دور المرأة المؤمنة في بناء الاسرة الصالحة

مجلس أم البنين (س)

دور المرأة المؤمنة في بناء الاسرة الصالحة

الضيوف: السيدة ليلى الركابي وسماحة الشيخ أسامة الرفيعي

التاريخ: 12 ديسمبر 2024

كلمة السيدة ليلى الركابي

(المسؤولة الادارية والبرامج والاعلام لمبرة الشاكري للتكافل الاجتماعي)

لقد جاء الاهتمام العظيم في الاسلام بتشييد وبناء الاسرة لانها الدعامة الاساسية في صرح الامة ، واللبنة الاولى في تكوين المجتمع الصالح فعلى قدر ما تكون اللبنة قوية يكون البناء راسخا منيعا ، وكلما كانت ضعيفة كان البناء واهيا آيلا للتصدع والانهيار .

  • إن الاسرة المسلمة هي المدرسة الاولى التي يتخرج منها الاعضاء الفاعلون في المجتمع ، ساسة وقادة وعلماء وقُضاة ودعاة ، وبالطبع أزواجُ  صالحين وزوجات وامهات مربيات صالحات .
  • لقد سعى الاسلام سعياً حثيثا لاصلاح المجتمع وأهمها تكوين الاسرة المسلمة من خلال اختيار الزوجة ذات الصلاح والدين ، كما أرشد الى اختيار الزوج الصالح ذي الخُلق القويم والدين المستقيم .
  • وبأجتماع الزوجين الصالحين تُبنى الاسرة الصالحة القوية بالايمان والاخلاق .

فأن بناء الاسرة يشاد بالايمان والتقوى ، وإن بيتا يُنشأ على طاعة الله لحري به أن يكون بيتا إيمانيا يعظمُ ثواب أهله ويصفوا عيشهم ، لان الاسرة المسلمة تعني بحسن تربية الاولاد وتعليمهم وتربيتهم ولا يتأتى ذلك الا بتعاون الوالدين في التوجيه والتربية من خلال المشورة والحوار وسماع الرأي الاخر برفق ولين.

إن صلاح المرء في نفسه صلاحٌ لأهله وذُريتهِ بالقدوة الحسنة ومجانبة ما يُسقِط المروءة أو يضر بالدين والعقل ، وبحصول الوئام في الاسرة يتهيأ المناخ الصالح للتربية وتكون أسرة عامرة بحنان الامومة وحدب الابوة بعيدا عن صخب النزاع والاختلاف.

يقوم بناء الاسرة في المجتمع الاسلامي على مجموعة أُسسٍ منها المودة والرحمة وبر الوالدين والصدق والامانة ، فأن كل أساس صحيح ومستقيم ينتج عنه بناء صحيح ومستقيم.

لقد كان ولازال دور المرأءة المؤمنة في بناء الاسرة الصالحة من أهم الدعائم الاساسية لصلاح الامة المسلمة وصلاح مجتمعاتها الاسلامية.

وقد كانت ولازالت السيدة (أم البنين) سلام الله عليها   القدوة الحسنة في الاخلاق والتعامل الزوجي الايماني الصحيح والتنشأة والتربية لجيل من الابطال ذوي الهمةِ والعقيدة والبطولات.

لقد كانت حريصة على تهيئة جميع الاجواء الاسرية السعيدة التي تحيط ببيت النبوة والامامة ولم تفكر بنفسها ومكانتها في البيت بل بخدمتها وعطاءها  فأرتقت في عالم الاخلاق  والتضحيات الانسانية.

لقد أكدت السيدة (أم البنين) سلام الله عليها   على التربية والاخلاق والمعرفة من خلال تعاملها وتربيتها ومراعاتها خاصة للائمة الحسن والحسين سلام الله عليهم.

وبذلك فأن الخطاب الذي نتعلم منه كنساءُ مؤمناتُ صالحات زوجات أمهات هو المعرفة الحقيقية بالواجبات والحقوق لكل أفراد الاسرة متضمنا أساسيات نجاح الحياة الزوجية وكيفية إدارة المنزل ماديا ونفسيا واجتماعيا  والاخلاق الحميدة التي تنعكس ايجابيا على أفراد الاسرة.

  • إن من أهم العوامل لبناء الاسرة الصالحة المؤمنة هو تسلح المراءة المؤمنة بالعقيدة الصحيحة والتعامل الاخلاقي الانساني والاسلامي والذي من خلاله تحفظ لهم أسلوب حياة سعيدة مطمئنة مستقرة في كنف زوج صالح يراعي الله ويحسن معاملتهم .

ولا يتأتى ذلك بالموروث الاجتماعي فهناك العديد من السلوكيات الاجتماعية التي لا تمت للدين والعقيدةِ بصلة  سوى أنها أسلوب حياة  متوارث عبر الاجيال  ولكن يتأتى بالبحث والتعلم الصحيح ومتابعة الطرق والاراء والتوجهات الموثوقةَ المصدر، خاصة مع إنتشار الاساليب الشيطانية التي بظاهرها يراد تثقيف النساء ورعايتهن ولكن بباطنه الهدف منه إبتعاد المراءة عن دينها واخلاقها الاسلاميه والتعلق بالظواهر السطحية والتي تدمر الاسرة وتخلق بؤر خلاف فيما بين أفراده وخاصة مابين الازواج منهم.

 ولقد أنتشرت في الاونة الاخيرة وعبر المواقع الالكترونية أساليب تحت مسمى تطوير الذات  وتأكيد أسلوب ومنهج (الأنا ) والذي يهدف الى تمزيق الاسرة الاسلاميه والانسانية بشكل عام .

  • إن الاسرة في الاسلام هي النواة التي ينطلق منها تكوين المجتمع ، وقد عُني بها وفصل أركانها ووضح الحقوق المتبادلة بين أفرادها وذلك مواكبة لفطرة الانسان.
  • إن العلاقات الاسرية القوية لها فوائد عدة منها

    مساعدة الافراد على التعامل مع متغيرات وضغوط الحياة بالاضافة الى  زيادة الثقة في النفس واحترام الذات .

  • اضافة لبناء الاسس المتينة لعلاقات اجتماعية صحية قائمة على الثقة في الاخرين وتوفير الشعور بالامان .
  • فأن تنمية بناء شخصية الفرد المسلم في الاسرة وبشكل سليم ينمي القيم الايجابية ويحارب القيم السلبية .
  • ومن أهم سمات الاسرة المسلمة السليمة  هو تقديم النموذج الصحي لافعال وتصرفات الاب والام من خلال ضبط النفس وحُسن التصرف في مواجهة ضغوط وتحديات الحياة ، فأن الاطفال تراقب وبأنتباه شديد طرق تصرف الاب والام ويتعلمون منهما .
  • وبذلك يتحتم وجود الاحترام المتبادل بين كافة أفراد الاسرة وخاصة إحترام ومراعاة الخصوصية لكل فرد وهذا يثمر عن بناء شخصيات مستقلة .
  • شعار (( العائلة أولا وقبل كل شيئ ))

في الاسر السليمة يصبح شعار (( العائلة أولا )) أسلوب حياة .

 فان افراد الاسرة تأتي في المقام الاول وبذلك تسود المحبة والاصرار على تماسك الاسرة ورعاية مصالح أفرادها ولايجاد الدعم والمؤازرة الدائمة .

  • إن التقدير والامتنان يسهم في خدمة افراد الاسرة ويزيد من تعميق الروابط الاسريه فيما بين افراد العائلة .
  • بالاضافة الى الشعور بالامان فأنه من المهم لافراد الاسرة وخاصة الاطفال منهم والابناء في سن المراهقة ، فلا بأس من ارتكاب الاخطاء خلال فترة التعلم ولكن متابعتهم وبيان السلوك الصحيح وبشكل يحترم ذاتهم وشخصيتهم .
  • إن من أهم الاهداف المرجوة لصلاح مجتمعاتنا الاسلامية وخاصة دور المرأة المؤمنة في بناء الاسرة أخلاقيا ودينيا عبر إرشادها للسبل الصحيحة في تربية النفس ، ومن ثم يعود على تربية الاجيال المستقبلية وذلك عبر تعزيز ثقافتها الدينية التربوية ولتكون نواة تُعلي شأن مجتمعها .
  • فلقد أهتم أفراد مجتمعنا على مدى السنين الماضية بتعليم الافراد العبادات وقراءة القران الكريم والتركيز على اللغة العربية في المدارس الخاصة أو في المنازل ، لكن للاسف أُهمل الجانب الاخر والمهم وهو أسلوب ومنهج التعامل وأستنباط الاخلاق الاسلامية من عقيدتنا الحقة .
  • للاسف ومن النتائج السلبية التعلق بقشور المدنية هو أساس التعامل داخل أفراد الاسرة ةخاصة فيما بين الازواج أم التعامل مع الجيل القادم من الشباب والشابات .

نحن بحاجة الى قادة من خيرة النساء من الامهات والفتيات الشابات في مجتمعاتنا وخاصة في بلاد المغترب  لتقود نساؤنا الى بر الامان وتعليمهن منهج التعامل الصحيح والاسلامي فيما بين الزوجين ومراحل تربية الاطفال ومواجهة متغيرات الحياة المادية والسياسية وخاصة مع انتشار الافات الاجتماعية من الحاد وفساد وشذوذ وإدمان .

ومن خلال دور القادة من دعاة منابر وأصحاب مناهج تربوية وأصحاب أقلام إعلامية  فأننا نرتقي بمجتمعاتنا وخاصة النساء بكل أطيافها من طفلة صغيرة الى فتاة شابة  الى زوجة صالحة الى أم مربية ترتقي بأجيال وتكون قدوة لهم في حاضرهم ومستقبلهم

في نهاية كلمتي  هذه أختصر القول بأن الاسرة المسلمة يترعرع في أحضانها بنون وبنات يمثلون حاضر ومستقبل الامة ،

 يتربون ويتقوى عودهم ويشتد ساعدهم ليحملوا راية الدين والوطن .

ولا يتاتى ذلك الا بتهيئة الاسرة لابنائهم ورسم ملامح شخصياتهم من خلال التعليم والتأهيل لتحمل المسؤولية إزاء أهلهم ومجتمعهم ، وهكذا تُنشأ أسٌر فاضلة جديدة رحمُها موصول وبِرهٌا دائم .

شكرا لكم على حسن  الاستماع والعٌذر منكم على الاطالة  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

مجلس أم البنين (ص)

سماحة الشيخ اسامة الرفيعي

﴿إذ قالت امرأة عمران اني نذرت لك ما في بطني محررا، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم﴾.

ينطلق الاسلام من حضارة عريقة يؤسس من خلالها للتناغم مع كلا الجنسين.

في القرآن سورة النساء نظرا لما لهذه الشريحة من اهمية.

النبي (ص) اكد اهمية بناء دور المرأة المسلمة على مستوى الذات ومستوى المجتمع.

ما تكليف المرأة المسلمة في المرحلة الحالية؟ يجب ان يتوفر عنصر مهم قبل التكليف.

يؤكد العلماء على الوجوب الشرعي على الأب ان يهيء المرأة لاستقبال الحكم الشرعي.

هذه المنظومة يجب ان يتوفر تكليف الشعور بالمسؤولية.

اذا لم اعتقد ان علي مسؤولية لرعاية عيالي فساكون متسيبا.

البعض لا يشعر بمسؤولية الحضور في هذه المجالس لعدم الشعور بالمسؤولية. يجب ان ننمي روح قابلية المسؤولية.

منهم من جاء يريد الاستماع او البكاء او لقاء المؤمنين. هذا القصد يتوفر لمن يشعر بالمسؤولية.

نحن مقصرون في مواجهة التقاعس لخدمة الدين.

البنت لا تمثل نفسها فحسب، بل ستكون أمّا وزوجة.

العولمة والفكر الغربي والاستعمار كلهم حاولوا ضرب المرأة في دينها وعفتها وحجابها.

تجد في وسائل التواصل حالات تدعو للسخرية. نعيش عالم التفاهة.

الاماكن الدينية والاسلامية لا تحظى بحضور مناسب. الوقت ليس وقت جلوس وتصفح على مواقع الانترنت. الاسلام بحاجة لجميع ابنائه.

الآية تتحدث عن امرأتين “حنّا وأشيع”

حنّا تزوجت عمران وأشياع تزوجت زكريا.

حنا نظرت الى طير مع اولاده فاشتعلت في نفسها غريزة الامومة. طلبت من الله ان يرزقها ذرية صالحة.

انزل الله وحيا بانها سترزق مولودا سيحقق الوعد الالهي.

هذه المرأة لم يكن لديها ذرية، قالت ان رزقني الله مولودا ﴿قالت رب اني نذرت لك ما في بطني…﴾. هذه المرأة عطاؤها وكرمها وفلذة كبدها تريد ان تجعله خادما لله. ما اعظم المرأة حين تفكر بمستقبل أولادها الأخروي. قالت الآية: ﴿أني نذرت لك ما في بطني محرّرا…﴾. رزقها الله بنتا هي مريم. ﴿قالت امرأة عمران اني نذرت لك﴾.

الامر الثاني: ان الاشخاص يجب ان يكونوا بعيدي النظر للتفكير بمستقبل مولودهم. ﴿نذرت لك ما في بطني محرّرا﴾.

قالوا لوالدة الشيخ الانصاري: الشيخ الانصاري وصل الى مرحلة عالية، فقالت كنت أعده لما هو أسمى. لم ارضعه في ليل او نهار إلا وأنا على طهر ووضوء.

الامر الثالث: يجب ان يكون النذر خالصا لله.

الرابع: الخدمة في المسجد تنطوي على امر عظيم. هذه المراكز ضرورية.

خامسا: للأم نحو من الولاية على الابن إذا فقد الأب،

الاكثر نجاحا في خدماتهم الدينية هم الذين ينذرون كل اوقاتهم للخدمة.

سادسا: اذا عزمت على تقديم ما تحب فتمنى لها القبول.

﴿اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني…﴾.

﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

اذا خطوت خطوة نحو الله فسوف يوفقك اكثر. اذا لم يكن هناك شعور بالمسؤولية فلا جدوى.

السيدة أم البنين نذرت اربعة من أولادها لله. فاطمة بنت حزام الكلابية تزوجها الامام علي عليها السلام الذي مارس مسؤوليته للبحث عنها. لم يكن يبحث عن جمال، بل كان يريد من زواجه التعلق بالهدف الحقيقي. لما رأت عليا يتغير حين يناديها باسمها: فاطمة، فأصبحت تسمى “أم البنين”.

قالت للعباس: اذا جلست بين يدي الحسين فلتجلس القرفصاء، فهو إمامك.

كانت تطعم الحسين وتسقيه، وكان يناديها: أماه

كانت تقوم له وهي حامل اجلالا له.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى