الدور التكاملي للامام زين العابدين عليه السلام

الامام السجاد عليه السلام في حلقة تكاملية في مشروع الاسلام المحمدي الاصيل. حينما نقف على الامام السجاد لا بد ان نرى ما هو الدور الذي عاشه الامام في مرحلة كربلاء وما الدور الذي عاشه في مرحلة الكوفة والشام وما هو الدور الذي عاشه في المدينة حتى شهادته.

حينما نذكر المناسبات لا بد ان نقف عندها مليا. ذكرنا للمناسبة مدرسة وليس ذكرنا للمناسبة هو مجرد احتفال نجتمع نحزن نبكي نلطم او نفرح وكأنه لا شيء حدث. الامام الحسين  هو مشروع وهو كمالية الاسلام بتضحيته وباقاء الاسلام بوجود “الاسلام محمد الوجود وحسيني البقاء” لولا هذه المواجهة لما بقى للاسلام باقية. شاء الله ان يراني قتيلا وشاء الله ان يراهم سبايا. هو ماض بالرسالة التي اخبرها الرسول (ص) والزهراء وامير المؤمنين والحسن عليهم السلام وهي لا يوم كيومك يا ابا عبد الله.

المسار الذي حدد قسم الى ثلاث مراحل وثلاث ادوار.

دور التضحية بالجسد والنحر والحرق والسبي وغير ذلك. اراد اعداء الاسلام بهذا الموقف ان ينكصوا علم محمد وال محمد ولكن الارادة الالهية كانت فوق كل ذلك. اول تحطيم لمعنوية الاعداء هو حينما خرجت العقيلة زينب تفتش على الاسجاد حتى وجدت جسد الامام الحسين عليه السلام وقالت اللهم تقبل منا هذا القربان.

هذا القبول كسر حالة الغرور والطغيان عند بني امية. ارادوا ان ينكصوها ويذلوها ولكنهم لم يستطيعو لانه اذلتهم وانتصرت عليهم. هذا الواقع الذي عشناه في مسيرة الامام الحسين عشناه كذلك في واقعنا المعاصر امام التحديات مع الظالمين. شبابنا ونسائنا في السجون. تضحينات تلو التضحيات كما قالت زينب عليها السلام فولله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا. هذه العزيمة وهذه الارادة غذائها هو العلاقة مع الله سبحانه تعالى. كل هذه الجراح والالم والمصائب فانها لم تنسى الله وقبلها الامام الحسين عليه السلام.

هذه المواقف تغذينا وتعطينا زخما معنويا حقيقيا. اننا لا بد ان نعيش الحسين في ضميرنا وحياتنا ان كنا ندعي اننا حسينيون. الحسين هو في السلوك. احياء الامر ليس بهذه المظاهر الخارجية بقدر ما تكون هناك مظاهر داخلية تنعكس على المظاهر الخارجية لتعطي هذا الزخم في حياتنا اليومية في كل المسارات. لاحظو في مسيرة الامام الحسين كان هنالك المتفق النوعي وكان هناك المختلف النعوي مثل زهير ابن القين والمتفق النوعي هو عبدالله النخعي.

هذا الدور التكاملي التي مارسته زينب في اول خطوة بعد شهادة الامام الحسين هو انه تحارب الاعداء نفسيا. تعطينا زخم. ما تجري المصائب علينا اليوم يجب ان لا يفرحوا بمصائبنا بل ان يعيشون الحزن بثباتنا على هذا الطريق طريق ذات الشوكة كما قال الله تعالى. المسير التكاملي لزينب مارسه الامام زين العابدين ايضا واول محطاتها كان في الكوفة. هذا الدور. هناك ادوار مختلفة في الكوفة والشام والمدينة. في الكوفة يعرفون اهل البيت وكان خطابهم خطاب تقريع لاهل الكوفة لنقذهم للعهد. بينما في  الشام كان البوق الاعلامي يبشر انه هؤلاء خوارج ينفي بهم الى علاقتهم بالله ورسوله حتى قال بعضهم الحمد لله الذي فضح اكذوبتكم….

علينا ان نستفيد ان نستفيد من هذه المحطات كيف نخاطب الاخر. قال الامام زين العابدين يا شيخ هل قرأت القران وقسم الامام بانا اهل البيت والقربى. هذا التعريف حرك مشاعر الاخر اعلاميا المغرر به نفسيا بحيث اصبح من الانصار وبوقا للامام السجاد عليه السلام. اهل الشام كان عليهم طوقا اعلاميا لحجب الامام علي عليه السلام ودورهما لكسر هذا الطوق. انا ابن مكة ومنى وانا ابن زمزم والصفا….

فهذه الصورة في محطة الشام هي محطة تعريفية لاهل البيت. الان نعيش هذه التحديات كما في فترة صدام التكريتي. او وسيلة يقوم بها الاخر بان هؤلاء تعبية لدولة اخرى.

الامام السجاد اراد ان يكسر هذا القيد الاعلامي وزينب عليها السلام قرعت بالطاغية في قاعة ملكة وقصره. الممارسة التي مارستها مخالفة لانسانيتك ان كنتم عربا. وبعد ذلك علا صوتها كد كيدك واسعى سعيك وناصر جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا.

هذا الموقف والقسم التي قالت ماثل امامنا اليوم. الطغاة سعوا لحجب الاعلام عن مسيرة اهل البيت فما تزداد الا التصاقا ووعيا وحماسا باتجاه محمد وال محمد. المتوكل اراد ان يمحو قبل الحسين وحار الماء حوله وعرف الشيعة اين قبر الحسين عليه السلام.

هذه الصورة التكاملية نقلها الامام زين العابدين من مرحلة الشام الى المدينة المنورة. فحينما بدأ بالصوت الاعلامي وانشد الشاعر يا اهل يثرب لا مقام لكم بها قتل الحسين فادمعي مدراروا.

استخدم وسيلة اخرى وهي وسيلة الدعاء في المدينة  وما الصحيفة السجادية التي فيها التربية الدينية للامة وان هذه العلاقة بين الانسان والله تعالى ان لا تضمحل مهما بغلت الظروف والجبروت. واستمر الامام السجاد حتى اصبح مصدر ازعاج للسلطة رغم عمله الساكت ولكن حركاته داخل الامة كان لها صدى كبير. اراد تحريك ضمير الامة واراد الاعداء ان يطفؤها.

هذه المحطات هي عبارة عن حلقة تكاملية ووحدة هدف كما وصفها الشهيد السيد محمد باقر الصدر.

ما هو دورنا؟ كل فينا حركة من داخله تشع بسلوكه واخلاقه ومواقفه. انت سفي السجاد والمهدي والرسول (ص). الانسان لا بد ان يتصالح مع نفسه ومن حوله ومع الله حتى يعيش هذا الانسجام الروحي مع محمد وال محمد. انت لا تقول انا حسيني الهوى وتميل الى يزيد.

اننا نحي هذه الذكرى يجب ان تكون شعلة في داخلنا واول منطلق هو القلب فحسب قول الامام الصادق عليه السلام القلب حرم الله فلا تجعل غير الله في حرمه. المقياس اذا هو انه احيي امرهم لكي اقترب منهم كما امرني المولى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكنوا مع الصادقين. اذا هذا هو المطلب والمطلوب عملية تكاملية.

الامام السجاد عندما مارس هذه الادوار حتى تنعكس علينا في مواقفنا الاسرية والمجتمعية. هذا الغزو الفكري والثقافي المنحرف لسلب ارادة اسرنا فحصونا مهددة من داخلنا. انتبهوا جيدا. علينا مسؤولية كبيرة. احياء الامر ليس بحضور هذه المجالس ولانرى شباب واطفال. فهل هذا المجلس للكبار ولا يوجد اطفال. لا تكون بينكم وبين ذرياتكم عزلة. لا تكون بيوتكم فنادق ومطاعم. كم واحد انتبه الى ابنه او بنته. الاب جالس ومشغول في هاتفه وكذلك الحال بالام والاولاد.

يجب ان نذرف الدمع على انفسنا وعلى ابتعادنا عن منهج الامام الحسين والائمة عليهم السلام. اين نحن من هؤلاء؟ يجب ان تتحرك هذه المواكب والمناسبات شعور الالتصاق باحياء نفوس ابنائنا. اين عقد الترابط بين الاجيال؟ لا بد ان ننتقد انفسنا. ابنائنا لقمة في افواه اعدائنا. قال الامام علي عليه السلام ميدانكم الاول انفسكم….. قال الله تعالى قو انفسكم واهليكم.

نحن بحاجة الى مجاهدة وجهد لتحويلها الى مشروع في داخل نفسي واسرتي ومجتمعي. هناك الكثير من الامراض تأكل فينا ونحن نتفرج عليه.

التسجيل الكامل للبرنامج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى