دور العباس بن علي عليه السلام في معركة الطف

المجلس الحسيني السادس لمؤسسة الابرار الاسلامية 13 يوليو 2024

السيد علاء آل عيسى

أَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ

العباس بن علي بن أبي طالب (26- 61 هـ) أمه أم البنين عليها السلام، وهو المعروف بـأبي الفضل، والملقّب بقمر بني هاشم. استشهد في وقعة عاشوراء سنة 61 هـ.

حظي العباس عليه السلام – من بين أبناء أئمة أهل البيت عليهم السلام – بمنزلة كبيرة في الوسط الشيعي، وأوردت مصادرهم الكثير من فضائله ومكرماته على لسان الأئمة (ع)، فكان هو في تعبيرهم “نعم الأخ المواسي للامام الحسين عليه السلام”، صاحب المنزلة التي يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة، نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام.

هذه المقاطع وغيرها هي من زيارة العباس عليه السلام التي تحتوي على الكثير من المفاهيم التربوية والاخلاقية ولهذا ينبغي على الخطباء  تثقيف الجمهور الشيعي من خلال شرح مفردات هذه الزيارة المروية عن الامام الصادق عليه السلام.

أشار أمير المؤمنين عليه السلام الى سمو مرتبة العباس (ع) العلمية بقوله: «إن ولدي العباس زق العلم زقاً». ولم يتخلف عن معركة صفين سنة 37 هـ مع حداثة سنّه.

العباس عليه السلام كان ملازما لأخيه الحسن عليه السلام في معاركه مع معاوية وهذا ما شهد به الإمام الصادق عليه السلام في زيارته لعمّه العباس عليه السلام التي جاء فيها: «فجزاك الله عن رسوله، وعن أمير المؤمنين، وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرت، واحتسبت، وأعنت فنعم عقبى الدار…».

ذكر الشيخ باقر شريف القرشي في كتابه العباس بن علي عليهما السلام  ما يلي: كان الإمام جعفر الصادق عليه السلام وهو العقل المبدع والمفكّر في الإسلام يشيد دوماً بعمّه العبّاس عليه السلام، ويثني على مواقفه البطولية يوم الطفّ، وكان مما قاله في حقّه: «كان عمّي العبّاس بن علي عليه السلام نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين عليه السلام، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً…. أشهد، وأُشهد الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابّون عن أحبّائه».

كما تعرفون، كان العباس عليه السلام في واقعة كربلاء صاحب لواء أخيه الحسين عليه السلام، وقد كسر الحصار يومي السابع والعاشر من محرم بعد أن حُرِم المخيّم من شرب  الماء من نهر الفرات، فتمكّن العباس عليه السلام من جلب الماء لمعسكر الحسين في المحاولة الأولى، فلقّب بالسقّاء، واستشهد في طريق عودته من المحاولة الثانية، فقطعت يداه. ولمنزلته الرفيعة ومقامه السامي خصص يوم السابع من المحرم لإحياء ذكراه وإقامة مراسم العزاء له.

اذا السابع  من شهر محرم الحرام هو بداية ما يسمى بحصار الماء. وهو مرتبط بالعباس عليه السلام لانه استقى فيه الماء لمعسكر الحسين عليه السلام.

لما نفذ الماء يوم السابع ارسل الامام الحسين عليه السلام العباس مع عشرين من قياداته وفي رواية اخرى 30 فارسا و20 راجلا الى نهر الفرات. لما وصلوا الى الشريعة وجدوا عليه جند عمر بن سعد. هؤلاء امروا بمنع الماء عن الامام الحسين ومعسكره.

ذكر المؤرخون واقتتلوا على الماء قتالا شديدا ووصل العباس واصحابه الى نهر الفرات. امر العباس اصحابه بملء القرب وهي قرب كبيرة واوصلوها الى معسكر الامام الحسين عليه السلام.

على إثر ذلك، تم تغيير قائد الجيش المسؤول عن ملف نهر الفرات. وكان عمر بن الحجاج الزبيدي هو المسؤول عن الملف ولكن استبدلوه بكتيبة الحصين بن نمير الشامي.

ماذا حدث يوم تاسوعاء؟

جاء في الفروع من الكافي ـ للكليني 4 / 147 في حديث عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام عن يوم تاسوعاء، قال: ((تاسوعا يومٌ حُوصر فيه الحسين عليه السّلام وأصحابه رضي الله عنهم بكربلاء، واجتمع عليه خيل أهل الشام (اي جند الدولة الاموية) وأناخوا عليه، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابَه، وأيقنوا أنّه لا يأتي الحسين عليه السّلام ناصر، ولا يمدَّه أهل العراق بأبي المستضعف الغريب (underdog). الامام الصادق عليه السلام هنا لم يقل الضعيف البكاء والمنكسر ولكن قال المستضعف. اذا قبل يوم تاسوعاء كان هناك مدد لمعسكر الامام الحسين عليه السلام من قبل اهل العراق ولكن يوم تاسوعاء تم الحصار الكامل على معسكر الامام الحسين عليه السلام، وهذا هو نص كلام الامام المعصوم.

الامام محمد الباقر عليه السلام يقول وهذا يوم وفي رواية ويوم عاشوراء يوم فرحت به ال زياد وال مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه.

اما في ليلة عاشوراء، “فقد ذكر العلامة المجلسي أن الإمام الحسين، قال لأخيه العباس يوم التاسع من المحرم: «ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى غد، وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني كنت قد أحب الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار”.

استشهد العباس عليه السلام يوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ في كربلاء. واختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في كيفية شهادته:

فقد ذهب الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين إلى القول: «فبرز العباس إلى الميدان، فحمل على الأعداء مرتجزاً، وبعد أن قَتل وأصاب عدداً منهم سقط شهيداً، فجاءه الحسين عليه السلام، ووقف عليه، وهو يقول: الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي».

فيما ذكر كل من ابن نما وابن طاووس شهادته بالصورة التالية: «لما اشتد العطش بالحسين عليه السلام ذهب الحسين الى نهر الفرات فاعترضه خيل ابن سعد… ثم اقتطعوا العباس عنه، وأحاطوا به من كل جانب حتى قتلوه قدس الله روحه، فبكى الحسين عليه السلام لقتله بكاء شديداً».

اما ابن شهر آشوب في كتابه مناقب ال ابي طالب قال: «وكان العباس عليه السلام السقاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين عليه السلام وهو أكبر الأخوان، مضى يطلب الماء، فحملوا عليه وحمل عليهم حتى ضعف بدنه، فكمن له حكيم بن طفيل الطائي السنبسي، فضربه على يمينه، فأخذ السيف بشماله». وهذه الرواية هي المشهورة عند معظم الخطباء.

حمل وهو يرتجز:

يا نفس لا تخشي من الكفار           وأبشري برحمة الجبار

مع النبي السيد المختار         قد قطعوا ببغيهم يساري

فأصلهم يا ربّ حر النار

فضربه لعين بعمود من حديد فقتله.

وكان العباس عليه السلام آخر من استشهد مع الحسين عليه السلام، ولم يستشهد بعده إلاّ صبية من آل أبي طالب لم يبلغوا الحلم، ولم يقدروا على حمل السلاح.

قبل الختام لا بد من الاشارة الى ان الزيارة التي زار بها الامام الصادق (عليه السلام) عمه العباس، من الزيارات ذات المضامين العالية والدلالات العميقة، والنظرة الدقيقة في شرح حالات وخصائص وخصال العباس (عليه السلام) من وجهة نظر الامام المعصوم (عليه السلام). ولا بد لنا من ان نفهم مضامينها، وان ندرس ونتدبر في معاني كلماتها. لذا ادعو المهتمين بهذا الشأن للكتابة بشيء من التفصيل حول هذه الزيارة العظيمة وأدعو الخطباء بشرح مفردات هذه الزيارة العظيمة.

سَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ وَالزَّاكِياتُ الطَّيِّباتُ فِيما تَغْتَدي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

 

المجلس الحسيني السادس لمؤسسة الابرار الاسلامية 13 يوليو 2024

الشيخ عبد الله حسين

(وسارعوا الى مغفرة من ربكم)

.يدعو الاسلام اتباعه للمبادرة لما فيه الخير والصلاح ويدعوهم للكمالات في الدنيا والآخرة

شجع الإسلام على ذلك ويعتبر الشاب المبادر للطاعة في شبابه أحب من ذاك الذي يلتفت للعبادة والطاعة بعد كبر السن. .أحب الخلائق الى  الله شاب حسن المنظر جعل شبابه في طاعة الله.

.في هذا الزمان، القابض على دينه كالقابض على الجمر، حين يعتاد الشباب المحافظة على دينه فانه يقترب من الله.

.المبادرة للصلاة في بداية وقتها لها اجر عظيم

.اذا فرّط الانسان في عبادته فستناله تبعة

.لو استطاع الانسان الحج ولم يفعل فسوف يكون ملوما

جعل الله الآخرة جائزة وفي الدنيا يكون السباق

قال تعالى: سابقوا الى ربكم. السابقون السابقون اولئك المقربون. كانوا يسارعون للخيرات. المسارعة لمرضاة الله مطلو. البعض ربما يسوّف في التوبة، وهو امر مذموم. .يريد ان يتصدق ولكنه يسوّف ذلك

ورد عن النبي (ص): يا أبا ذر بادر خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، اثمار انفاسك الجنان، مع ان الله غني عن العباد لا تنفعه طاعة من أطاع ولا تضره معصية من عصاه، فهو يريد لهم الخير وان يربحوا الجنة.

العمر مثل صاحب الثلج، فاما ان يبيعه ويذهب او يذوب ويخسر.

اذا مات الانسان هناك يتحسر: ان تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله. اذا مات ابن آدم قامت قيامته، حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وشبابك قبل هرمك. وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك.، وفي القرأن: في اموالهم حق معلوما للسائر والمحروم.

الامام علي عليه السلام يقول: انتهزوا فرص الخير فانها تمر مر السحاب. السقيم يتمنى ان يذهب الى صلاة جماعة مثلا. البعض يستطيع ان يفعل الخير ولكنه يفوّتها على نفسه. شبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك. مساعدة الآخرين. تجد الذين بادروا للاستفادة من هذه الفرص. ارض كربلاء قدمت لنا نماذج.

تحرك الامام 24 يوما من مكة الى العراق. من الذي بادر للالتحاق بالحسين، فقد بقي فترة في مكة.

البعض التحق به بعد مغادرته المدينة المنورة، لذلك هناك من بادر واستجاب.

بعد ان كتب الامام الى اهل البصرة للالتحاق به، سارع   وابناه ومولاه وصاحبه مالك بن الأدهم حتى التحقوا بالامام الحسين.

بينما يزيد بن مسعود النهشلي صار يهيء الأرضية لنصرة الحسين، وارسل مولى له الى الحسين ليخبره بانه في طريقه الى الحسين. رسوله وصل واستشهد مع الحسين، بينما يزيد فاتته نصرة الحسين ولم يصل كربلاء الا بعد استشهاد الحسين.

الطرماح كان مع الحسين، خرج من الكوفة ومعه جمع من الشيعة. وتوجه الى كربلاء، وقال للحسين: لدي طعام اريد او اوصله الى اهلي وسوف اعود، فعل ذلك ولما عاد بلغه اسشتهاد الامام. حظي آخرون بنصرة الحسين، ولم يحظ الآخرون بذلك.

ابن المهلّب وصل وراى الخيام تحترق، فصار يقاتل القوم حتى قتلوه, كانت الامور سريعة.

لو خرج الامام  الحجة هل نحن جاهزون لنصرته؟. اليوم ننظر الى قمر العشيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى