تأملات في حياة الامام علي بن الحسين عليه السلام ومجلس حسيني
اجتماع مؤسسة الابرار الاسلامية بمناسبة ذكرى استشهاد الامام علي بن الحسين عليه السلام
الموضوع: تأملات في حياة الامام علي بن الحسين عليه السلام ومجلس حسيني
الضيوف: سماحة الدكتور السيد علي الصالح وسماحة الشيخ اسامة الرفيعي
التاريخ: 1 اغسطس 2024
مقدمة: السيد علاء آل عيسى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ *** وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ *** هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ *** بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
نعيش هذه الايام ذكرى استشهاد الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام الذي رافق الامام الحسين في كربلاء، شاهد ورآى وروى احداث معركة الطف. الامام السجاد عليه السلام عانى في الاسر من كربلاء الى الشام مع العقيلة زينب عليهما السلام .
ذكر أصحاب الحديث والرواة مجموعة من الآثار التي وصلت إلينا ونسبوها للإمام علي بن الحسين عليه السلام منها:
الصحيفة السجادية
تعتبر من أهم الآثار التي انطوت على الحقائق والمعارف الإسلامية بعد القرآن الكريم ونهج البلاغة، وقد أشار أغا بزرك الطهراني إلى مجموعة من الأسماء والنعوت التي وصفت بها الصحيفة السجادية، منها: «أخت القرآن»، و«إنجيل أهل البيت»، و«زبور آل محمد» و«الصحيفة الكاملة».
ونُقل عن ابن الجوزي قوله: «إن لعلي بن الحسين زين العابدين حق التعليم على المسلمين في الإملاء والإنشاء وكيفية التكلم والخطاب وطلب الحاجة من الباري تعالى؛ فلولاه لم يكن ليعرف المسلمون آداب التحدث وطلب الحوائج من الله تعالى؛ إن هذا الإمام علّم البشر كيف يستغفرون الله وكيف يستسقون ويطلبون الغيث منه تعالى وكيف يستعيذون به عند الخوف من الأعداء لدفع شرورهم.
ومن الاثار المنسوبة اليه رسالة الحقوق
روى رسالة الحقوق عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام ثابت بن أبي صفية المعروف بأبي حمزة الثمالي، ورواها المحدث الصدوق، ومحمد بن يعقوب الكليني، والحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني في “تحف العقول”.
ولقد ذكر الإمام عليه السلام مجموعة من الحقوق في رسالة الحقوق بلغ عددها “54” موضحا كل واحد من تلك الحقوق توضيحا تاما، وذلك ضمن سبع مجاميع، هي:
حق الله، حق النفس والجوارح، حق الافعال العبادية، حق الحاكم الشرعي، حقوق الأهل والأقارب، حقوق بعض الاصناف والطبقات الاجتماعية وحق المال.
هذه (الرسالة) نحتاج لأن نقرأها جيّداً، حتى نعيش في كلّ حياتنا معنى المسؤولية.
معنا هذه الليلة كل من سماحة الدكتور السيد علي الصالح (امام مركز اهل البيت في العاصمة الايرلندية دبلن) الذي سيتحدث عن تأملات في رسالة الحقوق للامام زين العابدين ثم مجلس حسيني بهذه المناسبة لسماحة الشيخ اسامة الرفيعي.
ملخص كلمة السيد علي الصالح
احدى الظواهر المهمة التي تجلّت في زمننا المعاصر مسألة الحقوق.
اول اعلان لحقوق الانسان كان في 1948.
لم تنطلق هذه الشعارات وتعلن القوانين عن طريق الامم المتحدة إلا في الألفية الثالثة. وتزامن ذلك مع التطور التكنولوجي وظاهرة العولمة.
بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أرى ان احدا يعيش في لندن قد يؤثر علي وانا في الاحساء مثلا.
مسألة الحقوق لها علاقة بنا كمسلمين، فنحن في مسيرتنا الى الله انما هو من اجل صقل انفسنا وهي تعيش حالة التزاحم مع الحقوق.
نحتاج صفات اخلاقية نتحلى بها قبل ان نقول: ﴿يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك﴾.
لا طريق لاثبات ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الا بان اعيش بين المجتمع.
لعلكم تتقون، كيف تستطيع بهذه الصلاة والصيام والحج الوصول الى مرحلة الشكر والغفران. لم يتوقف القرآن عند صلاة الا عندما حدث فيها فعل خير وهو التصدق بالخاتم. ﴿ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما﴾.
لا تتحول عباداتنا الى قيم انسانية الا حين نعيش حالة الحقوق في المجتمع. حقوق الانسان تستخدم كذلك لسحق الشعوب احيانا. انها ليست قضية اعتبارية او ثقافية، بل واحدة من المقاييس لصحة دين او افكار
لا يمكن لدين ان يدّعي صحته ويبشر بدون ان يتطرق لحقوق الانسان.
رسالة الحقوق صدرت منذ مئات السنين، بينما الغرب لم يهتموا بالحقوق الا في 1948
لماذا رسالة الحقوق؟ لدينا رسالتان لحقوق الانسان:
الاولى رسالة الامام علي الى مالك الاشتر، فهو وثيقة بها مصطلحات حديثة وتتصل بحياتنا اليومية.
الثانية: رسالة الحقوق التي ما زالت حبيسة. رسالة الحقوق لم تاخذ مكانها عالميا.
مجلس حسيني للشيخ الرفيعي
﴿وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا﴾
الامام علي بن الحسين، ابوه الامام الحسين عليهما السلام، وامه شهرزاد او شهربان بنت يزدجرد.
لما تزوج الامام علي عليه السلام هذه المرأة الصالحة للامام الحسين اراد ان يقضي على الموروث الذي لا يتناسب مع الشريعة الاسلامية، فمثلا ان ابن الحرة يختلف عن ابن الامة.
كانت ثلاث اخوات: زوج احداهن للحسين والثانية لمحمد بن ابي بكر والثالثة لعبد الله بن عمر.
المسلم كفء المسلم. اصبح هناك في ثقافتنا مقولة السيد والعامي، فتصبح المرأة حبيسة الدار ضحية ذلك الموروث. كسر الامام علي هذا الموروث. حاول معاوية ارجاع الجاهلية.
الامام زين العابدين عاش مع الامام علي عليه السلام حوالي سنتين ومع الحسن 12 سنة ومع ابيه 22 سنة.
رأى الاحداث التي عاشها الامام علي عليه السلام وان كان صغير السن.
وكان المخطط الاموي يهدف للقضاء على الاسلام والمسلمين، وكان النبي محمد (ص) هو الذي يمثل الاسلام.
رأى وسمع من جده وابيه وعمه التخطي الاستراتيجي الهادف للقضاء على البيت العلوي.
شنت على الامام علي عليه السلام ثلاث حروب:
معركة الناكثين قتل فيها 700 صحابي. ثم معركة صفين وقتل فيها عمار بن ياسر، ثم معركة المارقين.
هذه السنوات الخمس انتهت باغتيال الامام علي عليه السلام في محرابه.
آل الامر للامام الحسن عليه السلام ولكن الامة ابتليت بامرين:
التشكيك في اهلية الائمة، وقالوا انهم دعاة حرب.
علي بن ابي طالب كان مأمورا من رسول الله (ص) لقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
الامة اصيبت بمرض الشك والتردد. الهدنة بين الامام الحسن عليه السلام ومعاوية بن ابي سفيان كشفت الزيف الاموي. لم يكن امام الامام الحسن عليه السلام من خيار. كان هناك 16 الفا ممن بايع الامام الحسن عليه السلام ولكن لم يثبت معه سوى 4 آلاف. 12 الف انحازوا الى معاوية.
كان الحتات، عم الفرزدق، كان بين مجموعة استلمت من معاوية مالا، ورأى انه اعطاه 70 الفا، فلما سأل معاوية: قال اشتريت منهم دينهم وحفظت لك دينك. فقال: هلا اشتريت ديني ودفعت لي الباقي.
الامام الحسين عليه السلام كشف الزيف الاموي لان معاوية لم يلتزم بوثيقة الصلح وقال: لم اقاتلكم لتصلوا او تصوموا بل لأتأمر عليكم.
بعد موت الامام الحسن عليه السلام حتى وفاة معاوية (عشر سنوات) كانت الامة تكتب للحسين
منهم جعد بن هبيرة.
المآسي التي جرت على اهل البيت ادركها الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام.
لما استتب الامر ليزيد قتل في السنة الاولى الحسين وسبى نساءه وفي الثانية اباح المدينة برجالها ونسائها، كانوا يربطون خيولهم عند قبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
في زمن الامام الحسن عليه السلام ابتليت بالشك. وفي زمن الحسين ابتليت بفقد الارادة.
مسرف بن عقبة هاجم معاوية وقتل يزيد بن عبد الله وقتل اكثر من 700 صحابي في واقعة الحرة. هل الامام زين العابدين بايع يزيد ام لا؟
في واقعة الحرة التي حدثت في المدينة حيث استحل كل شيء، هل بايع زين العابدين معاوية؟
قد توجد بعض الروايات التي تقول بذلك، ولكنها ضعيفة السند حيث في سندها ابراهيم بن زياد وهو رجل لا يمكن قبول الرواية اذا عارضت الشريعة الاسلامية. الرواية ترفض اذا نجم عنها الاذلال والاهانة. يزيد لما اراد البيعة من المسلمين كان يهدف لاستعبادهم. الامام الحسين عليه السلام لا يمكن ان يبايع يزيد.
هل تصح بيعة المكره؟ جاء في الكافي ان الامام علي بن الحسين عليه السلام قال: بايعنا مكرهين
وهذا غير صحيح.
قال الحسين عليه السلام: يا زينب ارجعيه (الامام علي السجاد) لكي لا ينقطع نسل آل محمد. كيف ينقطع النسل بوجود الباقر؟ الجواب: ان الامام الباقر عليه السلام لم يتعودوا على وجود شخص عمره ثلاث سنوات.
قتل الامام الحسين عليه السلام وسبيت نساؤه، والامام علي عليه السلام اغتيل في محرابه، فكيف يقبل المسلمون بشخص عمره ثلاث سنوات؟
الرأي الثاني ان الامام علي زين العابدين عليه السلام لم ينص على امامة الباقر عليه السلام، وهي غير صحيحة.
نبل الإمام وعطاؤه:
اسامة بن زيد لم يبايع عليا. أبنه محمد بن اسامة بن زيد يزوره الامام زين العابدين (ع) قال: واغماه، قال: علي دين 12 الفا. اعطاه الامام المبلغ برغم ان اباه كان على خلاف ولم يبايع عليا.
مروان بن الحكم لجأ الى بيت الامام زين العابدين عليه السلام. طرق الباب على الامام ففتح الامام الباب ومنحه اللجوء. مروان الذي قال للوليد بن عتبة: اقتل الحسين. لعنه رسول الله (ص) ولعن أباه وطرده من المدينة.
الامام علي زين العابدين (ع) قال ان مروان أطرق مليّا ثم قال: ادخل يا مروان.
انه يعلمنا اخلاقا سامية. جلس وكانت بجانبه غزالة فقال لها: اقتربي، فاقتربت منه، وكان هناك رجل فرمى شيئا فهرب الغزال فغضب الامام.
لم يتركوه لشأنه، بل عاش الأمرين. يدخل عليه ابوحمزة الثمالي وهو يبكي. ما قدم له طعام او شراب الا وانهمرت عيناه.