ندوة مؤسسة الابرار الاسلامية بمناسبة ذكرى وفاة ابو طالب وخديجة بنت خويلد (ع)

ندوة مؤسسة الابرار الاسلامية بمناسبة ذكرى وفاة ابو طالب وخديجة بنت خويلد (ع)

الضيوف: الدكتور عدنان هاشم وسماحة الشيخ زعيم الخيرالله

التاريخ: 21 مارس 2024

مقدمة سماحة الشيخ حسن التريكي:

ينقسم شهر رمضان إلى ثلاث عشرات، العشر الأول وهي أيام الرحمة، والعشر الوسطى وهي أيام المغفرة ثم تأتي العشر الأواخر من رمضان بالعتق من النار.

نحن بين مناسبتين: وفاة أبي طالب ووفاة السيدة خديجة، ونحن قريبون ايضا من مولد الامام الحسن عليه السلام.

﴿والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا﴾.

السيدة خديجة ضحت بكل وجودها من أجل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. كانت من أثرى قريش وعندما توفيت لم تكن تملك شيئا سوى جلد كبش. بشرها الله ببيت في الجنة.

وأي إنسان آوى ونصر النبي كما فعل أبو طالب الذي ضحى دفاعا عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم.

وهو القائل:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم     حتى أوسد في التراب دفينا

قال رسول الله (ص): ما نالت مني قريش حتى مات ابو طالب، فينزل عليه جبرئيل ويقول له: اخرج من مكة فقد توفي ناصراك.

الدكتور عدنان هاشم

ما أشد حاجتنا إلى التأسي بالقدوة في هذا الزمن الكالح العصيب الذي ندرت فيه القدوة. وقدوتنا اليوم هي أبو طالب عم  النبي صلى الله عليه واله وسلم وخديجة بنت خويلد زوج النبي.

أبو طالب بن عبد المطلب هو عم  النبي (ص) الذي كفله بعد وفاة جده عبد المطلب فأحسن كفالته وذب عنه وآثره على أبناءه قبل الإسلام وبعد البعثة حتى موته. زوجته فاطمة بنت أسد وهي هاشمية فعلي عليه السلام كان أول هاشمي لأبوين هاشميين. نصر أبو طالب  النبي (ص) محمد صلى الله عليه وآله وسلم منذ بداية الدعوة في مكة، فعندما رأى  النبي (ص) يصلي وعن يمينه علي قال لابنه جعفر “صِل جناح ابن عمك وصلِّ عن يساره”.

كان أبو طالب رغم فقره سيدا مطاعا في قريش وشيخ بني هاشم لا يصدرون إلا عن أمره، تهابه وترهبه قريش فلم تكن تستطيع الإمعان في إيذاء  النبي (ص) وعمه حي يرزق… جاءه رجالات قريش بعد أن أصحر  النبي (ص) بدعوته في ربوع مكة فتبعه عدد غير قليل من فتيان قريش ومواليها فقالوا له “إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفَّه أحلامنا، فإما ان تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه فنكفيكه”.

 ثم جاؤوه ثانية مهددين فقالوا “إما أن تكفَّه عنا أو ننازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين”. فدعا أبو طالب  النبي (ص) وبلَّغه تهديد قريش بالحرب وطلب منه أن يخفف من الدعوة حفاظا على نفسه وعلى بني هاشم من الهلاك بقوله ” فَأَبْقِ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ، وَلَا تُحَمِّلْنِي مِنْ الْأَمْرِ مَا لَا أُطِيق” فاستعبر  النبي (ص) وقال “والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه”. فأشفق عليه أبو طالب قائلا “إمض يا ابن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا اسلمك لشيء أبدا “.

اشتد أذى قريش عندما انتشر الإسلام في ربوع مكة وما جاورها إذ استشعرت قريش الخطر على مركزها وثروتها وتجارتها، فكتبت صحيفة المقاطعة في السنة السابعة  للبعثة النبوية وعلقتها في الكعبة وهي بمثابة الحصار والتجويع كما نراه ورأيناه في زمننا المعاصر في العراق وغزة جاء فيها “أن لا يناكحوهم ولا يتزوجوا منهم، ولا يبايعوهم، ولا يبيعوا لهم ولا يشتروا منهم، ولا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا”  فجعلت قريش بني هاشم منبوذين بحكم هذه الصحيفة. وعلقت قريش الصحيفة في جوف الكعبة واستمر الحصار ثلاث سنين في شعب أبي طالب وبقي أبو طالب على صلابته في نصرة  النبي (ص) وكان شاعرا يذب عن ابن أخيه بالقول كما هو بالفعل فأنشد قصيدته اللامية العصماء الشهيرة في مدح  النبي (ص) والذب عنه ومنها ذلك البيت الشهير:

وأبيضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه    ثِمالُ اليتامى عصمةٌ للأراملِ

 أخبر  النبي (ص) أصحابه أن الله قد سلط ألأرضة التي أكلت الصحيفة وكذلك اعترض على ذلك الظلم بعض من عقلاء قريش. انتهت المقاطعة في السنة العاشرة من البعثة، ولكن فجع  النبي (ص) في تلك السنة بموت عمه أبي طالب كافله وحاميه وناصره، ثم فجع بعد ذلك بقليل بموت زوجه وحبيبته خديجة فاشتد به الحزن حتى سمي ذلك العام عام الحزن. ومرت أيام عسيرة على  النبي (ص) حيث اشتد أذى قريش للنبي عندما غاب عنه عمه أبو طالب فكانوا كما قيل “خلا لك الجو فبيضي واصفري”. حاول النبي(ص) نشر دعوته خارج مكة فذهب إلى الطائف ليدعو قبيلة ثقيف للإسلام فكانوا أخبث من قريش فلم يكتفوا برده ردا عنيفا بل سلطوا عليه صبيانهم  وسفهاءهم فحصبوه بالحجارة حتى أدموا قدميه، ولكن حاشا لله أن يخذل نبيه فقد جعل له مخرجا وفرجا فلاقت دعوته قبولا في يثرب وانتشر الإسلام في ربوعها وسرعان ما بدأت صفحة جديدة في تاريخ الإسلام.

إسلام أبي طالب:

اختلف الشيعة والسنة حول إسلام أبي طالب، فأهل البيت والشيعة مجمعون تقريبا على إسلام أبي طالب، والسنة يرون أنه مات كافرا ويروون أحاديث موضوعة منها حديث المغيرة بن شعبة “أن أبا طالب في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه ويغلي منها دماغه “والمغيرة معروف بفسقه ونفاقه وبغضه لأهل بيت النبوة. وأنا أرى أن أبا طالب لم يسلم في بداية الدعوة دأبه في ذلك دأب الشيوخ في حذرهم وتريثهم لحين تتضح الأمور، ثم أسلم ولكنه أخفى إسلامه لحكمة كان يراها. فقد ورد أن الإمام الصادق عليه سأل أحد أصحابه “ما يقول الناس في إيمان أبي طالب” قال جعلت فداك، يقولون هو في ضحضاح من نار يغلي منها أُمّ رأسه، فقال “كذب أعداء الله، إنّ أبا طالب من رفقاء النبيّين والصدّيقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً”

أرى أن دعوى عدم إسلام أبي طالب روج لها بنو العباس نكاية بالعلويين ليظهروا أن جدهم العباس بن عبد المطلب مات مسلما أما أخوه أبو طالب فمات كافرا حسب ادعائهم، فدخلت السياسة في الأحداث السياسة وروجت ما هو لصالحها. وهناك قرينة قلما يتنبه لها الكتاب وهو أن الرسائل ترددت بين أمير المؤمنين عليه السلام ومعاوية إبان خلافته، وقد أحصيت خمسا وعشرين رسالة لمعاوية حاول فيها معاوية بكل ما أوتي من خبث ودهاء التهوين والحط من منزلة علي عليه السلام ولكنه لم يجرأ في واحدة منها باتهام علي أن أباه كان كافرا بينما أبو سفيان مات على الإسلام.  ولو كان الأمر كذلك لكان ذلك من أقوى النقاط التي يتمسك بها معاوية لتهوين شأن أمير المؤمنين.

خديجة الكبرى:

نأتي الآن إلى الدعامة الثانية في نصرة  النبي (ص) والذب عنه ألا وهي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقد روي عن  النبي (ص) قوله “كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد”. فبأي شيء وصلت خديجة درجة الكمال بين النساء؟

كانت خديجة رضي الله عنها في اللباب من قريش نسبا وحسبا وشرفا ومالا. آثرت  النبي (ص) بمالها قبل البعثة وكانت أول من آمنت به من النساء ولم تنكل عن نصرته لحظة واحدة في حياتها وكانت معه في أشد أوقات محنته، وحتى تحملت معه سنوات الحصار الطوال التي توفيت على أثرها، وكفاها شرفا أنها أم أولاده وأم الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام. فلا عجب أن  النبي (ص) كان يذكرها كثيرا ويحن إلى أيامها ويترحم عليها مما أثار غيرة عائشة فقالت” ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها” فغضب  النبي (ص) وقال “والذي نفسي بيده ما أبدلني الله خيرا منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء”. وقال في حديث آخر “إني رزقت حبها”. وقد أكمل الله علي نبيه النعمة بأن رزقه فاطمة من خديجة فكانت أم أبيها ورزق منها السبطين الحسن والحسين ريحانتي رسول الله. وفي كلام رسول الله عن خديجة ما يغنينا عن غيره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الشيخ زعيم الخيرالله

قبل الحديث عن الامام الحسن لا بد من التوطئة:

الاول: الناجحون لا يعني انهم يمتلكون عبقرية او ان خصومهم الذين نعتبرهم فاشلين بالمعيار الدنيوي لا يمتلكون المؤهلات.

علي والحسن عليهما السلام واجها معاوية، هذا لا يعني ان معاوية يمتلك عبقرية ومؤهلات. كان المجال مفتوحا لمعاوية فهو غير ملتزم بدين او خلق.

الامام علي (ع) يقول: ما معاوية بادهى مني ولكنه يفجر ويغدر.

الذين واجهوا معاوية لا تنقصهم المؤهلات ولكن الاساليب الملتوية اتاحت لمعاوية هذا النجاح الظاهري.

النقطة الاخرى: ان القادة الالهيين يجب ان يكونوا هم المعيار للخطأ والصواب.

نحن نقرأ عن الامام علي عليه السلام انه جلس في منزله 25 عاما وان الزهراء تعرضت لاذى، نتساءل: لماذا لا يحمي علي زوجته؟ لاننا نقيس علي عليه السلام بمقاساتنا ومقاسات علي عليه السلام ينبغي ان تكون هي الحاكمة علينا.  الامام كان بطلا في ميدان الحرب، وكان ايضاً بطلا في ميدان الصبر فهو القائل: فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهبا. الصبر لا يقل عن البطولة في الميدان. القادة الالهيون يجب ان يكونوا هم المعيار.

الرسول (ص) يقول: علي مع الحق والحق مع علي. الحق معيار.

يقول لعمار: اذا سلك الناس واديا وسلك علي واديا آخر فاسلك الوادي الذي سلكه علي.

النقطة الثالثة: دائما نخدع بالقوة الظاهرية، هذا لديه جيش، هذا لديه مخابرات ولكن لا نلتفت للقوة الذاتية التي هي القوة الحقيقية.

الانبياء واجهوا اصحاب السلطة والجيوش والاموال وكانوا اقوياء. نوح قال القرآن عنه: ﴿ولبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما﴾. انها القوة  الذاتية وهي اهم من القوة الخارجية. القادة الدنيويون يمتلكون جيوشا ومخابرات، وحين يسقط الطاغية يبدو تافهت. هكذا كان صدام، كان لديه جيش ومخابرات، وحين سقط بدت حقيقته. وكذلك القذافي كان يتوسل بهؤلاء ان يرحموه. القوة الحقيقية هي القوة الذاتية وهي التي يمتلكها الائمة.

الامام الحسن عليه السلام كان حليما والحلم قوة، وكان صابرا والصبر قوة.

معاوية كان يستخدم الاساليب السياسية، والسياسة عنده تعني جلب المنافع الذاتية له وليس مصالح الامة.

يرى مصالحه فوق الجميع، اما القائد الالهي فيرى مصالح الامة فوق كل شيء. يقول علي (ع): أأقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين، ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش وتحمل المكاره والصعاب>

حين نرجع الى القرآن الكريم واقوال القادة في الامام الحسن عليه السلام وهو احد الخمسة الذين طهرهم الله من الرجس.

الامام الحسن عليه السلام دخل في المباهلة التي كانت تشكل تحديا مع نصارى نجران، كان عمره سبع سنوات. النبي (ص) اختار الحسن والحسين عليهما السلام، يعني ان اهليتهم في هذه المباهلة والتحدي. ﴿ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا﴾. نزلت الآية في الحسن والحسين (ع).

كذلك احاديث رسول الله (ص) عن الحسن وصفه بانه سيد وان النبي انحله هيبته وسؤدده، وانحل الحسين جوده وشجاعته. يقال ان الامام الحسن (ع) سيد وهو شخصية مهابة. يقول واصل بن عطاء: عليه سيماء الانبياء وبهاء الملوك.

شخصية الامام الحسن (ع) كاريزمية، له هيبة وجلال  وقوة شخصيَّة وقوة جذب. هذه المواصفات لا نقبل معها الشعارات التي تقول ان الامام الحسن عليه السلام كان مزواجا مطلاقا.

الشيخ المفيد قال: اولاد الحسن كانوا 15 ذكرا وانثى وان نساءه كن سبعا.

هيبة الامام الحسن عليه السلام وشخصيته الجاذبة وملكاته لا يمكن ان نقبل الروايات التي تصفه بأنَّهُ كان مزواجاً مطلاقا أو أنَّهُ كان منغمساً في الملذات والشهوات . لا يمكن القبول بها لان شخصية الامام الحسن عليه السلام ظهرت في الحج، وقد حج 15 حجة ماشيا. الناس كانت تتوجه نحو الامام الحسن (ع) فيقال له: خذ جانبا من  الطريق.

هيبة الحسن وتعامل الناس معه تجعله بعيدا عن الشهوات. المستشرقون وجدوا هذه الاحاديث والروايات في تراثنا فاستغلوها.

من هذه المقدمات ، علينا قراءة التاريخ بشكل مختلف.

يقولون: ان مزاج الامام الحسن غير مزاج الحسين عليهما السلام.

انها حرب الشائعات والدعاية الاموية. أقدر ما كتبه السيد سامي البدري حول الامام الحسن عليه السلام ولكنني اقول ان هناك دعاية مضادة، الاعلام ينقل الحقيقة بينما الدعاية تنقل امرا مشوها. هناك دعاية اموية.

الامام الحسن عليه السلام من احفاد ابي طالب. حتى بعد استشهاد ابي طالب في شعب ابي طالب، بقي علي بن ابي طالب في مواجهة ابن ابي سفيان. في معركة الطف كان الطالبيون هم البارزون، ابناء الحسن وابناء الحسين وابناء مسلم بن عقيل.

الدعاية العباسية  اهي التي شوهت أبا طالب (ع) حتى يجردوا اولاده من الشرعية ويضفوا الشرعية على اولاد العباس الذين انتزعوا السلطة من آل علي المنحدرين من ابي طالب، ركز تلك الصورة. الامويون عملوا على محور آخر.

شخصية ان ابا طالب كان مشركا، كانوا يريدون ان يطرحوا اسلام العباس. ابوطالب عم النبي (ص). الامام الحسن عليه السلام من احفاد ابي طالب. االدعاية الاموية والعباسية ركزت على الامام الحسن وصبت كل ماتمتلك من حقد على الامام الحسن عليه السلام.

ابوجعفر المنصور قال انه منشغل بملذاته وغير مؤهل للحكم . العباسيون ركزوا على هذه المسألة لان الثورات التي كانت تواجه العباسيين كان يقودها الحسنيون. اراد سلب الشعبية منه، قال انه كان مزواجا ومترددا لكي يشوهوا شخصيته.

حين واجه الامام الحسين عليه السلام يزيدا كان يزيد شخصية مكشوفة، كان يشرب الخمر. الامة تميز بين الحسين ويزيد.

النبي (ص) كان في مواجهة ابي سفيان، الحسين في مواجهة يزيد الحل ليس القتل، الامام الحسن ليس هو الذي طلب الصلح. معاوية هو الذي طلب من الامام الحسن عليه السلام ان يصالحه.

من شروط التي وضعها الامام الحسن مع معاوية هي رفع السب عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب. ويكون للامام الحسن عليه السلام بيت مال المسلمين في الكوفة. كل الشروط التي انكرها معاوية لاحقا. هذه الوثيقة هي التي كشفت معاوية. الامام الحسن عليه السلام بهذا الصلح جرده من هذه المواصفات.

الخوارج كانوا يتحركون في مواجهة معاوية. الامام الحسن عليه السلم اتخذ قرار الحرب واتجه نحو السلم.

عبيد الله بن العباس كان واليا لعلي على اليمن. بسر بن أرطأة كان سفاحا وسفك الدماء في اليمن ، وسبى النساء اليمنيات المسلمات وباعن في اسواق النخاسة.هذا الرجل حينمااختاره الامام الحسن عليه السلام للقيادة كان يبدو بعيدا عن بيع نفسه.

الامام الحسن عليه السلام كان شجاعا في اتخاذ قرار الحرب وكذلك في قرار السلم. هذه الهدنة التي اتخذها الامام الحسن عليه السلام كانت نكسة لمعاوية وفتحا مبينا للحسن عليه السلام. استطاعت ان تفتح الكوفة على الشام، ونقلت آثار علي لأهل الشام.

نستطيع القول ان الامام الحسن عليه السلام كان رجل حرب ورجل سلام.