استمزاج للرأي في اوروبا قبل بضع سنوات حول من هو الاخطر على العالم. جاءت النتيجة امريكا واسرائيل. في كل قرار يصدر عن ترامب تتأكد حالة الموقف الدفاعي. هذا ينطبق على الاقتصاد والضرائب.

نعيش حالة انفلات عام في العالم، لا الامم المتحدة او  مجلس الأمن او منظمة التجارة العالمية، لا احد يذكر هذه المنظمة امام ترامب الذي يسن القوانين بنفسه.

رجعنا الى ضرب القوانين التي جاءت بعد الحرب العالمية الثانية، اي منذ تأسيس الامم المتحدة. هذه القوانين لم تعد فاعلة. العالم اصبح يتشكل بصورة اخرى.

نستطيع القول اننا نعيش مرحلة تأسيس نظام عالمي جديد

تشتري فنزويلا فعليك ان تدفع ضريبة لامريكا. التك توك يتم التلاعب بها وملكيتها.

قبل 100 او 200 سنة كان العالم مختلفا. العالم كله قلق، في امريكا وفي المنطقة كذلك. الاسرائيلي هو الاقل قلقا. حتى بريطانيا التي راهنت على امريكا هي الاخرى قلقة.

معاملة خاصة لبريطانيا ليست موجودة. تصريحات ترامب دفاعية في الاصل. امريكا كانت هكذا في السابق وخسرنا كذلك مليار، واوروبا استغلتنا، اي انني جئت ادافع عن قضايا جعلتني اتراجع. امريكا تقول: اريد ان انجو مفردة، ولا يهمني اوروبا او اليابان، ولا يهمني احد

اذا كانت السفينة غارقة فانا اريد ان انجو. ماذا يعني هذا؟ امريكا تعمل لوحدها، اذا ضربت دولة ودخلت حربا فلن يدخل معها احد.

هناك مشاعر في اوروبا تتمنى ان تهزم امريكا، فهي تحتاج للعودة الى وعيها.

هذه اوكرانيا قاتلت وقتل من سكانها اكثر من مليون انسان، اصبحوا يجنّدون صغار السن. ترامب بدلا من ان يقف مع اوكرانيا يقول لهم: ادفعوا لي الاموال التي انفقتها عليكم، اعطوني المعادن وانا والروس نتقاسم الغنائم.

اليابان والصين وكوريا الجنوبية يسعون لتشكيل تحالف لمواجهة ضرائب ترامب. بلدان منهما حليفان لامريكا

العالم يتغير.

ان فريدون لم يكن ملكا     ولم يكن بالتبر معجونا

جاد واعطى               فجد وأعط تكن فريدونا

الآخرون يضعون ضريبة على الواردات الامريكية، ترامب يقول انا ايضا اضيف 40 بالمائة.

على امريكا ان يعطي فرصة لحلفائها لكي يربحوا ويشاركوك في الحروب والنزاعات.  الدول الاخرى تقول لنفسها: اذا ذهبت مع امريكا ساربح شيئا وإلا اذا دخلت حربا فلن يدخل الآخرون معك.

السعودية لا تستفيد من امريكا. اذا قمت بتحالف او ألمت بك أزمة، فلن اشترك معك. محمد بن سلمان لا يعطي الآخرين شيئا، لذلك لا يقبلونه زعيما. هذا التحول لدينا جزء منه.

القلق في المنطقة يشبه القلق في اوروبا. الضرائب متبادلة بين الدول. بعض الدول فرض عليها حوالي 90 بالمائة، مثل افغانستان. في الخليج هناك قلق، واجراءات مختلفة.

ترامب ليس له صديق، سوف يأخذنا الى المهالك، وهو لا يمكن ان يشبع. شهيته مفتوحة على المال. القوة العسكرية الامريكية وحدها لا تردع، قد يفتحها على ايران، وهي تجارب فاشلة وتكشف للآخرين هشاشة امريكا.

السعودية تناقش: هل ا دخل مع امريكا في حرب مع اليمن ام لا؟

خطاب جديد بدأ يتشكل، هل ينجح ترامب او لا ينجح؟ هو يتمنى زوال النظام في ايران منذ 50 عاما. التحالف مع اسرائيل قام اساسا لضرب ايران ومحور المقاومة. السعودية احيانا تبالغ في موقفها. اذا ضربت ايران ستكون ساحة المعركة في الخليج، هناك 15 قاعدة امريكية في المنطقة حتى لو لم تكن هناك قواعد، فان حلفاء امريكا سوف يستهدفون، مثل رأس تنورة او بقيق، هؤلاء يقولون: لا بد ان نتوقف. نريد ان نخفف التوتر مع ايران، لذلك قللوا شتمها واستهدافها. هناك استشعار بالخطر.

لو اجري استفتاء من هو اخطر رجل في العالم، سيكون ترامب. كل ما يفعله ترامب مغامرة. يريد امريكا هي القوة  الوحيدة. يقول: إياك ان تلتف على الضرائب بما يضر المصالح الامريكية. مثلا الاوروبيون يصدرون السيارات الى امريكا، فاذا فرضت عليها ضريبة 25 بالمائة لكي تجعل سياراتهم غالية لكي يتوجه الامريكيون لشراء السيارات الامريكية، وسوف نخفف الضرائب على الشركات. اذا كنت تبيع مليون سيارة لامريكا ستهبط الى نصفها، والباقي ستكون سيارات امريكية، ولكنها ايضا سيكون عليها ضرائب.

جوجل وبقية سوشيال ميديا يريدون فرض ضرائب ولكنهم خائفون. اوروبا والصين يسعيان لفرض ضرائب بمقدار 5 بالمائة وستزيد المبيعات، ولكن ترامب يهددهم

اليابان مع الصين يتعاونان للتجارة المشتركة. الالتفاف على الضرائب ممارسة موجودة.

الشرق الاوسط في حالة تحول. ليس هناك شيء ثابت، ليس هناك منتصر وخاسر بشكل كامل.

يقولون ان محور المقاومة ضعيف، ولكن السؤال: اين ضعفت ايران؟ قوتها العسكرية ما تزال نفسها، رجالها، علاقاتها، يفترض انك ضعيف، ضربت ايران ثلاث مرات من اسرائيل ولم ترد حتى الآن. لو سمعنا ان 500 صاروخ ضربت اسرائيل، فمعادلة الهجوم على ايران ستتغير. اي حدث صغير يمكن ان يغير الحسابات. خلال فترة وجيزة يمكن ان يغير الله كل شيء.

لم يكن احد يتوقع حوادث 7 اكتوبر. اغلب ما يحدث يدل على الضعف وليس القوة. من الصعب ضبط المنطقة بالقوة او تضبط العالم بالتهديد، فالله لم يعط أحدا هذه القوة

الامور تتغير، الفقير يغنى، والغني يفتقر. هذه الدولة ضعيفة اليوم، وتقوى غدا.

بعض انبياء الله سخر الله لهم الريح او الجن، بينما ترامب يستهدف الكون كله.

اذا رأيت المعارك من حولك كثيرة، تعلم انك لست وحدك، وان المتضررين كثيرون. هذه الامور قد تغير المعادلة، وقد يحدث ما لم يكن في الحسبان.

اليوم لدينا قصتان في الشرق الاوسط، الذي يلعب فيه الامريكي والاسرائيلي

.اقرأ كتابين: المهمة الالهية، يتعلق بالهجوم على ايران وكيف سيحدث، يقول ان القضية تبدأ باغتيال القادة، ثم يتم تحريك الشارع، ويقول المؤلف ان الافضل البدء بالاغتيال. المعركة ليست خاصة بالمشروع النووي، فهي معركة لا مبرر لها. ما يريده الآخر صك استسلام من ايران. الحشد العسكري اصبح كبيرا، بي 52 وطائرات بي 2، وطائرات اف 16 وطائرات التزود بالوقود. قواعد عسكرية في اوروبا يتم تفعيلها. فاما ان تحدث الضربة، وهذا سيكون معروفا عن طريق الاقمار الصناعية. ستعرف ان الحشد العسكري يريد ضربك، أو انه يمارس الضغط ا لاقصى حتى تتنازل عن المشروع النووي والمسيّرات والصواريخ ولكن قد ترتد الامور بشكل مختلف، فقد تنفتح له معركة في منطقة اخرى، في جرينلاند او في تايوان.

تعلم كذلك ان كل الدول تدعمه، البريطاني يشارك اذا كان سيحصر شيئا.

مبررات الهجوم على ايران غير صحيحة، لذلك يسمونها “ضربة استباقية”.

الكتاب المذكور يتحدث عن الموضوع من 2003 حتى الآن. ضربة عسكرية تعني انني اعاقبك قبل ان تفعل شيئا

فهو يبيّت لك ضربة استباقية، فهو كالاعتقال الاستباقي. هل يجوز لأحد ان يقوم بعمل استباقي كهذا؟ هذا نقاش في ايران وكذلك بين خصومها. هل يجوز لإيران ان تقوم بعمل استباقي وتضرب؟ فانت تريد ان تضربها فهي ستضربك ايضا. هذه الحرب لو حدثت فلن تكون بقانون من مجلس الامن، بل بقرار من ترامب. مجلس الامن عطل تماما، وهذا يعني اننا في عالم جديد، ونحن في وسطه. هل يستخدمون النووي او لا يستخدمونه؟ يقال ان ايران قد تضرب بقنابل نووية صغيرة. اوباما هدد بضرب ايران بالنووي. الخصم متوحش في الاصل، لا يردعه شيء وليس لديه خطوط حمراء. ها هو يضرب اليمن بدون محاسبة. يوميا يتحدثون عن رهائن، ويقتلون يوميا 150 بذلك التبرير. عدم الاهتمام بالعالم ليس دليل قوة

تصور انك تذهب بسكين وتطعن هذا وتضرب هذا، فيصبح الجميع خائفا. ولكن ماذا يحدث اذا سقطت؟ اذا سقط الجمل تكثر سكاكينه.

ما هو الخطر الوجودي على امريكا؟ لماذا تحارب الصين؟ لماذا ترسل قواتك الى بحر الصين الجنوبي؟ لانه لا يستطيع منافسة الصين اقتصاديا يجيز لنفسه عملا عسكريا. ما يفعله ترامب انما هو عمل الدولة العميقة. المنطقة معرضة لكل التهديدات.

اسرائيل المتغوّلة مستعدة للضرب، ولكن لها حدودا

تستطيع ايذاء الآخرين، ولكن ذلك يؤسس لحوادث اخرى.

ما يفعلونه من تغوّل انما لاعطاء انفسهم قوة معنوية، ولكن ذلك لا يغيّر شيئا. قد تضرب عشر دول عربية، ولكنها تستطيع ان تتحمل ذلك، اما اسرائيل فلا تتحمل

الوضع في المنطقة يمكن ان يتغير في اي لحظة. ما يبدو ان امريكا منتصرة ليس حقيقة.

من قال ان الضربة الامريكية لايران ستكون ناجحة؟ وماذا لو لم تنجح؟ فكل عمل عسكري له آثار، ماذا لو فشلت في حرب اليمن؟ وفشلت في ضرب ايران؟

لا تعجبني التهديدات الايرانية، فلماذا لا يعملون بصمت؟

ولا يعجبني منطق الدفاع كذلك، فتقول: اذا ضربتنا امريكا سنصنع السلاح النووي.

لا تفقد المبادرة، لا تنتظر الضربة، ابدأ بالضربة، فكر خارج الصندوق.

لا بد ان تفكر بطريقة مختلفة لكي تحقق شيئا. التفكير التقليدي لا يفيد.

احد الكتاب الايرانيين يقول: يجب ان نعود الى عصر النهضة، الكشف عن مدن صاروخية لا يحقق شيئا.

تحول التهديد الى بعد واحد. تهديدنا الفعال هو العودة الى إحياء شبكة النهضة. فكرهم استباقي وليس ردة فعل، هذا من بين النقاش الداخلي.