
الصراع الخفي بين الانسان والملائكة والشياطين
قراءة في كتاب "المراقد المزيفة"
ندوة مؤسسة الابرار الاسلامية بعنوان “الصراع الخفي بين الانسان والملائكة والشياطين” وقراءة في كتاب “المراقد المزيفة”.
الضيوف: سماحة الشيخ محمد هويدي والسيد علاء آل عيسى
التاريخ: 1 مايو 2025.
سماحة الشيخ محمد هويدي
صراعي مع الشيطان طويل. ﴿قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو﴾. بعد اختلاف الملائكة في السماء قيل لهم اهبطوا الى الارض.
هذا الصراع الخفي يستبطن وجود سلاح وقتال وجبهة مقابلة. هذه الآية معطلة.
آدم احتج على ذلك الصراع. اربعة في الارض انسان وجن وملائكة وشياطين.
الملائكة سلاحهم من قوة الله.
الجن سلاحه سرعة الحركة والتحول.
الشيطان سلاحه كثير، ونحن في مواجهة معه.
في دعاء رمضان هناك 20 سلاحا ضد الشيطان.
كتب المؤلف: أيام شهر رمضان، فقتل الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد، وأعذني فيه من الشيطان الرجيم، وهمزه ولمزه، ونفثه ونفخه، ووسواسه وتثبيطه، وبطشه وكيده ومكره، وحيله وحبائله وخدعه، وأمانيه وغروره وفتنته، وخيله ورجله، وأعوانه وشركه، وأتباعه وإخوانه، وأحزابه وأشياعه وأوليائه وشركائه، وجميع مكائده. ﴿استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله﴾.
متى يحدث الصراع؟ متى وقت المعركة؟ يوميا هناك معركة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. عالج الله هذه القضية بطريقته. العلاج الملائكي والعلاج الشيطاني. ماذا اعطى لآدم من سلاح؟ اعطاه الأبجدية سلاحا، وهي حروف ملائكية. هو دعاء وذكر وقرآن، فالحروف مقدسة. صار الصراع يوميا. نقرأ القرآن ولا ننتبه له. نزلت 12 آية تذكر بالمغرب
﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب﴾. ﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا﴾.
ثقافتنا للقرآن أموية. عندما طرح الحديث: إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي اهل بيتي، قتلوا العترة في كربلاء وقتلوا القرآن للثواب، نحن لا نسبح، نقرأ فقط للثواب. واستغفر لذنبك، نحن لا نسبح.
كان سلاح آدم الحروف الأبجدية التي تكون قرآنا وحديثا. كانت صعبة، ولكنها اصبحت سهلة بوجود الانترنت.
في الستينيات من القرن الماضي كنا نسمع انه سيأتي زمان يسمع من في الغرب ما يقوله من في الشرق. الانترنت كشف الحركة الغيبية المتحكمة فينا. هذا سهل لنا حركة الملائكة. الملائكة ذكرت 73 مرة. الجن 22. الشيطان 71 مرة. لا ندرك ذلك لاننا نقرأ القرآن بالطريقة الأموية.
نريد أن نذكر بانك عندما تقرأ القرآن عليك ان تسبح. يجب ان نسبح كل يوم قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. نحن لا نعرف معنى الحمد. لماذا لم ينتشر دعاء التسبيح؟ لان مفاتيح الجنان لم يذكره ولم يذكر الحمد ولا التسبيح. نحن نقرأ القرآن بالطريقة الأموية للثواب. انخدعنا بالثواب الاموي. عندما جاء العباسيون توقفوا عن محاسبة الحاكم.
كيف نتعامل مع التسبيح؟ سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله اكبر.
هذا التسبيح نور يصعد للسماء، حين يراه الشيطان يخاف. وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾. ﴿ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوّا﴾، اي جهز السلاح والمراكز ضده. تركنا الشيطان والدين لان قراءتنا للقرآن أموية.
سألت احد اليهود: كيف حافظتم على اللغة العربية 4000 سنة، قام معي وأراني امورا. أراني بابا قال: جئنا به من الاندلس، فقد طردنا (اليهود) كما طردتم. قال: ممنوع ان يتكلم بغير العبرية في البيت. لقد خدعنا بحفظ القرآن وليس بكتابته او فهمه، انها أموية بحتة.. علينا ان نكتب القرآن الكريم، ونقرأه ونكتبه.
حينما كانت الحوزة في الحلّة، كان على الجميع حفظ القرآن. بعد الانتقال للنجف ألغي شرط حفظ القرآن، اصبحنا لا نستشهد بالقرآن في الصلاة. محي القرآن من الصلاة، اذ نكرر سورة الحمد وقل هو الله احد فقط. ليس هناك خطأ في ان تكتب آيات من القرآن وتقراها في الصلاة. الصراع الغيبي دائم. نسينا الغيب كذلك.
تأسس الحزب الشيوعي العراقي في 1934. كان العراق مستهدفا من اليهود. أزالوا مقولة الغيب من حياة العراقيين. ما بين 1934 حتى 1980 ازالوا كل شيء. ازالوا الايمان بالغيب كاملا. يخاف من بسم الله الرحمن الرحيم، ومن الصلاة على محمد وآل محمد.
ظاهرة انتشار القبور المزيفة
السيد علاء آل عيسى
قبل البدء لا بد من الاشارة الى عدة نقاط حول هذا الموضوع الحساس:
اولا: ان ما ورد في كتاب القبور المزيفة للباحث والمحقق الشيخ عباس شمس الدين يمثل رأيه واعتقد ان هناك من لا يوافق رأيه.
ثانيا: سأذكر اسماء بعض القبور فقط .
ثالثا: ان القبور المزيفة ليست فقط عند المسلمين الشيعة بل طالت السنة وغيرها من الاديان في معظم الدول الاسلامية.
اذا اصبح انتشار القبور المزيفة في الآونة الأخيرة ملفتا للنظر من خلال اتخاذها دكاكين ليعتاش عليها اصحابها بدلا من العمل النافع الذي يعطي الفائدة الاجتماعية للمجتمع.
كان لانتشار هذه القبور من خلال احلام حلم بها اصحابها ومن ثم الاعتقاد واليقين بصحتها، واحياناً ينتج تزييف للقبر من خلال تشابه الاسماء أو الصفات، فتشابه الاسماء قد كثر في منطقة الفرات الاوسط في العراق. وفي ايران انتشرت ظاهرة (امام زادة) أي (ابن الامام).
نحن نعيش اليوم في زمن ينتشر الجهل وتنتشر الخرافات، وهذا أدى الى ازدياد ظاهرة القبور والمقامات المزيفة على ارض العراق وغيرها من الدول الاسلامية، فضلاً عن اتخاذ هذه القبور ثراءً فاحشاً من المال النافع وجلب النذور والأضاحي والهدايا فيزار من قبل بسطاء الناس.
والحقيقة ان مسألة المراقد المزيفة ليست حصريا على المسلمين الشيعة كما ذكرت، بل طالت اهل السنة ايضا.
ففي سنة 2017 كشف شجارٌ بين قبيلتين، في العين السخنة، بمحافظة السويس المصرية، حول أحقية رعاية مقام “سيدي أبوسريع” واقتسام النذور التي تصل إلى نحو مليون جنيه سنوياً، سراً عمره 40 عاماً. لقد اعتاد مواطنون من أبناء القبائل البدوية في السويس وخارجها على زيارة المقام، مقدمين له النذور ومتبركين به، وبعد جلسة عرفية قرروا نقل رفاته الى مكان اخر، وبعد هذه الأعوام، تبين أن ما دُفن داخل المقام هو رأس عجل، ولا يوجد أي أثر لسيدي ابو سريع. توجد فديوات على اليوتيوب والخبر موجود في الصحف.
صدر عن دار قناديل في بغداد للباحث عباس شمس الدين كتابه بعنوان المراقد المزيفة (معجم موجز للمراقد والمقامات المزيفة والموضوعة والمنقولة والمجعولة والمجهولة في العراق). الطبعة الثالثة 2018. وصدرت الطبعة رابعة والخامسة تحت الطبع.
في وصف للكتاب يقول المؤلف، الذاكرة التاريخية للجغرافية قد تساعد في كشف هُويَّة المدفون، فإذا اكتشفنا وجود مقبرة تاريخية لمجموعة عرقية أو دينية لا علاقة لها بالإسلام، يتوسَّطها قبر لمسلم فإنَّ ذلك من المؤشِّرات والقرائن على كذب النسبة، فإنَّ مقابر المسلمين معزولةٌ عن قبور غيرهم، ويُبعد أن يُدفن المسلم في مقبرةٍ لغير المسلمين. ووجود القبر في منطقة تعبُّد ديني سابق للإسلام، أو عند رؤوس التلال أو على ضفاف المياه الجارية، أو بقرب تل أثري، أو وجود القبر لرجل مع قبر آخر لزوجه أو أخته، يستدعي تدقيقًا فيه أكثر من غيره؛ لأنَّ كثيرًا من الأمم التي دخلت الإسلام في العراق أسَرَّت في باطنها كثيرا من عباداتها القديمة، فألبست معابدها القديمة وقبور زعمائها ثوبا إسلاميا، ظلَّ حيًّا إلى اليوم كما نشهده في مقامات الخضر المرتبطة بشواطئ المياه الجارية. يذكر المؤلف ان هناك ما يقارب من 170 مقاما للخضر في العراق.
وبلغ الأمر في السنين الأخيرة من مهارة المزوِّرين مبلغًا خطيرًا، فقد تعاظم ذكاؤهم، وتخلوا عن السذاجة القديمة التي عُرفوا بها، فإنَّهم صاروا إذا أرادوا اختراع قبر من القبور الزائفة بحثوا في كتب الأنساب عن اسم فيها لا قبر له، ثُمَّ نسبوه إليه، مستغلِّين جهل الناس.
وبرزت خلال القرن الرابع عشر الهجري ظاهرة انتشار البناء على الموضع الذي يُغسل فيه الميِّت، فزادت القباب وتعدَّدت القبور وأُشبهَ على الناس.
في مقدمة الكتاب الجميلة تحدث عن تاريخ طقوس ووسائل الدفن في عصور ما قبل الميلاد والعصور الاسلامية، وكيف كان الانسان في ذلك الوقت يدفن موتاه وطرق ووسائل الدفن. والسؤال المهم الذي طرحه المؤلف في كتابه هذا حول هذه المراقد، هو: (هل هذا قبر فلان؟).
هذا المعجم (حسب رأي الباحث) يشمل جميع المراقد المزيفة في بلاد الرافدين، الكتاب عبارة عن دراسة اعيان القبور المنتشرة على أرض العراق فأصبحت في الآونة الأخيرة، ظاهرة طبيعية، زعماء هذه القبور يتخذون من مزارعهم أو دورهم مقامات ومراقد للأولياء من خلال حُلم أو رؤيا في المنام تدل على مكان القبر، ويبدأ صاحب الدار بتبليغ اهله وعشيرته وبعض المقربين له عن هذه الرؤيا، فيبدأ الداعمون لهذا المرقد المزيف بدعم مزاعم هذا الرجل، فيبدأ بجمع التبرعات لبناء هذا القبر ويعلى عليه القبة ليتخذ صاحب هذا المرقد دكاناً يعتاش عليه هو واهله وعشيرته. وتبدأ رحلة الناس المغفلين والبسطاء بزيارة هذا الضريح وتقديم النذور والهدايا وفي بعض الاحيان اقامة الرحلات الاسبوعية لزيارة صاحب هذا القبر المزعوم ودعوته ليرزق فلان أو فلانة بالمولود الجديد، ويحل عقدة فلانة للزواج، ويشافي الزائر من الامراض وما شابه ذلك.
لقد قام الباحث الجريء بتقديم هذه الدراسة المهمة والوثيقة التاريخية من خلال متابعة هذه المراقد والمقامات والتأكد من صحتها أو زيفها، ومن خلال مراجعة المصادر المهمة والتأكد من صحة نسبها.
فقد احصى الباحث في كتابه على سبيل المثال قبور (بنات الامام الحسن بن علي عليه السلام) في منطقة الفرات الأوسط وجنوب العراق فقد تجاوز عددها (19) قبراً، علماً أن بنات الامام الحسن بن علي عليه السلام لا يتجاوزن 6 بنات فقط (بناته: أم الحسن، أم الحسين، فاطمة، أم عبد الله، أم سلمة، رقية). ولم يذكر التاريخ بان الامام الحسن ولا بناته قد زارا ارض الرافدين منذ ان غادرها بعد وقوع الصلح مع معاوية. (ربما هذه هي قبور الحفيدات من ذرية الامام الحسن عليه السلام).
البحث الذي قدمه عن بعض المراقد بحث قيم ولكنه لم يجزم بالتزييف او الجعل بل انه اكتفى بذكر موجز للمرقد وذكر الشبيه اليه ان وجد، مثلا لا على التعيين “عبد الله: قبر في ديالى منسوب الى ما يسمى عبد الله يبعد تقريبا 13 كم شمال بعقوبة …انتهى”،
قبر اخر “مستعجل” في الموصل يقع على بعد 9 كلم جنوب سنجار، ومثل هذه التعريفات كثيرة جدا.
قام المؤلف بتقسيم الكتاب الى عدة فصول منها: ذراري الائمة (ع)،
القبور والمقامات ورتبها حسب الحروف الابجدية.
وخصص فصل لمزارات اليزيدية ايضا
وخصص ايضا فصلا كاملا باسماء المراقد والمقامات المزيفة بحسب مواقعها في محافظات العراق والتي يصل عددها الى 644. في الطبعة الرابعة وصل العدد الى 1200 والطبعة الخامسة الى 1500 قبر ومقام مزيف. بالاضافة الى المراجع والمصادر العربية والاجنبية التي وصلت الى اكثر من 200 مصدر. (ص477) يذكر كم عدد القبور في كل محافظة.
اذا، مع كل ما يمر به الناس ثَم هناك من يستغل جهلهم وتجهيلهم. فعلى اصحاب الشأن ولا سيما من القائمين عليه من مديرية المزارات والشؤون والأوقاف الدينية السنية والشيعية في البلدان الاسلامية ان تتصدى لها وتحظرها وتزيلها، بعد التحقق من مزاعم من اقامها، فضلاً عن مشاركة الآثاريين في هذا الشأن لأهمية الموضوع، والقيام بالتنقيب للتأكد من مزاعم هؤلاء.