تأبين المرحوم صلاح التكمجي

ندوة مؤسسة الابرار الاسلامية بتاريخ الخميس 21 ديسمبر 2023

تأبين المرحوم صلاح التكمجي

الاستاذ فؤاد ابراهيم

الاستاذ فؤاد ابراهيم

في ضوء مرافقة للاخ ابي تقى..

العلامة الاولى: الحضور الكثيف في ساحات كثيرة حيث يتطلب العمل، لا يمل ولا يكل، وينتقل من ساحة الى اخرى حتى آخر لحظات حياته. في ايامه الاخيرة كان يسأل عن آخر التطورات وكان يبدي رأيه في ما نقول. ربما كان هذا الحضور يقلل من آلامه. هذا هو المرحوم الذي يصر على  الحضور.

العلامة الثانية: كان يسجل ادوارا رئيسية، فحين يحضر لتأدية عمل متميز كان متألقا. كان شريكا او داعما في نجاح المشاريع، وكان ميسرا لمشاريع اعلامية ومن بينها قناة نبأ.

العلامة الثالثة: في العام 2011 كان معنا في مؤتمر حول ثورة 14 فبراير في البحرين وبعدها انتقل الى مكان آخر.

كانت لديه مبادرة دائمة ويقوم بصنع مشاريع متميزة على المستوى الفكري والثقافي والخيري. كان دائما يقوم بمشاريع متميزة.

العلاقة الفارقة الرابعة: كان صانع علاقات، ونسجها مع كل الاطراف والاطياف من اجل دعم العمل الخيري والفكري، وقد استمر في ذلك حتى النهاية. هذه العلامات واخرى ومنها ابتسامته الدائمة.

فقدنا اخا عزيزا وندعو الله ان يتعمده بواسع رحمته.

الاستاذ جعفر الأحمر

الاخوة والأخوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، نجتمع اليوم لنؤبن ونودع الأخ العزيز صلاح تكمجي، ابا تقى.

كان الصديق الحاج صلاح وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظة من حياته. هذه الصحبةُ الطويلةُ ما زادتنا إلا حباً وقرباً.

كان أكثرَ من مجردِ صديق، إذ كان شخصيةً استثنائية. كان رمزاً للوفاء، ومثالًا للطيبة والصدق والنزاهة.

كان يأسُرُنا بدماثةِ خُلُقِه، مع التحلي بالإصرار والعزيمة، في كل ما  يؤمن به ويفعله.

عرفته أخاً مخلصاً صادقا، لكن من أبرز صفات الراحل التواضع، اذ ما كان يتحرجُ من الاستماع الى الرأي الآخر، ومناقشته والقبولِ به، اذا ما اقتنع بصوابيته. وهذه ميزة قلما نجدها عند أقرانه.

وما يميزه ايضاً، كان شغفه في العمل الذي يقوم به، مع التزامه بقضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين وشعبها المظلوم، مجسّداً هذا الالتزام في كل نشاطاته الاعلامية والثقافية والسياسية على مدى نحو ثلاثة عقود.

ولعل الانجاز المميز، ضمن العديد من الانجازات التي كان يفتخر بها، كان المشروع الأخير الذي كرَس جلّ وقته اليه، واضعاً فيه عصارة فكره وتجربته، وهو معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية في رئاسة أركان هيئة الحشد الشعبي. اذ انه كان يؤمن بأن الحشد الشعبي، هو صمام الأمان للأمن القومي العراقي، ولا بد من رفده بكل الامكانات والأفكار والدراسات، فوجد ان اقامة مركز للدراسات هو أفضل ما يقوم به، مستفيداً من تراكمٍ في الخبرات لديه وبعض الأصدقاء المخلصين.

كان الأخُ العزيز ابو تقى يتحدث أمامنا بشغف عن هذا المشروع، قبل تأسيسه، وبعده.

وهذا الشغفُ هو ما كان  يتميز به في كل أعماله ونشاطاته ولقاءاته. وحتى وهو على فراش المرض، كان  يتابع التطوراتِ في العالم، وحينما يشعر بأن وضعه الصحي يسمح، كان يستدعينا مع بعض الأصدقاء، للنقاش وتبادل الأفكار، فكان حاضر الذهن دائماً، مؤمناً صلباً  كما عهدناه دائما.

ومن اللحظات المؤثرة، التي لامست شغاف قلوبنا، كانت تلبيتُه، رغم مرضه،  دعوة لأحد اللقاءات الأسبوعية، التي كان يشارك فيها بانتظام مع بعض الأصدقاء.

حتى في أيام حياته الأخيرة، كان يتابع التطورات في غزة ما أمكنه ذلك. وكان ما يبهرنا، من دون ان يفاجئنا، هذا الاطمئنان واليقين لديه، في انتصار الشعب الفلسطيني في غزة، على العدوان الاسرائيلي الغاشم.

ولعل آخر كلمة له قبل أيام، وهو بالكاد كان يتكلم، رداً على سؤالي له بأننا منتصرين في غزة قائلا: ان شاء الله، رددها ثلاث مرات.

إن رحيل الأخ العزيز صلاح، يخلّف حزنًا عميقًا في نفوسنا جميعا، إلا أن ذكراه الطيبة ستبقى خالدة ومحفورة في قلوبنا.

نسأل الله تعالى أن يتغمدَه بواسع رحمته، ويسكنَه فسيح جنانه، وأن يُلهم أهله وأحبابه الصبر والسلوان.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الاستاذ معن الجميلي

﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا﴾

اصبح مشروع جهاد وفكر وزهد، فقد كان ترابيا وكان مشروعا اجتماعيا وحوزويا. كان زاهدا في حياته، اشتغل مع الحشد سبع سنوات ولم يقبض من راتبه دولارا واحدا. كنت اقول له ان اهلك محتاجون، لكنه رفض.

كنت اعرفه منذ 12 سنة عندما كان في هولندا، كانت حياته في جهاد. كان يداوم سبعة ايام في الاسبوع ما عدا الاسفار.

يستيقظ الثامنة ويخرج التاسعة ويعود الثامنة مساء ثم يخرج التاسعة لحضور اجتماع ويعود الحادية عشرة مساء.

كانت لديه عدة افكار:

الاولى: هوية الحشد من خلال القيم العراقية والاسلامية.

الثانية: التأكيد على ان القيادة الشرعية هي قيادة الحشد، وحينما اغلق السيد السيستاني على السياسيين، جاءني وقال: لنتواصل مع رجال الحوزة، فبدأنا بالشيخ آل راضي والشيخ باقر الايرواني،  والكثير من رجال الحوزة. بدأنا نشرح لهم نشاط معهد الحشد الذي كان يديره. كانت ردة فعل علماء الدين ايجابية. السيد جعفر الحكيم قال: انتم متأخرون، لماذا لم تاتوا قبل الآن؟  كانت خطتنا ان نذهب في النهاية الى مكتب السيد السيستاني لنقل ذلك اليه.

كان يربط الحشد بالقيادة الشرعية.

الثالثة: ان الحشد هو السبيل الاول لبناء العراق حضاريا واخلاقيا ودينيا وامنيا وقد كتب في ذلك كثيرا وقال ان الحشد يجب ان يتعاون مع الدولة بشكل كامل، بعد ان اصبح تابعا لرئيس الوزراء دستوريا. هناك قيادة الحشد الشعبي بقيادة ابي فدك، وهناك الفصائل. كانت لديه علاقات مع الجميع ويحاول افهامهم ان وحدة الراي انتصار لنا.

الوضع اصبح افضل في الوقت الحاضر، خصوصا بعد مغادرة الكاظمي رئاسة الوزراء.

هناك فرصة الآن لبناء العراق. هناك الفساد والهيمنة من قبل امريكا وبعض الشخصيات.

ابوتقى يرى ان الشرق الاوسط كيان واحد، مترابط، فما يجري في لبنان لها صدى في العراق، وثورة البحرين جزء من ذلك. كان يرى اننا منتصرون. يرى انه في لبنان منتصرون. في البحرين ما تزال الثورة قائمة. في اليمن انصار الله اقوياء.

قبل خمس سنوات قال لي: لنذهب الى الامم المتحدة في جنيف وبالفعل اقمنا ندوة هناك. قدمنا طلبا لتسجيل جمعية لعضوية الامم المتحدة. اصبح لدينا مؤسسة مسجلة لدى الامم المتحدة. كان مبادرا في كل مجال ومشروع.

ظهر فساد في الحشد، وذهب الى ابي فدك وقال: نريد الحشد عقائديا نظيفا فأسسوا لجنة لمحاربة الفساد وكان هو على رأسها، ثم طرح موضوع امة الحشد وقام بالتنظير لها. كانت لديه علاقة مع الفصائل كلها ومع المرجعية ايضا.

الدكتور سعيد الشهابي

صلاح التكمجي: حمل مشروع التغيير بصدق

ترجّل عن صهوة فرسه ومضى على عجل، لم ينتظر طويلا لتوديع أحبّته، ولم يعبأ بالايدي التي تلوّح له بالتوقف، يبدو أنه كان على موعد أخير مع القدر. لقد سبق أن كان له موعد مع ذلك القدر مرارا، عندما كان يقف على الجبهات متصدّيا لأعداء الإنسانية، ولكنه لم يحقق أمنياته المتتالية آنذاك، فقد منحه الله فسحات إضافية من العمر في كل مرة، برغم رغبته الأكيدة في الشهادة. فلقد ودّع من رفاق دربه العديدين قبل ذلك، في خرمشهر والحاج عمران وزابل، وبعدها في سامرّاء وفي جبال حمرين. في كل مرة كان يقرأ القرآن ويتمنى لقاء الله والالتحاق بقافلة الشهداء الذين سبقوه، ولكن كان لله قرار مختلف عنه في كل مرة. حتى عندما أصيب بالمرض العضال لم يشأ الله أن يختاره، بل مدّ له في العمر لينتفع الناس به ردحا إضافيا من الزمن. وخلال مرضه لم يكن يُظهر الألم او الحزن، بل كان قد فوّض أمره لله كاملا، فكان يرى ان بقاءه او رحيله سيان. والقليلون هم من لا يعبأ بالمرض او يضعف أمام العلة. كان ارتباطه بربه ثابتا لا يتزلزل في أحلك الظروف، فقد رآى ربه بقلبه وفؤاوده وبصيرته فرضي بجواره وأصر على الاستمرار في عمله بدون ان يقعده المرض عن شيء منه. كان ارتباطه بالمطلق مطلقا، فكان حمله خفيفا لكي لا يثقله عن تلبية نداء الواجب إذا حان الوقت. لذلك انصب اهتمامه على بناء الذات وقراءة الواقع وتهميش النوازع الشيطانية في النفس لكي لا تغتر بغير ما عند الله. كانت له بصيرة ثاقبة، ينظر من خلالها لبرامج التغيير التي يسعى الاحتلال لبثها في اوساط شباب العراق ليصبح لقمة سائغة، ليتم بعدها جره للمشروع الأمريكي الذي يتم التخطيط لفرضه على العراق. فأرض الرافدين يسيل لعاب الغربيين من أجل السيطرة عليها، فلا يوفروا مالا او جهدا عندما يرسمون خططهم للهيمنة على ذلك البلد العملاق. فإذا كان هناك من القيادات من يجهل قدر العراق وشأنه ومحوريته في بناء شرق اوسط مختلف، فإن أبا تقى لم يكن من أولئك، بل كان واعيا للمشروع الغربي تماما.

قرأت في قلبه معاني الإيمان والحب والصدق، ورأيت في وجهه سيماء الإنسانية والرأفة، وشاهدت في سلوكه ما يسمو به إلى مصاف الأنبياء والصالحين والملائكة، واكتشفت في شخصيته معاني الوفاء والالتزام والجد، فما انحرف يوما عن ذلك، وما عرف اللذات المادية الجامحة التي كثيرا ما أخذت أهلها الى طريق الغواية والابتعاد عن الله والانغماس في اللذات الزائلة. كانت لديه معادلة ثابتة: أن يكون مع الله ليفتح له طرق الأرض والسماء، وليجعله على درب يأخذ به إلى أعلى عليين. كان شديد البأس عند لقاء العدو، فقد صمد بوجه الطاغية القديم عقودا، وقرر أن يتحرّف إلى قتاله من موقع آخر، أكثر إيلاما للعدو. فلبث هناك بضع سنين، وكانت له صولاته وجولاته في مضمار البطولة، لم ينكص يوما او يفر من الزحف. رأى في رموز الوطن والشعب آنذاك طريقا للحل والخروج من النفق البعثي المظلم، فكان الشهيد السيد محمد باقر الحكيم في نظره، رمزا قياديا صامدا، ورأى في المهندس قائدا وطنيا قادرا على دحر الإرهاب، فانتمى للحشد الشعبي من أجل حماية العراق. يومها كان له دور أساس في تأسيس “مركز الدراسات الاستراتيجية” في بغداد ثم افتتح له فرعان في البصرة والعمارة. كان يعتبر الدراسات ضرورة لوضع برامج التوجيه المعنوي التي كان يشرف عليها لتقديمها لكوادر الحشد من أجل إعادة تأهيلها أيديولوجيا في عالم توجهه ثقافات غريبة ينفق عليها المال الوفير لكي تكون قادرة على صياغة  عقلية التغرب والابتعاد عن الدين. لا يمكن ان تكون تلك الكوادر عسكرية فحسب، بل لا بد ان تصاغ ذهنية أفرادها لتكون منسجمة مع المشروع الحضاري الذي يتم إعداده لعراق المستقبل. لقد غادر العراق كالآلاف غيره فرارا من جحيم الطاغية، وحطت قدماه في الجمهورية الإسلامية، كما يفعل الكثيرون. ومن هناك لجأ إلى هولندا قبل ان يستقر في بريطانيا لتكون الفصل الأخير في حياته التي لم تنعم بالاستقرار يوما. وطوال هذه الرحلة الطويلة كان العراق المؤمن هدفه الأول دائما.

منذ أن عرفته قبل قرابة العقدين رأيت فيه النخوة والشهامة، فلم يتردد عن إسداء الرأي او تقديم النصح أو تسهيل المهمة. وحين انفتحت أمامه فرصة جديدة لمكافحة الاستبداد في بلده، لم يتردد في الالتحاق بها والتصدي من خلالها لألاعيب الطاغية، مع علمه أن الغربيين لن يتخلوا عنه، لكنه كان يرى الله داعما للمظلومين والمستضعفين، فقد شعر بالألم الشديد عندما لاحت بوادر الصراع الطائفي في العراق، فبذل جهده للتواصل مع كافة  الأطراف لمنع حدوث ذلك. كان مؤمنا بضرورة تفادي الصراع المذهبي المقيت، فكان له دوره في منتدى الوحدة الإسلامية، متعاونا مع رواده، فكانت علاقته متينة مع المرحوم الدكتور كمال هلباوي وكذلك إبراهيم منير. وتعاون مع الهلباوي ليفتحا معا مكتبا إعلاميا في القاهرة لتزويد القنوات الفضائية بالبرامج المناسبة، الإخبارية والتقريرية. وفي القاهرة كان همه واضحا: مد الجسور مع الآخرين وإيصال قضية شعبه للعالم، خصوصا شعب مصر المحب لآل بيت رسول الله.  كان دوره الريادي واضحا في المنتدى ومؤتمراته، خصوصا انه برز في ذروة الأزمة الطائفية في العراق. مشكلة أبي تقى انه متواضع بلا حدود، يعمل بصمت ولا يحب الظهور والشهرة، فكان مغمورا لا يعرفه الكثيرون، مفضّلا العمل بصمت والابتعاد عن الأضواء. لكن من يعرفه كان يعلم أن الرجل معطاء وصبور ومثابر وصامد وبعيد عن المغريات، فكان أهلا لثقة الكثيرين لاعتقادهم بنقاء سريرته وترفّعه على مغريات الدنيا. وحتى عندما كان يظهر على شاشات التلفزيون محللا سياسيا، لم يكن هدفه الظهور الشخصي بقدر ما كان يسعى للتوعية والتثقيف. لقد كان مربّيا ومخططا ومفكرا من طراز مختلف عن الكثيرين.

قليلون هم الذين يعطون أكثر مما يأخذون، والأقل منهم من يرفض ان يأخذ شيئا. وكان صلاح واحدا من الذين رفضوا أن يأخذوا حتى ما كان حقهم. فقد زهد في الدنيا، ومنذ أن ارتبط بخط التضحية والفداء، تلاشت رغبته في حطام الدنيا، فلم يملك منزلا، ولم يمنعه حبه لأهله من المرابطة  على الثغور شهورا متواصلة. كانت له علاقة وطيده بمن سبقه من الشهداء والصالحين، ولطالما قال: لست من مستواهم، لذلك لم يخترني الله معهم. صحيح أنه كان جادّا طوال حياته، لكن ذلك الجدّ لم يمنعه من البشاشة والمرح، فقد كانت الابتسامة ترتسم على ثغره في كل حين، يستقبل ضيوفه بها ويودّعهم بها. مرحى له من رجل فتح الله قلبه للإيمان فسار على خط رسالي واضح، فلم يتأرجح او يتذبذب او يتشابه امامه الحق والباطل. كان ينظر بعين الله، فيرى ما خلف الأمور بوضوح، بدون تكلف او تردد. أبوتقى كان عملاقا شامخا، حال دون ان يطمع الآخرون بشراء موقفه او تحييده. وقف مع الحق دائما، وصمد بوجه التحديات في الإقليم، وساند المظلومين في بلدان شتى كالبحرين والسعودية، وحضر المؤتمرات والندوات والاحتجاجات الداعمة للمظلومين، بدون ان تحول حسابات الربح والخسارة دون ذلك. كان يبكي من أجلهم بصمت، ويتقطع قلبه حرقة من أجل المسحوقين والمحرومين في العراق وخارجه. هكذا قضى عمره ولم يحمل معه إلى القبر إلا عمله الصالح، لكنه ترك وراءه إرثا إيمانيا وسياسيا تنوء الجبال بحمله، فرحمه الله وأسكنه الواسع من جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سماحة الشيخ فاضل الخطيب

نجتمع لنؤبن أخانا أبا تقى ولنحيي ذكرى الزهراء  عليها السلام.

سنة الابتلاء والامتحان احدى السنن الالهية، لا يستطيع احد تجاوزها، لذلك يعتبر الابتلاء احد اسباب عدم التعلق بهذه الدنيا.

السبب الآخر ان لا يشعر الانسان بالغرور لكي يعرف مكانه وموقعه.

ورد في الحديث: لولا ثلاث في ابن آدم ما طأطأ رأسه شيء: الفقر والموت والمرض.

من اسباب الابتلاء ان الانسان حين يبتلى يعرف نفسه بعيدا عن الغرور.

النقطة الاخرى من اسباب الابتلاء حب الله للعبد.

البعض يظن ان القرب من الله يشبه القرب من الحاكم او الملك فيحظى بالعطاء.

في الرواية: ان الله اذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا، وفجه بالبلاء فجا، فاذا دعاه قال: لبيك عبدي. الانسان المبتلى قريب من الله، دعوته مستجابة. هذه سنة الباري.

رواية اخرى: مثل المؤمن كمثل كفتي الميزان، كلما زيد في إيمانه، زيد في بلائه، ليلقى الله ولا خطيئة عليه.

ورد عن الامام علي عليه السلام: ان البلاء للظالم أدب، وهذا ما رأيناه مع صدام، وللمؤمن امتحان، وللانبياء درجة، وللاولياء كرامة.

سنة الابتلاء سنة عامة﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾. ﴿لقد خلقنا الانسان من نطفة أمشاج﴾.

النبي ابراهيم عليه السلام ابتلاه الله بالطلب منه ذبح ابنه. الله يأمره بذبح هذا الطفل ﴿يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك﴾، وآجره الله على نيته. اعطاه الله ولدا آخر من زوجته سارة التي كانت عجوزا نتيجة التسليم لقضاء الله رزقه الله ولدا آخر.

في زيارة السيدة الزهراء عليها السلام: يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك فوجدك صابرة. يقول الامام الصادق عليه السلام ناقلا عن النبي (ص): ان رسول الله قال: باب فاطمة بابي وحجابها حجابي

ثم بكى الامام الصادق وقال: والله لقد انتهكوا حجاب الله.

رحم الله فقيدنا واسكنه فسيح جناته وحشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء  والصالحين وحسن ا ولئك رفيقا.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى