معركة أحد. مستلزمات النصر الإيمانية والمادية والميدانية

السيد علاء آل عيسى

﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِين﴾ [آل عمران:144]،

كثيرة هي المعارك والغزوات التي حصلت في زمن النبي محمد (ص). ومعركة أحد هي معركة مهمة جدا في حياة النبي (ص) والمسلمين حدثت في  النصف من شهر شوال سنة 3 للهجرة وللحديث عنها نحتاج الى ساعات.

السؤال المهم الذي نحاول الاجابة عليه في نهاية هذا البحث هو: هل كان هناك انتصار ام انهزام للمسلمين في هذه المعركة.

تناول القران احداث معركة أحد  في اكثر من 60 آية معظمها في سورة آل عمران ولم يذكر اسمها تحديدا.

ما هي الاسباب التي دعت قريش للخروج؟:

اولا: الثأئر لما جرى في معركة بدر الكبرى الذي قتل فيها صناديد قريش.

ثانيا: اعادة هيبت قريش بين العرب بسبب عدم سيطرتها على الطرق التجارية.

وهيئ ابو سفيان جيشا قوامه 3000 او 5000 الاف مقاتل لمقاتلة النبي (ص).

سؤال: كيف وصل خبر خروج قريش إلى النبي محمد (ص)؟

يوجد قولان:

القول الأول: أن “العباس بن عبد المطلب” كتب إلى النبي (ص) يخبره بمسير قريش، وبكيفية أحوالهم، وبعددهم، مع رجل غفاري.

القول الثاني: وهو ما ذهب إليه الواقدي: أن نفراً من خزاعة فيهم “عمرو بن سالم” أخبروا رسول الله (ص) الخبر، ثم انصرفوا.

اتجهت قريش من مكة الى المدينة. أرسل النبي (ص) بعض العيون لمراقبتهم، منهم “الحباب بن المنذر” سراً لمعرفة عددهم وعدتهم.

سؤال: ما هي اهداف قريش من الحرب؟

اولا: الحاق هزيمة نكراء للمسلمين ناسخة لهزيمتهم في بدر ونصر نهائي ينسي قريش الهزيمة الاولى.

ثانيا: اغتيال الخط الاول من القيادة الاسلامية في المدينة المنورة لا سيما التي تسببت هزيمتها في معركة بدر وهي ثلاث شخصيات: النبي محمد (ص) ثانيا حمزة ابن عبدالمطلب وثالثا الامام علي عليه السلام.

ثالثا: اقتحام المدينة المنورة بعد هزيمة المسلمين وارجاعها تحت السلطة القرشية وتصفية المسلمين فيها.

قريش كانت تعتمد على الجواسيس او ما يسمى الان بالطابور الخامس والقران الكريم سماهم المنافقين وكثير منهم كانوا عملاء لقريش ﴿ومن اهل المدينة مردوا على النفاق﴾.

ما هي خطط قريش لتحقيق هذه الاهداف؟

الخطة الاولى: منع المسلمين من الخروج لقتال قريش ويبقون داخل المدينة المنورة وتحاصر المسلمين واستسلامهم وقتلهم بالاعتماد على المنافقين والجواسيس.

الخطة الثانية: شن حرب نفسية على المسلمين من اجل تحطيم معنوياتهم قبل الدخول في القتال واثناء القتال ومحاولة استمالتهم.

كيف خطط النبي (ص) لبدء المعركة؟

في الطبقات لابن سعد ذكر ان النبي (ص) استشار اصحابه في الخروج فاشار عليه عبدالله ابن أبي بن سلول وهو رأس المنافقين بعدم الخروج وكان هذا رأي بعض المهاجرين والانصار. فقال رسول الله امكثوا في المدينة.

غير ان هناك اخرون طلبوا من النبي (ص) الخروج الى العدو وعدم مواجهته في داخل المدينة المنورة  لان ذلك يسبب بخسارة كبيرة في ارواح الابرياء، فغلب هذا الامر على الاخرين.

بالحقيقة ان فعل النبي (ص) للبقاء في المدينة  ابتداء هو لمعرفة المنافقين وكشف نواياهم ونوايا الاخرين.

على كل حال دخل النبي (ص) بيته ولبس لامة حربه…. فسقطت خطة المشركين الاولى بابقاء المسلمين في المدينة. هنا النبي (ص) كشف خيوط المؤامرة.

استخلف على المدينة المنورة “ابن أم مكتوم” لحمايتها. وكان النبي (ص) كلما يخرج الى غزوة من الغزوات  يستخلف احدا على المدينة.

اختياره لمكان المعركة وعسكر في أحد التي لا تبعد عن المدينة كثيرا، منعا من اي تحرك مضاد في المدينة المنورة. فهو منع من القيام بانقلاب في المدينة. وقد وضع جبل أحد في ظهره ومعسكره على سفح الجبل حتى لا يغدر النبي (ص) من الخلف.

قام بعزل كتيبة من الجيش من امهر الرمات وجعلهم على الجبل وهو جبل الرمات وَكانوا خمسينَ رجلًا بقيادة عبد الله بن جبير، وقالَ: إن رأيتُمونا تَخطفُنا الطَّيرُ، فلا تبرَحوا من مَكانِكُم هذا حتَّى أُرْسِلَ لَكُم، وإن رأيتُمونا هَزَمّنا القومَ وأوطَأناهُم فلا تبرَحوا حتَّى أُرْسِلَ إليكُم.

احداث المعركة باختصار

بعد ان توجه النبي (ص) الى أحد بـ1000 من المقاتلين لمواجهة قريش.  قام عبدالله ابن أبي مع مجموعة من الصحابة بالانسحاب من المعركة تقريبا 300 مقاتل اي ثلث جيش المسلمين.

وهناك اعداد اخرى ارادت الانسحاب من الجيش وهما بنو سلمة وبنو حارثة من الانصار ولكن غيروا رأيهم بعد ذلك .﴿اذ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّـهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾(آل عمران/ 121 )

نقل العاملي في الصحيح في سيرة النبي الاعظم.

كان أول من رمى بسهم في صفوف المسلمين هو “أبو عامر الفاسق” في خمسين ممن معه. (ابنه هو حنظلة بن أبي عامر، من صحابة رسول اللّه محمد ﷺ، والذي عُرف باسم غَسيل الملائكة).

بدأت المعركة بأول مبارزة كانت بين أمير المؤمنين عليه السلام وحامل لواء المشركين طلحة ابن طلحة فقتله الامام علي (ع). ثمّ أخذ الراية أبو سعيد بن أبي طلحة ، فقتله الامام علي وسقطت الراية، فأخذها مسافع بن أبي طلحة، فقتله الامام علي عليه السلام. حتّى قتل تسعة نفر من بني عبد الدار فسقطت الوية المشركين وارتفعت معنويات المسلمين فلم يصمدوا المشركين وهربوا، وصار أصحاب الثغرة يرمونهم بالنبال، واقتتل الناس قتالاً شديداً، وأنزل الله نصره على المسلمين وقد كان لعليّ (عليه السلام) مواقف مشهودة كما كان لحمزة بن عبدالمطلب، مصعب ابن عمير وأبو دجانة، والزبير بن العوّام، فلمّا انهزم المشركون تبعهم المسلمون.

اذا كان هناك انتصار للمسلمين في الجولة الاولى في هذه المعركة.

كيف حدث الانكسار؟

هنا تحركت الماكنة الاعلامية للمشركين حيث تم اغراء الرمات بالغنيمة من قبلهم وقالوا لهم بان النبي (ص) سوف لن يعطيكم من الغنائم لانكم لم تحاربوا. هنا تحركت الدوافع المادية للرمات واكثرهم تركوا الجبل فاصبح ظهر المسلمين مكشوف. اشار القران الكريم لهذا في الاية 152 آل عمران ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَٰزَعْتُمْ فِى ٱلْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّنۢ بَعْدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلْاخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾.

فلما رأى “خالد بن الوليد” قلة الجنود على الثغرة، وأن ظهورهم أصبحت خالية، وخلاء الجبل، صاح في خيله، فمر بهم، وتبعه عكرمة ابن ابي جهل في جماعة، فحملوا على من بقي في الثغرة، فقتلوهم جميعاً، ثم حملوا على المسلمين من خلفهم. ورأت قريش المنهزمة عودة رجالها للحرب بقيادة خالد بن الوليد، فعادوا للحرب من جديد.

لم يتمكن المسلمون من مقاومة هذه الحملة الضارية، خصوصاً بعد أن تفرقت صفوفهم، وهم في طلب المغانم، فضاعوا بين أعداءهم، وكان همُ كل واحدٍ منهم ان ينجو بنفسه.

وهتف هاتف من المشركين بموت النّبي (ص)، فعند ذلك سقط ما في أيدي المسلمين، وتفرّقوا في كل وجه، وصعدوا الجبل، والتجاءوا إلى المخابئ، فلم يبق إلّا  القليل من أصحابه والرسول يدعوهم بأسمائهم. ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٍۢ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِىٓ أُخْرَىٰكُمْ﴾ أل عمران 153. [تلوون]: تلتفتون من ورائكم إلى نداء الرَّسول.

بعد اغتيال حمزة عم النبي (ص) ومقتل مصعب بن عمير، الذي كان فيه شبه بالنبي صلى الله عليه واله وسلم ظنوا ما تبقى من اصحاب النبي (ص) ان الرسول (ص) قد قتل. وعليه ساعدت هذه الامور بتصديق الاشاعة وانتشرت بين الجيش الاسلامي فصار الانكسار الحقيقي في الجيش.

بعد هزيمة مجموعة اخرى من الصحابة الى الجبل وصل العدو إلى رسول الله (ص) فشج رأسه وقيل كسرت رباعيته وأخذه نزف الجراح فانكفأ الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يثبت معه الا أمير المؤمنين (عليه السلام) وأبو دجانة الأنصاري والامام علي عليه السلام قد تكسر سيفه فخلع رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه (ذا الفقار) فقلد عليا عليه السلام ومشى إلى جمع المشركين لابعادهم عن النبي (ص).

رفع  النبي (ص) رأسه فإذا جبرئيل عليه السلام، وهو يقول: لا فتى ألا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار .

بعد أن علموا اصحاب النبي (ص) انه لم يمت استجمع ثلة منهم قوتهم، والتفوا حول النبي (ص)، واستقروا في سفح الجبل، ولم يجاوزوه، فخاف المشركون أن ينال المسلمون منهم من جديد، ويفعلوا بهم كما فعلوا في بداية الحرب، ففضلوا إنهاء الحرب، والانسحاب فأشرف ابو سفيان على الجبل، ونادى بأعلى صوته: “أعل هبل” . فأجابه النبي (ص)، وقيل أنه علّم الامام علي عليه السلام فأجابه: “الله أعلى وأجل”.

من ثبت  في ساحة المعركة في النهاية؟

الواقدي في كتابه المغازي قال ان النبي (ص) صبر ومعه  14 رجلا 7 من المهاجرين و7 من الانصار . هناك قول ان الذين ثبتوا 8 وقول 30 صحابي. بغض النظر عن العدد لان الروايات التاريخية تذكر اسماء مختلفة من الذين ثبتوا مع النبي (ص) وهذا يضعف الروايات التي تدل على عدد الذين ثبتوا مع النبي (ص).

القدر المتيقن شخصان ذكرت اسمائهم ثبتوا ودافعوا عن النبي (ص) حسب رأي جميع المؤرخين الاول هو أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام والثاني هو ابو دجانة الانصاري.

بعد انتهاء هذه الجولة، أرسل رسول الله (ص) علياً عليه السلام مع مجموعة من المقاتلين في آثار جيش قريش، فقال له اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون؟ فإن هم جنَّبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة؛ فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرنَّ إليهم ثم لأناجزنهم فيها. نرى هنا اصرار النبي (ص) على متابعة العدو وابعادهم عن المدينة المنورة لان معركة أحد لن تنتهي بعد. قال الامام علي عليه السلام: فخرجت في آثارهم فرأيتهم جنبوا الخيل وامتطوا الإبل واتجهوا إلى مكة.

أمرّ النبي (ص) أن يدفن الشهداء في الأماكن التي استشهدوا بها. يقال أن عدد قتلى المشركين في معركة أحد بلغ ثمانية عشر رجلاً وعدد قتلى شهداء أحد 70 شهيداُ من المسلمين.

رجع النبي (ص) الى المدينة وسمع النساء تبكي على قتالهم وقال ولكن حمزة لا بواكي له.

أحاط الصحابة الذين فروا من المعركة برسول الله (ص) وأظهروا له الندامة من فعلتهم وموقفهم، وطلبوا منه العفو. فأصدر الله سبحانه إلى نبيه (ص) أمره بأن يعفو عنهم، ويتجاوز عن سيئهم ويستقبل المخطئين التائبين منهم بصدر رحب.

 إذ قال تعالى: (فَبِمَا رَحۡمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ)

وقد فعل الرسول الكريم ما أمره به ربه وعفى عنهم جميعاً،  ولو أن النبي (ص) فعل غير ذلك لكان يؤدي ذلك إلى إنفضاض الناس من حوله، وتفرقهم عنه.

إن في هذه الآية إشارة صريحة إلى إحدى أهم الصفات التي يجب توفرها في أية قيادة، ألا وهي العفو واللين تجاه المتخلفين التائبين، والعصاة النادمين، والمتمردين العائدين.

ونزل جبرئيل (عليه السلام) على النبي (ص) في اليوم الثاني (النبي (ص) فقال:

يا محمد! إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلا من به جرح! فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مناديا ينادي: يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جرح فليخرج، ومن لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها وعددهم تقريبا 70 مقاتل، وأنزل الله على نبيه ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِين * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين﴾ [آل عمران:140-141].

فخرجوا على ما بهم من الألم والقرح. هنا معركة أحد لا زالت قائمة. لان ابو سفيان كان قد عسكر في منطقة الروحاء  40 ميلا عن المدينة يريد الهجوم عليها.

خرج النبي (ص) وبلغ حمراء الأسد (8 اميال عن المدينة) التي استقر فيها لثلاث ليالي، فوصل الخبر الى ابي سفيان بأن محمداً يطلبهم في جمع لم ير مثله، وأن هذا علي بن أبي طالب، قد أقبل على مقدمته في الناس وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه، وقد ندموا على ما صنعوا، وأنهم يتحرقون عليهم. وأن نواصي الخيل قد تدركهم قبل أن يرتحلوا.

فدب الرعب في قلوب المشركين، وأسرعوا بالرحيل باتجاه مكة فنزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ارجع يا محمد، فإن الله قد أرعب قريشا، فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة وأنزل الله (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ  إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

اذا انتهت هذه الجولة الاخيرة بهروب المشركين من المعركة وانهزامهم الى مكة.

اذا الجولة الاولى: هي بداية المعركة النصر للمسلمين وانسحاب العدو.

الجولة الثانية: اصبح النصر للمشركين بعد نزول الرماة من الجبال واشاعة مقتل النبي (ص).

الجولة الثالثة: ثبات المسلمين وعلى رأسهم النبي (ص) وامير المؤمنين وابو دجانة الانصاري في الدفاع عن ارضهم.

الجولة الرابعة: انسحاب المشركين ومطاردة المسلمين لهم حيث انهزموا الى مكة المكرمة.

المهم في الحرب هو تحقيق الاهداف وقريش بقيادة ابو سفيان لم تحقق جميع الاهداف.  فهم لم يغتالوا رؤوس المسلمين جميعا؟ ولم يستطيعوا اقتحام المدينة.

المسلمون نجحوا في تحقيق اهدافهم بالرغم من عدد القتلى.

فقد حموا المدينة. طردوا المشركين من حول المدينة المنورة. قتلوا كبار المشركين كطلحة ابن ابي طلحة وغيرهم.

ما هي الدروس والعبر المستفادة من معركة أحد؟

الدرس الاول: الابتلاء الذي هو أمر حتمي.

الدرس الثاني: النهي عن الانكسار والوهن في حالة الابتلاء. ﴿وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

الدرس الثالث: ليس كل سقوط هو نهاية. معركة أحد علمتنا ان السقوط هو بداية لحياة افضل.﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَٰنًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ﴾.

﴿فَٱنقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍۢ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوٓءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَٰنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾.

الدرس الرابع: الاعتبار بالاُمم الماضية.

الدرس الخامس: أن الإسلام ليس دين عبادة الشخصية إن عبادة الشخصية وتقديس الفرد من أخطر ما يصيب أية حركة جهادية ويهددها بالسقوط والإنتهاء.

الدرس السادس:  الحياة الابدية

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران/ 169 -171).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى