الركبة
الدكتور خالد الشفي
قال لي صاحبي أعاني من ألم شديد أظنه الركبة علك ترى.. تشخص الحالة، تشرح العلة.. توضح الفكرة وكان واعيا.. دقيق الملاحظة، صافي الذهن والفطرة.
أجبته ألم في الركبة؟ أم ألم من الركبة؟ قال لا تهزأ بي.. أيها الحكيم لقد ركبت كل شيء، حصان.. سيارة.. دراجة.. سلني ما شئت فالحياة.. جد وجهد
والحال كما ترى.. من ركبة.. الى ركبة! وكنا في الجيش أحيانا ..نزحف.. عقوبة..على الركبة! لكنني الان كما ترى.. تجاوزت السبعين لا أقوى على شئ.. لا أقوى على أي ركبة!
كنت في الشباب كالحصان أقفز وأطير في الهواء.. فرحا.. وفوق كل جفرة.
سل الخلق.. ومن عنده ركبة قلما يشكون.. من الركبة.
الحصان له ركبة.. والزرافة لها ركبة والكلب له ركبة.. والجمل له في كل رجل اكثر من ركبة. هل سمعت ان جملا استبدل ركبة!
آه من الالم.. أیها الحكيم.. إنها الركبة. قلت له حسنا .. اخلع السروال لأنظر الى كل ركبة. هل هناك الم.. إنتفاخ تحت او فوق الركبة؟ قال كلا انه داخل الركبة. مؤشرا..هنا!.. في هذه الركبة.
انا لا أشتكي من وجع في الليل، لكنني صرت بطيئا في المشي ..من الغرفة الى الشرفة. قلت لست متخصصا فی ألم الرکبة. هنا نادت من تحته الركبة:
قالت ايها الحكيم طلبت منه مرارا وتكرارا ابدل الچزمة.. قلل الوزن ..وابتعد عن التخمة.. وخذ من الجمل عبره. الان فهمت.. لقد وضحت الفكرة.
الركبة وما ادراك ما الركبة. نطلبها تطلبنا من المهد الى اللحد.. والتربة. نطلبها حين الوقوف.. وحين المسير وحين الشدة..والركضة وتطلبنا اذا التهبت.. تصيح على صاحبها بالوجع… حتى صارت كأنها سبه، فالذي به وجع يقول ليتني.. لم تكن لي ركبة
والمعافى يقول مبتسما: طبت.. وطاب مساؤك.. يا أجمل رفيق.. طابت الصحبة !!
