هكذا تأسست جمعياتنا

المهندس عبدالكريم النجار

كلمة ألقيت في مؤسسة الابرار الاسلامية بتاريخ 1 فبراير 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

(قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

مقدمة:

1. تطورات عام 1963: وفقني الله للمشاركة في المؤتمر السنوي  لجمعية الطلبة المسلمين المعروفة بـ MSS الذي عقد في البناء القديم للمركز الإسلامي في Regent Park بلندن في شهر كانون الأول ديسمبر من العام 1963 وهذه الجمعية تضم طلبة مسلمين يدرسون في جامعات المملكة المتحدة وايرلندا من طائفتي السنة والشيعة ولكن محدودة على بلدان عربية فقط والغالبية العظمى منهم من العراق ومصر وكان أول لقاء لي فيها بجملة من الطلبة الشيعة المؤمنين ( الذين كانوا يشكلون أقلية في هذه الجمعية) أذكر منهم:

الشهيد السيد حسن محمد علي رجاء

والسيد حسين ابراهيم الشهرستاني

والمرحوم عبد الحسين الجاسم

وصبري رجب النداف

وناجي عبد الجليل الصائغ

والمرحوم مهدي محمد حسن

وآخرين لا أذكرهم

وقد تم انتخاب المرحوم عرفان عبد الحميد فتاح في تلك السنة كرئيس للجمعية (وهذا الشخص قد عين لاحقا وزيرًا للأوقاف في حكومة عبد الرحمن عارف لفترة قصيرة) وحسين الشهرستاني كأمين صندوق في تلك السنة. وكانت تلك لجمعية تصدر مجلة (غير منتظمة في نشرها) تعرف بالغرباء، وتعتبر ذراعا طلابيا لجماعة الإخوان المسلمين.

استعراض لمجريات السنين اللاحقة

2. عام 1964: عقد المؤتمر السنوي في السنة التالية في مدينة شفيلد حسب ما أذكر وانتخب المرحوم عبد الحسين الجاسم نائبا لرئيس الجمعية.
3. عام 1965: وفي سنة 1965 عقد المؤتمر السنوي في مدينة داربي. وفي هذه السنة انتخب مجاهد الصواف رئيساً للجمعية وهو الإبن الأكبر للشيخ محمد محمود الصواف. وعندها ظهر توجه طائفي سني لمجاهد الصواف حين منع نشر قصيدة رثاء للإمام الحسين عليه السلام في مجلة الغرباء، لذا بدأ التفكير في تأسيس تنظيم طلابي آخر يضم الموالين لأهل البيت عليهم السلام.

في هذا العام بالذات أي في صيف عام 1965 تباحث الشهيد الدكتور حسن محمد علي رجاء والدكتور حسين الشهرستاني في فكرة انطلاق أو تشكيل رابطة الشباب المسلم لتنظيم جمعية للطلبة المؤمنين بخط أهل البيت بعد بروز قدر من الطائفية لدى رئاسة جمعية ال MSS. وكان السيد حسين الشهرستاني قد أنهى دراسة البكالوريوس في الهندسة الكيمياوية في Imperial College في لندن. ثم قام هو والشهيد السيد حسن رجاء بزيارتي عندما كنت في مدينة سويندون وطرحوا علي فكرة تأسيس جمعية طلابية اسلامية فاستحسنتها. وققرنا عقد أول إجتماع لها في مدينة بليموث التي كان يدرس فيها الشهيد الدكتور حسن رجاء مع مجموعة أخرى من إخواننا من الطلبة الذين ينتمون الى خط أهل البيت عليهم السلام.

وعقد المؤتمر التأسيسي الأول لرابطة الشباب المسلم في بليموث في صيف عام 1965 في إحدى الدور وبحضور كلٍ من السيد حسين الشهرستاني والسيد الشهيد حسن محمد علي رجاء والمرحوم عبد الحسين الجاسم وصبري رجب النداف والمغفور له مهدي محمد حسن والشهيد عبد الخالق عبد الزهرة عباس والسيد باقر السبزواري والسيد حسن الشهرستاني وعدد آخر لا أذكرهم. وأستمر المؤتمر لمدة يوم واحد تقرر فيه عقد مؤتمر سنوي كل عام بدعوة شخصية من خارج المملكة المتحدة ليكون ضيف الشرف.

بعدها سافر السيد حسين الشهرستاني في نهاية صيف 1965 الى تورونتو في كندا والتحق بجامعتها لدراسة الدكتوراه فيي الفيزياء النووية.

انتقلت بعدها الى لندن لإكمال دراستي الجامعية وحضرت الى المركز الإسلامي في لندن في أيام محرم حيث كان السيد وارث حسن خطيب المجلس وحضور عدد من أعضاء جمعية

‏East African Ethna Asheri Union

وأبرزهم كان الأخ إقبال أساريا وكذلك عدد من أعضاء الجمعية البحرانية أبرزهم الحاج حسن سلمان والدكتور جعفر الشهابي وهؤلاء الإخوة كانوا العضيد البارز لرابطة الشباب المسلم حين كان انضمامهم إضافة الى انضمام أخوة مؤمنين من إيران أبرزهم خليل الطباطبائي وأحمد حاتمي. وقد ساهم بنشر وتحرير  نشرة الـ MYA Newsletter كل من ابراهيم هارت (بريطاني) وإقبال أساريا.

4. عام 1966: أقنعت الحاج حسن سلمان وجعفر الشهابي ليحضروا مؤتمر جمعية الـ MSS في شتاء عام 1966 وكانا قد أعدا كلمة وقصيدة لتكون ضمن برنامج الجمعية إلا أن منظم البرنامج المرحوم مازن عبد الحميد كاظم رفض تضمين كلمتهم في البرنامج مدعياً عدم توفر المجال لتغيير البرنامج. وبعد إلحاحي سمح لهم بإلقاء كلمتهم وربما كان هذا التعامل معهم سبباً لعدم مشاركتهم في المؤتمرات اللاحقة في الجمعية. وكانت هناك تشكيلة أخرى للطلبة المسلمين في المملكة المتحدة وأيرلندا تضم اتحاد لجميع الجمعيات الطلابية المسلمة في المملكة المتحدة وايرلندة والمعروفة بـ FOSIS أي Federation of Student Islamic Societies in the UK and Ireland وتعني اتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية في بريطانيا وأيرلندا.
5. الأعوام 1964, 1965 و 1966

وقد حضرت ثلاث مؤتمرات لجمعية ال FOSIS حيث حضر في إحداها سعيد رمضان المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين والمقيم في جنيف في سويسرا والداعية الجزائري المعروف مالك بن نبي والشخصية الإسلامية من الباكستان الدكتور أحمد خورشيد وهو أحد أهم منظري الجماعة الإسلامية في الباكستان (التي كان يتزعمها المغفور له أبو الأعلى المودودي). ولم أكن أعرف آنذاك بوجود جمعية طلابية اسلامية غير MSS و FOSIS في المملكة المتحدة.

6. الأعوام 1968 ومابعدها: ومن الشخصيات الإسلامية البارزة التي دعيت الى مؤتمرات رابطة الشباب المسلم السنوية في السنين التالية  المغفور له العالم الجليل السيد محمد حسين فضل الله وكذلك المغفور له الشهيد السيد مهدي الحكيم قدس سره. هذا وقد نمت الرابطة بصورة كبيرة في السنوات التالية من خلال حضور أعداد كبيرة من الطلاب والمشاركين في مؤتمراتها السنوية في أواخر الستينيات والسبعينات.

أهم التحديات في فترة الستينيات من القرن الماضي:

أولاً: صعوبة الحصول على اللحم الحلال في لندن وعدم توفره في المدن الأخرى في المملكة المتحدة.

ثانياً: صعوبة الحصول على المعلومات الخاصة بمعرفة مكونات المواد الغذائية والتدقيق في صحة مصادر تلك المعلومات، إذ لم تتوفر وسائل الإيميل أو الإنترنت وغياب المراكز الأسلامية بعكس ماهو متوفر في الحال الحاضر.

ثالثاً: خلو المكتبات من كتب إسلامية ترفع من توعية المسلمين عدا مصادر محدودة لكتب مستشرقين بأفكار مشوهه لصورة مبادىء الإسلام الحنيف.

صورة قديمة في الستينيات من القرن الماضي لاجتماعات رابطة الشباب المسلم