الزهراء (ع) قدوة سرمدية

ماذا قدمت الزهراء (ع) للحضارة الانسانية

الزهراء (ع) قدوة سرمدية الاخت سامية الحسيني

ماذا قدمت الزهراء (ع) للحضارة الانسانية ام زينب العطار

التاريخ: 19 ديسمبر 2024 في مؤسسة الابرار الاسلامية

كلمة السيدة سامية الحسيني

السيدة الزهراء (ع) كان تكوينها الجسدي من ثمار الجنة

ليس لها مثيل في خلقها وتكوينها وعقلها.

اوحي الى النبي محمد (ص) ان ينقطع عن خديجة بنت خويلد 40 يوما، بأمر من الله. لم يكن ذلك سهلا على رسول الله (ص). فارسل اليها عمار بن ياسر ليبلغها بذلك. من اجل خلق فاطمة (ع)، هبط جبرئيل على النبي محمد (ص) وقال: يأمرك الله ان تستقبل تحية الله وتحفته. ثم ارسل الله ميكائيل بطبق مغطى بمنديل وطلب منه ان يأكل منه. اطاع محمد الامر الالهي فاكله وحده.

قال الرسول (ص): فاطمة حوراء إنسية.

عندما دخلت النسوة على خديجة ليساعدنها على الولادة كانت هناك عشر من الحور العين. بعد ان ولدت فاطمة وسقوها من ماء الكوثر، اخرجن قطعتين ولفت فاطمة، ولكن الحور العين شاركن في عملية الولادة.

فاطمة عليها السلام همزة الوصل بين النبوة والإمامة، فهي زوجة الامام الاول وام الأئمة فهي نموذج المرأة الكاملة، اما وزوجة وبنتا.  نور النبوة والامامة فيها:

ولدت فكانت بضعة من امها      وتجسدت اخلاقها بأبيها

الام خديجة عرفت بوفائها واخلاصها، كانت تدير الامور التجارية في مكة. هذا النور نتيجة ذلك الزواج المبارك.

السيدة الزهراء عليها السلام هي الاسوة  الخالدة للمرأة المؤمنة. كانت مؤنسة لأمها وهي في بطن أمها.

الزهراء عليها السلام كانت أما لأبيها أيضا حيث عاصرت حصار قريش لابيها في شعب ابي طالب. بعد وفاة امها قامت برعاية ابيها حتى سميت “ام أبيها”.

قال النبي  (ص) فاطمة بضعة أمي، هي روحي التي بين جنبيّ، من أحبها فقد أحبني ومن ابغضها فقد ابغضني.

كانت بحد ذاتها عطاء النبوة وهي قطعة تمثل رسول الله (ص). حملتها خديجة وجاءت بها الى رسول الله فقبلها واعطاها الاسم. كانت النساء يعجزن عن اللحاق بها.

الزهراء عليها السلام اذن خالدة سرمدية، لن يصل احد الى مستواها.

كان الرسول (ص) يوليها عناية شدت اليها الانظار. كان يقبلها ويلثمها ويشم بها رائحة الجنة، ويقف بها مواقف للتاريخ، فهو يعلم انها امتداد لنسله، وستلد له الاخلاق.

كانت تدعو لجيرانها قبل ان تدعو لنفسها. فطمت محبيها عن النار. هي ريحانة رسول الله (ص)، وكان يردد: كل بني عم ينتسبون الى آبائهم، الا أبناء فاطمة فهم ابنائه.

بعد سنتين من الهجرة تقدم كبار قريش لخطبة الزهراء (ع)

ولكنها اختارت عليا. تم الزواج في الاول من ذي الحجة. قال الامام علي عليه السلام: فوالله ما عصتني يوما. كان يمر عليها 3 ايام بدون طعام

كان رسول الله (ص) يسميها “أم أبيها”. رزقت الحسن والحسين وزينب.

رافقت والدها في حجة الوداع، وحضرت حادثة الغدير

عاشت احداثا مريرة جدا.

للزهراء (ع) خطبة مشهورة تعرف “الفدكية”. كانت تعرف ان معرف القوم لن يتغير ولن يعين الخليفة الاول. كانت صاحبة حق وبقيت تدافع عنه حتى النهائي.

السيدة أم زينب الطيار (عبر الزووم)

ماذا قدمت الزهراء للحضارة الانسانية

قال تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ﴾.

كانت الزهراء عليها السلام شخصية عظيمة من المرتبة الاولى في الاسلام.

تعتبر من الشخصيات التي دخلت عمق التاريخ لتترك بصماتها في صعود السلم الانساني.

عندما انطلقت في حياتي الايمانية احسست ان الزمن يضيق بي وقد لا يتسع لطموحاتي.

وضعت الزهراء عليها السلام انموذجا امامي فهي لم تعش طويلا ولكن كان نوعيا وقدمت الكثير لنا.

علينا ان نقيم انفسنا بالزهراء (ع) لانها مقياس لا يتغير.

البعض يتصور ان اهل البيت عليهم السلام تاريخ مضى.

نعيش زوبعة فكرية وانحرافا سلوكيا وتداخلات في الثقافات. لا بد ان نسأل انفسنا: أين نحن؟ وألى أين وصلنا؟ وما الهدف

الله طلب منا اتباع اهل البيت عليهم السلام.

الزهراء عليها السلام كانت مثالا للانسانية. هناك عدة أبعاد:

اولا: البعد العلمي: بلغت الزهراء (ع) مستوى علميا كبيرا، فكانت في عالم الجهل مثالا.

اريد ان اقف عند موضوع نعيشه اليوم.

النساء على الاغلب لا تهتم بمسأل العلم والثقافة او تحصيلهما. الله واهل بيت النبوة اكدوا على ضرورة تحصيل العلم، ولكن الكثير لا يهتم بها. بعض الاخوات وصلن مرحلة متقدمة من العلم والثقافة. وهناك قضية اخرى، الكثير من عائلاتها تركز وتؤكد من اجل تحصيل العلوم الاكاديمية للاولاد، ولكن القليل من يهتم بتحصين اولاده، او يسعى لتحصيل العلوم الاكاديمية. العلم يخرج الانسان من ظلمات الجهل. العلوم الدينية من ارقى العلوم. القرآن الكريم يؤكد على العلم ويجعلها من اولويات الدين مهمة.

ثانيا: البعد العملي: الزهراء (ع) مارست عملا تغييريا واسعا على صعد شتى: تمثل اول ثائرة على الظلم، خرجت في مسيرة سلمية تطالب بالحق الالهي لعلي. خرجت تخاطب رسول الله (ص) في خطبتها البليغة.

“يا معاشر الفتية واعضاء الملة وانصار الاسلام، ايها المسلمون أأغلب على إرثي: يا أبا قحافة، أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي؟ خاطبتهم بالقرآن الكريم والدليل.

ثانيا: مارست دورا عمليا تغييريا. كانت تخرج مع رسول الله (ص) في حروب تضمد الجراح.

ثالثا: عملت على خلق الارادة الحقيقية للتغيير نحو ما يريده الله وربط الناس بالاتزان العملي من خلال تمسكهم بالوظائف الشرعية: فجعل الإيمان تنزيها لكم من الشرك والصيام تثبيتا للاخلاص، والعدل تنسيقا للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة”.

انه منهج عملي متكامل لتغيير واقع الانسان المسلم.

رابعا: ادركت الزهراء (ع) ان ارادة التغيير لا تكفي بدون الصدق والجد في هذه الارادة. البعض يرى الحق ولا ينصره. قد يرى الانسان على الباطل ولا يسعى لتغييره. نحتاج لصدق وجدية في ذلك ﴿واتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون﴾. كل منا يحتاج لوضع خطة محكمة من اجل تغيير حياته. نحن في سفر الى الله.

في حياتنا الدنيوية نبرمج ونخطط ونستعين بنظام دقيق للوصول الى نجاح دنيوي والفوز بمناصب. ألا يستحق تطلعنا للآخرة والى بارئنا الى خطط للوصول الى ذلك؟

خامسا: البعد الاخلاقي: المجتمع القائم على قيم الصدق والوفاء والعدل والمساواة لهو مجتمع حضاري، والا ما الفائدة من الاكتشافات اذا استخدمت للتدمير؟ ما قيمة التكنولوجيا التي لا نستغي عنها ولكنها مدمرة. استخدم ذلك للقضاء على حياة الناس. المشكلة ان الاخلاق شحيحة، خصوصا ان الله يدعونا للاخلاق. ﴿وانك لعلى خلق عظيم﴾.

واقر الرسول (ص) ذلك: (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق).

وقال: (حب لاخيك ما تحب لنفسك). لو ان هذا الحديث طبق لاصبحنا مجتمعا اسلاميا.

تقول الزهراء(ع): (أنتم عباد الله نصب دينه ووحيه). فلننظر كيف نبلغ الامم ديننا. علينا التعلق بوسائل الربط الالهي التي يمكن ان تقوي سلوكنا واخلاقنا. الصلاة مهمة لتحقيق التوازن الذاتي.

يروي الحسن البصري: ما كان في هذه الامة اعبد من فاطمة. كانت مثقلة بالهموم والمسؤوليات المنزلية ولكنها ادت مسؤوليتها الرسالية بابلغ وجه. انطلقت واعطت حياتها معنى قيميا.

علينا ان نكون فاطميين لاننا نمتلك انموذجا فاطميا. ولدها المنتظر هو الذي سيقودنا.

سادسا: البناء الحضاري، فلا بد لاية حضارة ان تبنى على قيم انسانية لان الانسان هو الذي يقود الاقتصاد والصحة والعلم والثقافة وهو من يقوّض وينشيء، فاذا احسنا ذلك نحو الانسان نجحنا. الانسان اعظم مخلوقات الله، انه الخليفة

يجب بناء الخليفة بناء ماديا من خلال ربطه بالخالق وتربيته على اساس ما يرضي الاله. ان يعيش مع الآخرين وليس وحده وتربيته على الاخلاق السامية.

الزهراء عليها السلام ربّت امامين معصومين، وربّت زينب وكان لها دور مع السجاد كبير. زينب اكملت مسيرة الحسين عليه السلام. أليس هؤلاء تربية فاطمة وعلي؟

يجب ان نجعلها قدوة في عملية التربية لاولادنا. الزهراء عليها السلام بحر لا ينضب ابدا، كلما اخذنا منه نشعر بحاجتنا للمزيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى