ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام
بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام، أقامت مؤسسة الابرار الاسلامية برنامجها الاسبوعي وذلك بتاريخ 21 سبتمبر 2023 بإستضافة السيد علاء آل عيسى (باحث إسلامي) بكلمة تحت عنوان قبسات من سيرة الإمام العسكري عليه السلام، ومجلس قراءة ونعي للشيخ الدكتور رشاد الأنصاري.
كلمة الأستاذ علاء آل عيسى:
تمر علينا في الثّامن من ربيع الاول، ذكرى استشهاد الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (ع)، وهو الإمام الحسن بن عليّ العسكري. ولقِّب بالعسكري نسبة إلى المدينة التي عاش فيها، وكانت تسمّى بالعسكر، كونها كانت مكاناً لتجمّع الجيش أيّام الخلافة العباسيّة، وتسمى اليوم سامراء.
ولد هذا الإمام في المدينة المنوَّرة، لكنّه لم يقم فيها سوى سنتين، فقد انتقل منها إلى سامراء، مركز الخلافة العباسيّة، بعد أن فرض الخليفة العباسي المتوكّل على والده الإمام الهادي (ع) الإقامة فيها، ليقيِّد حركته، ويمنعه من التواصل مع شيعته. وقد عاش مع أبيه في سامراء عشرين سنة، واستلم الإمامة وله من العمر اثنان وعشرون عاماً، واستمرّت إمامته لستِّ سنواتٍ فقط.
عانى الإمام (ع) خلال فترة إمامته القصيرة مما عاناه والده في سامرّاء من الحصار والتَّضييق والتّشديد عليه، وقد سجن خلالها مرات عدّة في سجون بني العباس.
وقد أشار الإمام (ع) إلى مدى معاناته، عندما كان يرسل الرسل إلى شيعته ليوجّههم: “ألا لا يسلّمنّ عليّ أحد، ولا يشير إليّ بيده، ولا يومئ، فإنّكم لا تؤمنون على أنفسكم”.
وهذا يشير إلى مدى خوف الخلفاء العباسيّين من هذا الإمام الذي بلغ من العلم والعبادة وحسن الخلق والتّواضع والكرم، ما جعله مهبط قلوب النّاس جميعهم.
بالرغم من كلّ الضغوطات التي عاناه الإمام (ع)، كان يستفيد من الظروف المؤاتية ليقوم بدوره في التّوجيه والتعليم والتربية، وفي مواجهة الانحرافات الفكريّة والعقديّة والفهم الخاطئ للقرآن، وهو اعتمد ايضا في تأدية هذا الدّور على الوكلاء الذين كان يرسلهم إلى شتّى البلدان، وكانوا صلة التّواصل معه (ع)، يحملون من النّاس أسئلتهم، ويبلّغونهم إجاباته عنها وتوجّهاته إليهم.
إن المضايقات التي كان يعانيها الإمام العسكري (ع) في زمانه أدت لإختياره نواباً للاتصال بشيعته، وكان عثمان بن سعيد العَمري أحد نوابه الذي تولى النيابة في حياته وبعد وفاته، وبقي فيها حتى عصر الغيبة الصغرى، فأصبح كأول وكيل ونائب خاص للإمام المهدي (ع(.
اذكر لكم عدد من الروايات التي ردّ فيها الإمام (ع) على الشبهات التي طرحت عليه:
الأوَّلى: عندما علم الإمام (ع) أنّ يعقوب بن إسحاق الكندي، وكان فيلسوفاً، أخذ في تأليف كتاب ادّعى فيه وجود تناقضات في القرآن، قال لبعض تلامذته لما قدموا لزيارته: “أما فيكم رجل رشيد يردع هذا الرّجل عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟”، فقال له أحدهم: لكن لا قدرة لنا على محاورته والاعتراض عليه، وهو من كان في عداد الفلاسفة.. قال له الإمام (ع): “أتؤدّي إليه ما ألقيه إليك؟”، قال: نعم، قال: “فصر إليه، وتلطّف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله، فإذا وقعت الأُنسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة، أسألك عنها؟ فإنّه يستدعي ذلك منك، فقل له: إن أتاك هذا المتكلّم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلّم به منه غير المعاني التي قد ظننتها أنّك ذهبت إليها؟ فإنه سيقول: إنّه من الجائز، لأنه رجل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك، فقل له: فما يدريك، لعلّه قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه، فتكون واضعاً لغير معانيه!”.
وفعلاً، ذهب هذا الرجل إلى الكندي وتلطّف معه كما أمره الإمام (ع)، إلى أن ألقى عليه هذه المسألة، فقال له: أعد عليّ، فأعاد عليه، فتفكَّر في نفسه، ورأى أنّ ما اعتبره تناقضاً يحتمل وجهاً آخر، لكنّه بادر بالقول: أقسمتُ عليكَ، إلّا أخبرتَني مِن أين لكَ هذا؟ قال: أمرني به أبو محمد الحسن العسكري، فقال: الآن جئتَ به، وما كانَ ليَخرُجَ مثلُ هذا إلّا مِن ذلكَ البيت. ثم دعا بالنّار، فأحرق ما ألّفه.
الثّانية: هو تفسيره للحروف المقطَّعة الواردة في القرآن الكريم، بعد أن تعارضت الأقوال فيها، وبالغ البعض بها إلى حدِّ اعتبارها رمزاً، أو إشارةً إلى أحداثٍ تجري، كما راح يقول البعض عن “كهيعص”، أنَّ الكاف إشارة إلى كربلاء، والهاء إشارة إلى هلاك عترة النبيّ(ص)، والياء إشارة إلى يزيد، والعين إلى العطش، والصّاد إشارة إلى صبر الحسين وثباته… لكنَّ الإمام (سلام الله عليه)، صوّب آنذاك المسار، عندما قال(ع) عنها: “كَذبَتْ قُريشٌ واليَهودُ بالقرآنِ، وقَالوا سِحْر مبين تقوَّلَه.. فَقَالَ اللهَ كمثل: {الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، أي: يَا مُحمَّد، هَذا الكِتَاب الَّذي نزَّلنَاهُ عَليكَ هُوَ الحُروفُ المقطَّعَة الّتي منها (أَلِف)، (لام)، (مِيم)، وهو بلغتكم وحروف هجائكم، فأْتُوا بِمِثْلِهِ إنْ كُنتُم صَادِقِين، واسْتَعينُوا عَلَى ذَلِكَ بِسَائِرِ شُهَدَائِكُم”.
ثمّ بيَّن أنَّهُم لا يَقدرُونَ عَلَيه، بِقَولِهِ: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.
الثالثة: كان هناك من يثير الشّكوك لدى المسلمين ويقولون: إنَّكم تقولون في صلواتكم: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}، أولستُم فِيه؟! (أي ألستم على الصّراط المستقيم؟!)، فما معنى هذه الدّعوة؟! أو أنّكم متنكِّبون عنه، فتدعون ليهديكم إليه؟! ففسَّر الإمام (ع) كلام الله في سورة الفاتحة قاطعاً لِشَغَبِهِم، فقال (ع): “إنَّ معناه هو أَدِمْ لَنَا تَوفِيقَكَ الَّذي بِهِ أطَعْنَاكَ فِي مَاضِي أيَّامِنا، حَتَّى نُطِيعَكَ كَذَلِكَ فِي مُسْتَقبَلِ أعْمَالِنَا”.
أول من استخدم الأتراك في الجندية من الخلفاء المنصور العباسي ولكنهم كانوا شرذمة صغيرة لا شأن لها في الدولة وإنما كان الشأن الأكبر يومئذ للخراسانيين (الفرس) والعرب.
بعد آن آلت الخلافة إلى المعتصم بعد وفاة أخيه المأمون سنة218هـ، بدأ يشعر المعتصم بعدم الثقة في جنود بغداد من الأبناء وذلك لكثرة الاضطرابات التي كانوا يثرونها، كذلك بدأ المعتصم يشعر بضعف ثقته بالفرس حين رأى أن كثيرًا من الجند تعصب للعباس ابن أخيه المأمون ونادوه باسم الخلافة، إلى جانب أن أمه (أم المعتصم) كانت تركية تسمي (ماردة) وكان في طباعه الكثير من طباع هؤلاء الترك من القوة والشجاعة والاعتداد بقوة الجسم، فدعته العصبية التركية إلى التفكير في الاستعانة بالعنصر التركي وأن يألف جيشه منهم لما اتصفوا به من شدة البأس والقوة .
بدأ المعتصم في طلب الأتراك من مدن فرغانة، وأشروسنة؛ واستكثر منهم حتى بلغ عددهم في عهده سبعين ألفًا. كان هؤلاء الترك يتكلمون التركية فأخذوا يتعلمون العربية، ولم يكن جميع الأتراك مسلمين بل كان فريق منهم من المجوس، فأخذوا يعتنقون الإسلام حين استقدمهم المعتصم. كان المعتصم ينفق على جنده من الترك بسخاء، واتخذ لهم ثكنات خاصة يعيشون فيها من معيشة عسكرية، وكان يلبسهم أنواع الديباج والمناطق المذهبة والحلية المذهبة وأبانهم بالزي عن سائر جنوده، ورفع المعتصم من أقدارهم. وقد خصَّ المعتصم الأتراك بالنفوذ، فقلدهم قيادة الجيش وجعل لهم مركزًا في مجال السياسة والحرب، وحرم العرب مما كان لديهم من قيادة الجيوش، كما أسقط أسماءهم من الدواوين.
يروي الطبري أن المعتصم نفسه – هو الذي استكثر من الأتراك ـ وعبر في أواخر أيامه عن استيائه من الاعتماد عليهم.
عاصر الإمام العسكري (ع) إبّان إمامته ثلاثة من الخلفاء العباسيين هم
- المعتز بالله هو الخليفة العباسي أبو عبد الله المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد وأمه اسمها قبيحة ولد سنة 231هـ. كان عمره يوم ولي الخلافه تسعة عشر عاماً، وحصل أن جلد أخيه المؤيد وخلعه من ولاية العهد فمات من الجلد فأتى بالشهود أنه لم يقتل اخاه. وبعد تمرد الاتراك عليه طلبوا الأموال من المعتز وقد سأل أمه، قبيحة، فلم تعطه بخلاً منها فاتفق الترك على قتله فصلبوه وخلعوه وقتلوه.
- المهتدي (حكم: 255 – 256 هـ) : كان الخليفة العباسي ابو اسحاق محمد المهتدي بالله رجلا شجاعا سياسيا حازما محبا للعدل ومحببا للرعية متقيدا بسيرة عمر بن عبد العزيز في العدالة والحكم، فبنى قبة سماها بديوان المظالم كان يجلس تحتها ليستمع إلى شكاوي الناس ومظالمهم حتى لقبه البعض بسادس الخلفاء الراشدين، حاول أن يعيد للخلافة العباسية هيبتها ومكانتها، ويوقف طغيان الأتراك واستبدادهم؛ فحاول إحداث الفرقة في صفوفهم وضرب بعضهم ببعض لإضعافهم وبث الخلاف بينهم، وقتل قائدهم بيكال ولكنهم انتبهوا لمحاولته الذكية وأسرعوا في التخلص منه قبل أن يكمل العام.
لم تكن الدوافع وراء هذه السيرة رضا الله سبحانه بل كانت هذه السيرة لإضفاء شيء من صبغة التديّن على نفسه من أجل أن تطيعه عامة الناس ومحاولة لإبعاد أنظارها عما تحلّى به بنو هاشم وفي مقدّمتهم الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وكان الأولى بالمهتدي الاتعاظ بسيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما عرف بزهده وتقواه بل هو الذي سنَّ نهج الزهد للمسلمين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإن عمر بن عبد العزيز نفسه حين سأله جلساءه عن أزهد الناس، فقالوا له: أنتم، قال: لا: إن أزهد الناس عليّ بن أبي طالب.
ونؤكد هنا ان حكم المهتدي لم يخلو من مظاهر اضطهاد الشيعة ومصادرة أملاكهم وأموالهم في زمانه.
قال أبو هاشم الجعفري: كنت محبوساً مع الامام الحسن العسكري في حبس المهتدي فقال لي: في هذه الليلة يبتر الله عمره، فلمّا أصبحنا شغب الأتراك وقُتل المهتدي وولّي المعتمد مكانه..
- المعتمد العباسي (حكم: 256 – 279 هـ). عاصر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بعد المعتزّ والمهتدي، المعتمد العباسي، الذي انهمك في اللهو واللّذات واشتغل عن الرعيّة فكرهه الناس وأحبّوا أخاه طلحة. وكان المعتمد ضعيفاً يعمل تحت تأثير الأتراك الذين يديرون اُمور الحكم، ويقومون بتغيير الخلفاء والاُمراء. وكان الوضع العام مضطرباً لسيطرة الأتراك على السلطة أوّلاً، ولما كان يحدث من حركات ضد السلطة في أقاليم الدولة ثانياً . فضلاً عن مطاردة السلطة للشيعة والمضايقة على الإمام (عليه السلام) وعليهم وتشديد المراقبة من جهة ثالثة .
ومن أهم هذه الأحداث في عصر المعتمد :
أ ـ ثورة الزنج : كانت ثورة الزنج حدثاً مهماً لما نتج عنها من آثار سيئة، من قتل، ونهب، وسلب، وإحراق مما أدّى الى اضطراب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في عدّة من الأمصار التي سيطر عليها صاحب الزنج، فبدأت ثورتهم في البصرة وامتدّت إلى عبّادان والأهواز وغيرهما .
والقضاء على هذه الحركة قد كلف الدولة كثيراً من الأموال والجند الذين هزمهم صاحب الزنج في أكثر من واقعة، وأخيراً تمكّنت الدولة من القضاء عليهم.
وقد ادّعى صاحب الزنج علي بن محمد بن عبد الرحيم الورزنيني العلوي أنه ينتسب الى الإمام علي (ع)، ولكنّ الإمام الحسن العسكري (ع) كذب هذا الادعاء، فعن محمد بن صالح الخثعمي قال: كتبت إلى أبي محمد ـ الحسن العسكري (عليه السلام) ـ أسأله. وكنت اُريد أن أسأله عن صاحب الزنج الذي خرج بالبصرة.. فوقّع (ع): (صاحب الزنج ليس مِنّا أهل البيت).
وفي نصّ الإمام (ع) هذا دلالة على عدم شرعيّة ثورة صاحب الزنج وعدم ارتباطها بخط أهل البيت (عليهم السلام) وأنّها بعيدة عن الالتزام بمبادئ الإسلام.
ب ـ حركة ابن الصوفي العلوي : وقد ظهر في صعيد مصر وهو ابراهيم بن محمد وكان يعرف بإبن الصوفي وملك مدينة أشنا. وكانت معارك بينه وبين جيش الدولة بقيادة ابن طولون اقتتلوا فيها قتالاً شديداً فقتل من رجال ابن الصوفي الكثير، وانهزم ثمّ كانت وقعة اُخرى مع جنده عام (259هـ) وانهزم ابن الصوفي أيضاً إلى المدينة وألقي القبض عليه.
ج ـ ثورة علي بن زيد في الكوفة : كانت حركته في الكوفة سنة (256هـ) واستولى عليها، وأزال عنها نائب الخليفة، واستقرّ بها، وسَيَّر إليه المعتمد الشاه بن مكيال في جيش كثيف فالتقوا واقتتلوا وانهزم الشاه وقتل جماعة كثيرة من أصحابه ونجا الشاه، ثمّ وجّه المعتمد كيجور التركي لمحاربته، وقد أرسل كيجور إلى علي بن زيد يدعوه إلى الطّاعة وبذل له الأمان، وطلب علي بن زيد اُموراً لم يجبه كيجور إليها، فخرج علي بن زيد من الكوفة وعسكر في القادسية فبلغ خبره كيجور فواقعه فانهزم عليّ بن زيد وقُتل جماعة من أصحابه.
وحصلت حوادث اُخرى في عهد المعتمد فقد استولى الحسن بن زيد العلوي على جرجان (استراباد) وقتل كثيراً من العساكر وغنم هو وأصحابه ما عندهم .
وقد استوعبت هذه الحركات التي كانت ضد الدولة العباسية مساحة زمنية واسعة لعدم شرعيّة الدولة ولابتعاد الخلفاء وولاتهم عن مبادئ الإسلام الحنيف واستمرت حتى بعد عصر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وحتى سقوط بغداد على يد التتار عام (656هـ).
المعتمد وموقفه من الشيعة
لم تتغير الاجراءات القمعية التي كانت تمارسها السلطة العباسية تجاه الشيعة في عصر المعتمد بل كانت امتداداً للسياسة المعهودة والتي أصبحت تقليداً يتوارثه الخلفاء العباسيون إزاء الأئمة الأطهار وشيعتهم وذلك لما كان يخشاه الخلفاء من تطور الوضع لصالحهم واتّساع نشاطهم السياسي مما قد ينجم عنه تغيّر الوضع ضد السلطة القائمة، والتفاف الناس بشكل أكبر حول الإمام العسكري (عليه السلام) وبالتالي قد يتّخذ الإمام موقفاً جهاديّاً تجاه الخليفة وسلطته .
وكانت أساليب السلطة تجاه الحركة الشيعية لا تتجاوز الأساليب التي عهدتها في عصور سابقة وهي :
1 ـ المراقبة ورصد تحرّكات أصحاب الإمام وشيعته.
2 ـ السجن وكانت تعمد إليه السلطة من أجل الحدّ من نشاط أصحاب الإمام (ع).
3 ـ القتل: وكانت ترتكبه السلطة حين لا ترى جدوى في أساليبها الاُخرى تجاه الشيعة، أو تشعر بتنامي نشاطهم فتلجأ الى قتل الشخصيّات البارزة.
وفي الختام اقرأ عليكم وصيّة الامام الحسن العسكري عليه السلام الأخيرة لنا قبل استشهاده،
حين قال: “أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السّجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد (ص).
صَلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنَّ الرّجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدَّى الأمانة، وحسَّن خلقه مع النّاس، قيل: هذا شيعيّ، فيسرّني ذلك.
اتّقوا الله، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جُرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح. فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك.
لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله، وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب.
أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (ص)، فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات. احفظوا ما وصيتكم به، وأستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام احفظوا ما وصّيتكم به، وأستودعكم الله، وأقرأ عليكم السَّلام”.