الإمام الحسن (ع) وإمامة القرآن

ندوة  مؤسسة الابرار الاسلامية يوم الخميس 13 مارس 2025 بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسن بن علي عليه السلام.

الضيف: الدكتور هشام الحسني

لكل من أهل البيت عليهم السلام فضائل.

قال الامام السجاد عليه السلام في مجلس يزيد:

أعطينا ستا وفضلنا بسبع… وفضلنا بان منا النبي المختار ومنا الصديق…

عرف الامام المجتبى عليه السلام بجملة خصال منها حب النبي (ص) له وكرمه وبلاغته وشجاعته في وجه معاوية وابي موسى الاشعري، وشجاعته في الحرب.

الامام علي عليه السلام وجّه وصيته له وجاء فيها مجموعة من الأمور منها: “وجدتك بعضي بل وجدتك كلّي حتّى كأنَّ شيئاً لو أصابك أصابني وحتّى كأنَّ الموت لو أتاك أتاني”.

عرف عن رسول الله (ص) حبه للحسن عليه السلام فقال فيه كلمات منها: “لو كان العقل رجلا لكان الحسن”.

لكان ميكائيل يسدده، هذا سبطي وقرة عيني، بأبي هو.

الامام الحسن عليه السلام والقرآن الكريم

للحسن عليه السلام باع طويل في التعامل مع القرآن روحا ورسالة.

وردت في حقه جملة من الآيات ضمن الخمسة المطهرين الذين شاركوا في المباهلة.

كان له تفسير متميز لبعض النصوص القرآنية، مثل وشاهد ومشهود، او فاستوى على سوقه.

كلمات له ووصايا بشأن القرآن:

ورد عنه عليه السلام: ان هذا القرآن يجيء يوم القيامة قائدا وسائقا، يقود قوما الى الجنة أحلوا حلاله، ويسوق قوما الى النار ضيعوا حدوده واحكامه.

هذا الحديث له نظير عن الرسول (ص): اذا التبست الفتن عليكم فعليكم بالقرآن.

من جعله أمامه قاده الى الجنة ومن جعله خلفة ساقه الى النار.

كلمة أخرى: ان هذا القرآن فيه مصابيح نور وشفاء للصدور.

الكلمة الثالثة: ما بقي في الدنيا بقية غير هذا القرآن، فاتخذوه إماما يدلكم على هداكم. وان أحق الناس بالقرآن من عمل به وإن لم يحفظه.

هناك احاديث عن الامام علي عليه السلام جاءت في خطبه:

يقول الامام علي عليه السلام: فما دلك القرآن عليه من صفته فاتبعه وأتم به واستضيء بنور هدايته. عليكم بكتاب الله فانه

ذلك القرآن فاستنطقوه، ولن ينطق ولكن أخبركم به  …

ويقول: واعلموا ان هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل، وما جالس هذا القرآن أحدا الا قام عنه في زيادة او نقصان.

فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به فان فيه شفاء من اكبر الامراض.

واعلموا أنه شافع مشفع وقائل مصدق فكونوا من أتباعه واستنصحوه على أنفسكم واتهموا عليه آراءكم.

استفيد من ذلك سبع فوائد:

الائتمام بالقرآن

الاستضاءة بالقرآن

الاستنطاق

الاستشفاء

الاستبانة

الاستدلال

الاستنصاح

اعود لكلمة الامام الحسن عليه السلام: ما بقي في الدنيا بقية غير هذا القرآن فاتخذوه اماما.

ماذا جاء في القرآن عن البقية؟

قول الله: ﴿بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين ﴾.

﴿فلولا كان من القرون من قبلكم بقية﴾  (سورة هود)

هناك تفسيرات لكلمة بقية

الاول ان الربح والرزق الحلال هو خير لكم من التطفيف في المكاييل. التحصيل الحلال مع الاجر المعنوي.

التفسير الثاني الاكثر شيوعا في اوساط اهل البيت وهو تأويل، وهو الوجود النافع للناس وهم جميع الانبياء والاوصياء فهم بقية الله في الخلق، وكذلك المقاتلين في الحرب، يعتبرون بقية الله في القوم.

ان اجلى مصداق لبقية الله فينا هو امامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف.

ورد في الاخبار انه حين يخرج يقرأ هذه الآية: بقية الله خير لكم، وانا بقية الله. هم كذلك اولو فضل واهل صلاح بل هم المصلحون

الآية 117 من هود: ﴿وما كان ربك ليهلك القرى إلا واهلها مصلحون﴾. من سياق القرآن يتضح ان البقية هو الامام المهدي.

الإمام له معان في القرآن وفي خارج سياق القرآن.

الإمام في اللغة هو القائد والشخص الذي يتبع ويقتدى به ويمكن ان يكون إمام حق أو إمام باطل ﴿وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا﴾.

اما في ائمة الباطل: ﴿وجعلناهم أئهة يهدون للباطل﴾. يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم.

المعنى الثاني: للامام هو الكتاب. ﴿ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة﴾ فينادى يوم القيامة: ﴿يا أهل التوراة ويا أهل القرآن﴾.

المعنى الثالث: للإمام هو كتاب الأعمال كما ورد في سورة الجاثية: ﴿كل أمة تدعى الى كتابها﴾.

مما يوحي ان للإنسان كتابين وحسابين: كتاب الفرد وكتاب الأمة

في دنياي افترض انني اعيش بين اناس طيبين، فافترض انني سوف احشر معهم يوم القيامة.

ساحشر حسب كتابي الفردي وكتابي الجمعي. قد اجد يوم القيامة انني احشر في قوم كنت اتبرأ منها. السبب ان اهوائي كاهوائهم.

هناك معنيان آخريان: ﴿وكل شيء احصيناه في امام مبين﴾.

الرأي الراجح الاساس ان الإمام هو القائد.

مرور سريع على مواصفات الإمام الحق. الإمام الحق إمامته مجعولة، معينة، لا تخلو منه الأرض.

رابعا: الإمام معين من الله.

خامسا: اعمال الناس ليست مغيبة عنه.

سادسا: ليس هناك من هو افضل منه.

حديث ورد عن رسول الله (ص): يدعى كل أناس بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم.

جمع الصورة كاملة باضلاعها الثالثة: لكتاب والامام.

وورد عن الامام جعفر الصادق (ع): “الا تحمدون الله إذا كان يوم القيامة يدعى كل قوم إلى من يتولونه وفزعنا إلى رسول الله وفزعتم انتم الينا فإلى اين ترون ان نذهب بكم؟ إلى الجنة ورب الكعبة، قالها ثلاثا”.

الامام هو القائد والرائد الذي لا يكذب اهله.

دعى النبي (ص) اصحابه الى الامام فرفضوا، فقال لهم: ان الرائد لا يكذب أهله.

الامام الحسن عليه السلام يدعونا لنتخذ القرآن إماما بهذا المعنى.

وحين قال انه بقية الله فينا يقصد انه الامام المعصوم.

واضح ماذا يرد الامام الحسن عليه السلام: فاتخذوه اماما.

وان احق الناس بالقرآن من عمل به وابعدهم عنه من لم يعمل به

ما يريده الامام الحسن عليه السلام:

اولا: ان نفهم ان القرآن بقية الله ما بقي في هذه الدنيا بقية غير القرآن. هذا هو بقية المشوار: حين يكون عندي مصحف واؤمن بانه بقية الله احمله في صدري واعتز به، وهذا يؤدي الى تعلقي به.

ثانيا: ان نبحث ونتتبع في السيرة الطاهرة لنعرف من فينا من العترة. نؤمن ان المهدي هو الامام القائم فينا. لكي نضمن الاستقامة وعدم الضلال.

ثالثا: ان نعي ان القرآن يدلنا على  الهدى خاصة في اجواء الغبش والضياع، تبرز مقالات وترفع آيات.

ويظهر أناس ظاهرهم الإيمان ويتحولون الى منافقين.

القرآن يدلنا على الهدى فلا نركن الى اهوائنا.

اذا اردنا ان نتدبر القرآن او نفسره بآرائنا فاننا خاطئون.

الامر الثالث الذي يدعونا اليه الامام الحسن عليه السلام هو العمل بكتاب الله.

كيف نعمل بكتاب الله؟

هناك جملة مطالب:

الاول: التعمق الوجداني، بيدي ان اهتم وبيدي أن أهمل. حين أربي نفسي على حب القرآن فهذا عمل.

العمل الثاني هو التدبر، وهو واجب على كل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر، انه أمر يختلف عن التفسير. فالتفسير اختصاص وله مجاله. ومن يتصدى لتفسير القرآن يجب ان يكون مشتملا على صفات اساسية: العلم والعدالة والكفاءة والمحبة الحقيقية للقرآن والتجرد عن الذات.

التفاسير المعتمدة عند مدرسة أهل البيت المعاصرة والبعيدة من مجمع البيان الى الميزان الى الامثل. كلهم فقهاء. السيد السبزواري مرجع. الشيخ ناصر مكارم شيرازي صاحب تفسير الامثل فقيه ومرجع. جوادي آملي فقيه ايضا.

من يتصدى للتفسير يجب ان يكون فقيها او متفقها.

العلم بعلوم القرآن ضروري ويكون عالما بالسيرة النبوية.

اما الكفاءة فيجب ان يكونوا اقويا في اللغة والصرف وان يكونوا عارفين باسباب النزول وظروفه.

نحن لا نتحدث عن اي منا في مجال التفسير، لكن اتحث عن التدبر، فنحن مأمورون به، وهناك خمس آيات في سورة النساء ومحمد والمؤمنون ونوح.

﴿أفلا يتدبدرون القرآن ولو كان من عند الله….﴾

﴿أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب……﴾

﴿كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته..﴾

﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر…﴾

الآية تستبطن توبيخا لمن يعرض عن التدبر.

التدبر هو النظر الى ما وراء الآية، ما وراء الكلمات وما بين السطور. مطلوب منا ان نرى ما وراء الآيات. كل من عنده قدر متوسط من الذكاء ليبذل جهده.

الامام الحسن عليه السلام يوجهنا للتطبيق والعمل بكتاب الله.

يجب ان اعرف ما جاء عن رسول الله (ص) وعن مختصر الاحكام الشرعية والاخلاق الاسلامية. الاحكام الاساسية للعبادات والمعاملات. كذلك حفظ القرآن، وليس التركيز عليه بحيث يطغى على الاهتمام بالتدبر.

النقطة الرابعة: الحفاظ على القرآن وذرء الشبهات عنه، فيجب ان ندرب انفسنا كيف نحفظ القرآن ونذرأ عنه الشبهات.

النقطة الخامسة: نشر علوم القرآن ومعاجزه والاحتجاج به بنصوص مع اهل الكتاب والمخالفين ومع انفسنا.

النقاط التي حذرنا الامام منها:

الاولى: ترك العمل وهجره. قال تعالى: ﴿وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا﴾

الثانية: الاكتفاء بقراءة القرآن هدرا: عن الامام الصادق: ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا قراءتي هذرا.

الثالثة: التحريف السلوكي، بعض التكفيريين حافظون للقرآن، ولكنهم أساؤوا للقرآن وللرسول فاستحلوا الدماء، وهي ظاهرة قديمة، كانوا يقتلون الأطفال قائلين: ﴿ولا يلدوا إلا فاجراء كفارا﴾.

كذلك هناك من يفسر القرآن بمزاجه. التفسير هو محاولة اكتشاف أمر الله، فهو في غاية الخطورة. يمكن ان اطرح وجهة نظر عندي ولكن لا اقول ان هذا هو التفسير، وقد يكون نوعا من التدبر. أحذر من أن أهذر القرآن أو التحريف السلوكي.

يجب علينا ان نتعرف على الثقلين ومواصلة تدبر القرآن وآياته.

ثانيا: مواصلة المودّة ومودّة القرآن

ثالثا: ركوب السفينة حين تتلاطم الأمواج

رابعا: الاعتزاز بهذه الهوية وبهذا القرآن

خامسا: الاستعداد لبقية الله الامام المهدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى