الحسين (ع) حياة القلوب

المجلس الحسيني الاول لسماحة الشيخ عبدالله حسين في مؤسسة الابرار الاسلامية

التاريخ: الثاني من شهر محرم الحرام الموافق 8 يوليو 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون﴾

تجلبب العالم بالسواد، أينما تنظر تجد مجالس العزاء باسم الامام الحسين عليه السلام.

ورد في تفسير الآية عن ابن مسعود أن النبي (ص) قال ان الله اطلع على الشهداء، وتقول بعض الروايات انها نزلت في شهداء بدر وأحد، سأل الله الشهداء: ما الذي تشتهون؟ قالوا: نحن متنعمون, سئلوا ثانية وثالثة، قالوا: نريد رجوع ارواحنا لنعود فنقاتل مع رسول الله (ص)، ونستشهد مرة اخرى. جاءهم النداء: هذا غير ممكن. قالوا: أبلغ روح رسول الله عنا السلام. في هذه الرواية رد على من يقول ان الشهداء انتهت حياتهم. البعض يعتقد انهم ما يزالون في القبور. كانوا يتمنون الحياة لاخوانهم الشهداء. لهم مقام برزخي، لكل حسب عمله. هناك عالم البرزخ.

الامام الحسين سيد الشهداء، ومن مثله، كان الحمزة سيد الشهداء، سيد شهداء أحد، اما الحسين عليه السلام فهو سيد الشهداء من الاولين والآخرين. انه حي عند ربه يرزق.

الامام جعفر الصادق عليه السلام يخاطب الحسين: أشهد انك قتلت ولم تمت، بل بحياتك أحييت شيعتك.

الامام الحسين عليه السلام أحيا قلوب المحبين، ويقول في زيارة أخرى: أشهد ان دمك سكن في الخلد، وبكته السماوات. في يوم عاشوراء كان يرمي بالدم الى السماء فلا تنزل. الحسين حي عند ربه يرزق. يأتي احدهم الى الامام الصادق عليه السلام يسأله: يا ابن رسول الله: إني آتي لزيارة الحسين فهل اجده في قبره؟ قال الصادق (ع): ان الحسين عن يمين العرش، ينظر الى زائريه والباكين عليه ويستغفر لهم.

زيد الشهيد دفن في النهر، فأخرج وصلب ثم أنزل وذروا رماده.

جاء المتوكل وحاولوا نبش قبر الامام الحسين عليه السلام. محاولات تدمير قبر الحجر بن عدي والعسكريين.

سأل ابن بكير الامام: هل لو نبش قبر الحسين سيكون في قبره؟ قال: الحسين مع رسول الله، يرزقون ويحبرون، وإنه لينظر الى زائريه وهو اعرف بآبائهم وينظر الى الباكين عليه. الامام ينظر للباكين عليه ويستغفر لهم ويسأله من ابيه ان يستغفر لهم، ويقول: أيها الباكي لو تعلم ما اعد الله لك لفرحت اكثر مما حزنت.

الحسين نور، هذه النوارنية التي تحدث عنها القرآن أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. قال الامام محمد الباقر (ع): اي جاهلا، جعلنا له إماما يهتدي به

القرآن يشبه الامام بالنور الذي يضيء للناس حياته ﴿الله ولي الذين آمنوا….﴾. الحسين هو نور الله في الارض.

قال رسول الله (ص): لما عرج بي الى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش: الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة. جعلكم الله انوارا فجعلكم به محدقين.

دخل الامام الحسين عليه السلام على الرسول (ص) وكان معه أبي بن كعب. قال الرسول (ص): مرحبا بك يا زين السماوات والأرض, قال أبي: هل غيرك يا رسول الله أعظم منك؟ قال رسول الله (ص): إن الحسين في السماء اكبر منه في الأرض (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة). ان للحسين بابا اوسع الابواب الى الجنة. انه سفينة النجاة والنور والهداية. ما اكثر الذين يهتدون الى الحق بالحسين، ومجالسه. الامام الحسين عليه السلام ينوّر قلوب المؤمنين. مجالسه حياة قلوب المؤمنين. قال الامام الصادق (ع) للفضيل: أتجلسون وتتحدثون؟ قال نعم: قال: إني أحب تلك المجالس، فاحيوا ذكرنا. مجالس الحسين حياة لقلب الإنسان.

رواية عن الرسول (ص): قال اربع يمتن قلب الإنسان: الذنب على الذنب، اي تلوث قلب الانسان (كلا بل ران على قلبوهم ما كانوا يكسبون). الانسان يحتاج للاستغفار وكل ما يزيل الذنب عن قلبه. ومناقشة النساء: اي الجدال الذي لا يوصل الى نتيجة. اما المرأة الاجنبية فهناك خطوط حمراء لا يصح تجاوزها. من فاكه امرأة لا يملكها، حبسه الله بكل كلمة تكلم بها في الدنيا ألف عام. وكذلك: مناقشة الأحمق، فهو يقول وتقول، فهو يتعب قلبك.

الرابعة: مجالسة الموتى، كل غني مترف، الجلوس معه يميت قلبك. الانسان يبحث عن مجالسة من يكون سببا لحياة قلبه.

تجد الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في دعاء ابي حمزة: أو لعلك آلف مجالس البطالبين، فبيني وبينهم خليتني.

قال رسول الله: ما اجتمع قوم في مجلس فلم يذركوا الله ولم يصلوا على نبيهم الا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم يوم القيامة. مجلس الحسين من سيد المجالس التي تاخذ بقلب الانسان وتاخذ به الى الحق.

من الامور التي تحيي قلب الإنسان: الدمعة على الامام الحسين عليه السلام سبب حياة قلب الإنسان الذي يموت بالذنوب. من ذكرنا عنده وذرفت عينه دمعة كزبد البحر، غرف الله ذنوبه.

لقد اعطى الله الامام الحسين عليه السلام مكانة عظمى. ما يعطى زائر الحسين من كرامات الآخرة شيء كثير.

خص الامام الحسين عليه السلام بخصائص ثلاث: الشفاء في تربته، والدعاء تحت قبته.

رواية تقول: ان الامام الصادق (ع) كان مع احد اصحابه: فما بكي احد لنا ولما لقينا إلا وغفر الله له قبل ان تخرج الدمعة من عينه، ولو سقطت الدمعة على نار جهنم لأطفأتها.

اذا أحب الله قلبا قذف الله فيه حب الحسين وحب زيارته. مصيبة الامام الحسين عليه السلام الى يوم القيامة باقية.

اذا هل المحرم نشرت الملائكة قميص الحسين المخرّب من ضرب السيوف والرماح، فنراه نحن وشيعتنا بعين البصيرة لا بعين البصر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى