
رجال على نهج الانبياء
رجال على نهج الأنبياء
الشيخ عبد النبي الدرازي
الدكتور السيد نزار الحيدري
التاريخ: 29 مايو 2025
الرّاحل إلى الحياة
مطارحة مع الشيخ أبي تقى
الدكتور سعيد الشهابي
لن أودّعك لانك لم ترحل إلا إلى لتحيا من جديد، ولن أشعر بغيابك لأنك ستكون حاضرا بيننا حتى نلقى الله. فالأرواح لا تموت، وإن افترقت الأجساد، والأفكار لا تتلاشى بل تصنع الحركة وتعج بالحياة. وحين تنطلق من قلب إنسان يزحف لصناعة المجد وصياغة التاريخ فإنها تزداد وضوحا وبريقا. لقد أصابني الحزن والأسى وأنا أراك مسجّى على فراش المرض، لا تفتح عينيك ولا تعرف من حولك ولا تتبادل معهم التحايا والأفكار. لم تكن مريضا في نظري، بل كانت روحك تتحرك في عالم الملكوت الأعلى، تناجي أهله وتحاول التعرّف على معاني الخير والتغيير والفداء. قضيت أيامك الأخيرة رافضا الكلام مع الإنس والجن، مكتفيا بمناجاة الخالق الذي قضيت شطرا طويلا من عمرك في خدمته من خلال الترويج لمشروع التغيير الذي انصهرتَ في بوتقته وكسبتَ الأفراد من أجل حمله. كنتُ وأنا أتأمل في ذلك الجسد المسجّى على فراش المرض: مَن المريض ومن الذي يتمتع بصحة وافرة؟ مَن الذي يدرك واقعه والجاهل بذلك؟ فبعد عقود من الهرولة من أجل الحق وجدتَ نفسك متعبا، ففضّلت الاحتماء بجدار يحميك من السقوط، لأن مثلك يبقى واقفا حتى يلقى الله، وسواه يسقط في كل خطوة ليكرع من ملذّات الدنيا ما يزيده إثما ويقلّل من إنسانيته. حملتَ بين جنبيك رسالة للعالم كانت أشرف وأغلى من الركون إلى الأرض، فكنت تتباهى بما لديك من شموخ نفسي وفكري، في جلاء روحي متميز. إنه الغيب الذي يفرض التحوّل على الإنسان بدون أن يكون له الخيرة من الأمر في ما يتعلق بالتكوين. ارتضيتَ لنفسك في شبابك عنوانا جديدا يستقبل الوافدين من كافة مناطق البلاد، الباحثين عن طريق يأخذ بأيديهم نحو الحرّيّة ويجنّبهم الوقوع في شراك الطغاة الذين استكبروا واستعلوا وتباهوا بما لا يصلح للتباهي. أما أنت فكانت سلعتك غالية دائما، توزعها على الفقراء وتؤمن بمشاعتها للجميع. تلك الروح العملاقة كانت تدفعك دائما للعمل عندما كنت تملك القوة الجسدية التي تؤهلك للحركة والانتقال بين قرى البحرين لعقد لقاء ديني هنا، وحزبي هناك، واجتماعي في موقع آخر.
لن يتلاشى شخصك من مخيّلة الكثيرين الذين شعروا بالسعادة عندما عرفوك، وأيقنوا بخلودك عندما ترجّلت عن صهوة جوادك والتحقت بقوافل الذين سبقوك من الصالحين والعلماء والدعاة. مشكلتك يا أبا تقى أن لديك روحا كبيرة لم يستطع جسدك الضعيف حملها، فأرهقك السفر وأنت تنوء بتلك الروح الوثّابة التي انتقل ثقلها لكل من التقت به وسعت للتأثير عليه.
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرامها الأجسام
لا نؤمن بشكل قاطع بما قاله الحلّاج حول الحلول والاتحاد، ولسنا في معرض إصدار حكم التكفير بشأنه، ولكن نرى أن بعض افتراضاته لا تبتعد عن الصواب كثيرا. فلا نقول أن روحك حلّت في الآخرين، بل أثّرت فيهم وغيّرت مجرى حياتهم. وما أكثر الذين رأوا فيك شعلة أضاءت طريقهم وطافت بهم في أفلاك السماوات والأرض، فما رأوا عنها بديلا. فمن الذي يرفض أن تكون روحه حيّة متوثّبة لا يقوى شيء على تركيعها أو ترويضها؟ إن الذين قتلوا الحلّاج هم الذين قضيت جلّ شبابك في مقارعتهم من خلال عمل دؤوب استطعت كسب الأفراد له وتوجيههم بما يعطي الروح قيمتها ويحافظ على بقائها ولو بعد حين. إن روحك يا أبا تقى حلّت في أجساد الكثيرين، فساروا على درب التغيير على أمل أن تنفتح الآفاق لفكر التغيير والبناء، فيتصدّى للانحراف والاستبداد قوم من جيل الصحوة الذين رأوا في الفكر السياسي والديني المتحجّر لدى الطغمة الحاكمة مانعا من إطلاق عنان الأمة لسبر أغوار الكون. تلك الأمة وجدت نفسها فجأة في حالة هرولة لكي تلملم اوضاعها وتستعيد موقعها الذي توارثته من الرواد الأوائل الذين عاشوا في كنف رسول الله وأهل بيته عليهم السلام.
منذ أن عرفناك قبل أكثر من نصف قرن، قرأنا في محيّاك صدق الإيمان وعمق الانتماء وصلابة الموقف والبصيرة النافذة التي تنظر بعين الله. يومها كنّا شبابا في مقتبل العمر، قد تفتّحت أمامنا مصاريع الصحوة الإسلاميّة الفتيّة التي كنت أحد روّادها في جزيرتنا الصغيرة. فقد تفاعل أهلها مع أمتهم المترامية الأطراف، والتفّت حول راية الإسلام الحركي الذي أبى الاستسلام للهزائم العسكرية في المعارك التي خاضها مع المحتلّين والمستبدّين. كنّا نرى يومها أن الاحتلال والاستبداد وجهان لعملة واحدة، يستهدفان الأمّة وينقضّان على مقدّراتها وأرضها وقيمها ومقدّساتها بدون رحمة. فكان شباب الصحوة أولى تباشير الصمود والتحدّي، في زمن لم يكن للدّين حضور ميداني فاعل. كانت امتنا تواجه ازمة حضارية وصراعا مريرا من أجل الهويّة التي فقدتها عندما رفعت شعارات غير الإسلام لتحارب بها أعداء الأمة من المحتلّين والمستبدّين، فما حقّقت سوى الانتكاسات والهزائم واليأس. في مسجد القدم كنت مع بضعة أخوة لك تجلسون بعد صلاة المغرب لتتدارسوا دينكم ولتتعرّفوا على جوانب التغيير فيه، ويشد بعضكم على أيدي البعض الآخر لتسيروا معا في طريق سلمان والمقداد وعمار وأبي ذر. كانت الطريق واضحة في أذهانكم فقطعتم أشواطا ابتدأتموها بالموسم الثقافي الأول وانطلقتم منه لتأسيس كبرى الجمعيات الدينية الثقافية التي بقيت صرحا حتى اليوم. وعلى مدى نصف قرن كنت وإخوتك تراقبون سير الأمّة التي شهدت أولى انتصاراتها العملاقة بقيادة علماء دين عمالقة ذهب أغلبهم وبقي منهم من أثقلته السنون. وكانت سنوات الدراسة في بغداد فرصة للاطّلاع على تجارب التغيير والانخراط في العمل المنظم الذي أسس لمسيرة متواصلة لم تتوقف يوما، تخللت تلك المسيرة عقبات كنت شاهدا عليها، حتى بدأ الشهداء يتسابقون إلى الجنّة منذ مايو 1980. يومها كنت حاضرا في الميدان، شاهدا على صراع الحق والباطل، ورأيت جميل العلي يترجّل شهيدا، بينما كنت تراقب الوضع من خلال الكيان الذي ودّع آنذاك مؤسسه، الشهيد محمد باقر الصدر.
كنت يا أبا تقى تتقدم الصفوف في ذلك الصراع الفكري والسياسي، فالتقينا ذات يوم من العام 1968 لنرسم، بمعيّة نفر من الذين أدركوا معنى صراع الهويّة في تلك المعمعة الفكرية والأيديولوجية، مشروع عمل لاستعادة الهويّة المفقودة ويحوّل الهزائم الى نصر. ومنذ ذلك اليوم، كنا معا في سباق مع الزمن بانتظار خروج المستعمر الإنجليزي من البلاد والمنطقة لنبدأ باكورة أعمالنا وفق التوافق الذي تم قبل ثلاثة أعوام قبل ما يسمى الاستقلال. يومها اجتمعت اولى النخب لتطرح تصورا لمرحلة “الاستقلال” يكون للمشروع الإسلامي فيها موقع متقدّم. كانت لنا خطوات على مستويين: علني وسرّي. جلسنا، تفاهمنا وقرّرنا، استمرارا لما توافق عليه المجتمعون بعد شهور من القرار البريطاني بالانسحاب من كافة المناطق شرقي السويس، تأسيس جمعية التوعية الإسلامية لتكون معبرًا للوصول إلى الجماهير ضمن مشروع توعوي يهدف لتوجيه الأمة نحو أهدافها الكبرى. تلك الرؤى لم تكن بعيدة عن الواقع، كما لم تكن طوباوية أو عبثية أو ضربا من الخيال. بل سرعان ما أصبح لذلك التوجه الفكري المسيٍّس حضور في أولى التجارب البرلمانية في البلاد بعد الاستقلال، فإذا بالكتلة الدينية تعلن وجودها بوضوح طوال التجربة الانتخابية التي لم تعمّر طويلا، بل سرعان ما تم وأدها بوقاحة، لتدخل البلاد بعدها في الحقبة السوداء التي تواصلت ربع قرن.
كنت يا أبا تقى في هذه الحقبة تمارس عملا دؤوبا يركّز على التربية والبناء وإعداد الكوادر استعدادا لمرحلة مستقبلية ستكون شاقة ومرهقة. كان معك إخوة مؤمنون يدافعون عن الحق ولا يخافون في الله لومة لائم. وعندما حدثت المواجهات لاحقا كانوا في فوّهة المدفع، فصمدوا في مواقفهم وأبلوا بلاء حسنا. إنني أعلم أنك عشت عقودا من الهم والألم وأنت ترى رفاق دربك يختفون من الساحة، تارة بالسجن وأخرى بالموت والشهادة وثالثة بالهجرة. ولكن بصيرتك بقيت ثاقبة ردحا. فوّضت أمرك لربّك، وبقيت مع إخوتك وعلى رأسهم سماحة الشيخ عيسى قاسم والشيخ عبد الأمير الجمري، ثابتين على الطريق، وتركتم للأيام تفعل فعلها بدون أن تستسلموا لها يوما.
فطوبى لك عملت وصبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين. كنت للكثيرين رمزا وملهما ومربّيا ومعلّما، حتى أصابك الضرّ فعبرت الجسر إلى الآخرة، وقلبك على العمل الذي سهرت عليه طويلا ودعوت الله أن يكلله بالنصر، ولله في خلقه شؤون. فجزاك الله خيرا وأثابك بما فعلت جنات النعيم، ها أنت اليوم تلتقي الشيخ الجمري والسيد أحمد الغريفي والأستاذ أحمد الاسكافي والشهداء كافة. فطوبى لكم في الخالدين، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
الدكتور هشام الحسني
حق لنا أن نعزي أنفسنا برحيل إخوتنا. وحق علينا ان نحتفي بذكر كواكب اضاءت لنا الدرب في اجواء مكفهرة.
لا نريد ان نقف عند محاسن فقيدنا بل لاستلهام دروس مفيدة منه لكي نصل الى ما وصلوا اليه.
قد نحزن لفقد كواكب كانت لنا مصابيح دجى ابتداءاًَ بالرسول الاكرم (ص) واهل بيته مرورا بالصالحين.
ان الله لا يترك عباده ضائعين بل يهيء لهم من يعينهم للوصول الى الله.
قال تعالى: ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
لا نجزع لان ربنا ارحم بنا وارأف من انفسنا ولكن نعين انفسنا لتثبيتها واستقامتها.
الراحل العزيز ارتاح من الدنيا وعنائها، اما نحن فقد فقدنا رجلا جمع مكارم الاخلاق.
كان رجلا متواضعا، هادئا، طبيبا، أديبا، عاملا ومجاهدا في سبيل الخير والرشاد.
بعض ملامح سيرته
ثماني نقاط
- كان هناك ارتابط غيبي بين الراحل والامامين الرضا والجواد عليه السلام. فقد ولد في 11 من ذي القعدة (مولد الامام الرضا) وتوفي ليلة وفاة الامام الجواد ودفن جوار السيدة المعصومة اخت الامام الرضا عليه السلام وعمة الامام الجواد عليه السلام.
- خدمته للامامين الجواد وكان له نشاط في الحسينية الحيدرية، وكان يساهم في عمر الـ 14 في صحيفة “المنهل” التي كانت تنشر في الحسينية. كان نشاطه المبكر في الكاظمية. درس في منتدى النشر في الكاظمية التي درس فيها المرجع الشهيد محمد باقر الصدر الذي يُروى عنه أنه قد بدأ في الكتابة قبل العاشرة وبلغ الإجتهاد قبل البلوغ! وساهم في تأسيس موكب الامامين الكاظمين وكان يشارك بكلمة او ادارة البرنامج في ذكرياتهما.
- خدمة الدين الحق وأهل البيت عليهم، فله بحوث في خط الامامة وذكريات المعصومين، بعضها مكتوب وبعضها مقروء. اما المقروء منها فكان له نشاط ملحوظ في مركز اهل البيت ايام السيد مهدي والسيد بحر العلوم وفي الابرار وبقية المراكز. كان يشارك بكتابة او مقاطع مصورة في الجلسة القرآنية. ومنذ كوفيد تحولت على الزوم. له بحوث في تأصيل الخط الاسلامي الاصيل، علما انه كان يأبى ان تنسب اليه اعمال غيره. فقد حدث ان ظهر على الانترنت بحث قيم بعنوان: اكثر من 180 سنة مفقودة من تاريخ الاسلام، أين اختفت. نسبت اليه ولكنه رفض ذلك وقال ان العمل ليس لي ولكنه للسيد محمد رضا الجلالي. كان نزيها وصادقا. كانت له مقالات في ادعية الائمة، وكان يكتب للسادة الحسنية والحيدرية.
- تضلعه في اللغة. كا نت له احاديث ومقالات في ادعية بعض الائمة، من ابرزها دعاء الحسين يوم عرفة. تحتوي مفردات تعتبر بالنسبة لنا طلاسم، مثل مسارب صماخ سمعي، وما حوته شراسيف … بسبب خلفيته الطبية واهتمامه باللغة لديه بحث القاه في بعض اللقاءات. كانت له تعليقات على نصوص صعبة. كان يفضل استخدام المصطلحات العربية كالهاتف، كان متمكنا من قواعد اللغة.
- الجانب الطبي، كان استاذا في جامعة البصرة، كلية الطب. كان يسمع للناس في وقته الشخصي ويسدي لهم النصائح، كان يسدي النصح لوجه الله، ليس في الحضر فحسب، بل في السفر كذلك. حتى في اسفاره لم يكن يتردد في اسداء النصح. في هذه البلاد عمل في مستشفى واتفورد ثم تقاعد عن العمل. تخرج من كلية طب بغداد في 1961، وجاء الى ادنبرة في 1974 وحصل على زمالة كلية الاطباء الملكية البريطانية، ثم عاد الى العراق ليعمل في جامعة البصرة. في 1981 اقتحم عناصر الامن القاعة واعتقلوا بعض الطلبة، فادرك السيد انه على القائمة، فأسرع بمغادة العراق في ذلك العام واستقر في بريطانيا في مطلع التسعينات. يدلي بدلوه في ما يخصه وما لا يخصه. ينقل عنه قوله: لو كنت مجتهدا لحرّمت التدخين. كان يجمع بين التفقه والطب.
- النشاط الاجتماعي. في هذا البلد كان مستشارا بجمعية رعاية العراقيين، وعضوا بمجلس الجالية العراقية مع الدكتور كمال البصري، وكان في لجنة شؤون الأسرة، وعضوا في لجنة شكلت لفض النزاعات مع بهاء الوكيل وانا وهو. اشتركنا في حل نزاع معقد في احدى مناطق لندن. فهو حكيم ووجيه فضلا عن علمه وأدبه ودينه.
- كان يساهم مع زوجته في نقل الملابس الى الفقراء والمحتاجين ومعهم السيد معاذ، فيصرف من وقته وجهده في هذا الجانب.
- سجايا ومزايا شخصية. اولا الصبر حيث مرت عليه رزايا الدهر، وذكره وشكره لله. وهذا هو قمة الايمان، كان متميزا بذلك، والتواضع والابتعاد عن الاستعلاء، كان يتنازل للطرف الثاني، كان يسهل عليه قول: أني آسف. نتكلم عن الحلم. وقد وصف الله به ابراهيم واسماعيل. وخصلة اخرى هي الهدوء، وهذا لا يعني عدم وجود جيشان مشاعر في داخله، ولكنه كان منسجما مع ربه ونفسه. والسجية الاخرى النظر العميق للاشخاص والمشاكل. كذلك اهتمامه بالقرآن الكريم، كان يحب ان يستمع لمن يجيد التلاوة. كان في مجالس التأبين يذهب بنفسه لياخذ جزءا من اجزاء القرآن ويتلوه ثم يعيده. من يتعامل مع القرآن بشكل شخصي يشعر انه مع كلام الله. يجب ان نتوسل الى الله بأحب كلماته. وكذلك كان حريصا على اقامة الصلاة اول وقتها.
نتيجة هذه الخصال انه كان مدرسة في الاخلاق، وحظي بمحبة الناس، قد يدّعي البعض ان لديه اخلاقا، ولكن ما موقعه عند الناس؟ كان السيد نزار محبوبا عند الجميع، فلا تسمع همزا او لمزا في حقه.
اختم بثلاث نقاط:
الاولى: انه اصيب بمرض في رئته ولكن اصيب بالتخثر في احد شرائيين الرئة وهو في الطائرة وادخل المستشىفى واسلم الروح.
الثاني: روي انه رأى مناما قبل اسبوع من رحيله، انه رأى ابويه يعربان له عن اشتيقاهم اليه.
الثالث: على فراش الموت كان يصحو ويطلب ابراء ذمته.