الظروف الإجتماعية والسياسية في عهد الإمام العسكري (ع)

قراءة في احداث المنطقة

ندوة مؤسسة الابرار الاسلامية بمناسبة ذكر ى ولادة الامام الحسن العسكري عليه السلام وقراءة في احداث المنطقة.
الضيوف: سماحة الشيخ عبدالحسن المسعود والاستاذ يحيى حرب
التاريخ: 10 اكتوبر 2024

ملخص كلمة الشيخ عبد الحسن المسعود
الائمة لهم هدف واحد وادوار متعددة. ظروفهم خلال 250 عاما كانت صعبة.
الامام العسكري كان يعيش ظرفا صعبا جدا. عاش 28 عاما منها 23 في سامراء.
العباسيون كانوا يحاولون اجبار الأئمة على البقاء قريبا منهم كما حدث مع ا لامام علي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري عليهم السلام.
واكب الامام أباه الامام الهادي عليه السلام وكانت هناك ملابسات كثيرة خلال تلك الفترة.
كان الامام العسكري عليه السلام يعمل على ثلاثة محاور:
المحور الاول: أكد مرجعيته الفكرية والعقيدية لأصحابه وقواعده ، بعد ان انفتح الحكم العباسي على الخارج ودخلت المذاهب الفكرية الأجنبية وبعضها كان ملحدا. وضع الامام نصب عينيه هذه الحقيقة، فوضع برنامجا للتعامل مع ذلك
المحور الثاني: تمهيده للغيبة، وكان ذلك أمرا مهما لان ابنه المهدي سيغيب عن الأنظار.
كيف تعامل الامام مع هذين الأمرين؟ ضعف العباسيون في فترتهم الاخيرة. فقد عاصر الامام في حياته حوالي 6 من الخلفاء العباسيين، بعد ان تحكم الاتراك في مفاصل الدولة ومرافق الحياة، فاصبح الخليفة ضعيفا، كان يأتمر بأوامر العباسيين. كانت السلطة بأيدي الاتراك، وكانوا قساة مع اهل البيت خشية أن يسيطروا على الوضع.
كان الائمة يعانون من بني العباس، بل اشتد عما كان عليه.
سجن الامام العسكري ثلاث مرات خلال خمس سنوات من امامته.
كان هناك تناحر بين القطبين: العباسيين ومعهم الاتراك من جهة واهل البيت ومريديهم من جهة ثانية. كان هناك صراع شديد وحدّي بين الطرفين.كان الأئمة يحاولون اداء وظيفتهم في ظروف شديدة.
العباسيون اجبروا الائمة على البقاء قريبا منهم
الامام الرضا استقدموه الى طوس، والامامان موسى بن جعفر ومحمد الجواد عليهم السلام إلى بغداد. كانوا يهدفون لعزل الامام عن القواعد والجماهير. كانوا يرصدون حركة الامام ويحسبون لها الحساب.
الامام الرضا يخرج لصلاة الجماعة مرة واحدة، فقلب الساحة على المأمون. كان متوجها الى المسجد وهو يكبّر وكانت الجماهير تكبّر معه.
الحسن بن محمد بن علي يقول: ما رايت علويّا كالإمام في إيمانه وكلامه، هذا برغم التطويق الاعلامي على الائمة.
ذات مرة طرق الامام باب الخليفة طالبا لقاءه.
دخل الامام وكان الخليفة يسميه “أبو محمد” فكان هناك استغراب، فعندما دخل الامام استقبله الوزير بشكل حسن وأجلسه بجانبه
ابن الوزير سأل أباه: من هذا الرجل؟ قال: لو سلبت الخلافة من بني العباس لكان هذا أولى بها.
كان الامام يسعى لإبعاد الشبهة، وكذلك يستغل وجوده لإيصال رسائله للجماهير.
كانت هناك حالة من الإلحاد، فأمر أحد أتباعه بمواجهتها. كان يحاول توظيف المعلومة والحكم الشرعي والحقيقة من خلال أتباعه. كان يصدر بيانات لدحض التيارات الفكرية المنحرفة.
الفيلسوف يعقوب بن إسحاق الكندي كتب كتابا حول “متناقضات القرآن”. بعث الإمام إحد تلامذته لمناقشة الكندي، فحاوره وأبطل حجته، ثم قال له: هذا ليس كلامك بل هو كلام الحسن العسكري. ثم أحرق الكندي الكتاب ولم يصدره.
كان الإمام عليه السلام يسعى لحماية اصحابه من كيد الحكم.
كان الامام يرعى اصحابه المسجونين، فكان يبعث لهم رسائل. بعث رسالة لهم ذات مرة وحذّرهم من أحد السجناء الذي كان عينا للسلطة، ثم قال لهم: فتشوا في ملابسه لتروا تقاريره للسلطة، فانقضوا عليه ووضعوا ايديهم على تقاريره.
المحور الثالث هو موضوع الغيبة: سعى الامام لترسيخ مفهومها في اوساط الشيعة ابتداء بأصحابه حتى القاعدة.

ملخص كلمة الاستاذ يحيي حرب

حول ما يواجه أتباع اهل البيت واستهداف علمائهم ووضع المرجع الأعلى على قائمة الاستهداف
هل القضية الفلسطينية قضية شيعية؟
بدأت بهذا السؤال لكي أفكر معكم بصوت عال حول قضية محورية استفدتها من حديث الشيخ الكريم.
حول تاريخ ائمتنا الابرار، وكيف أنهم كان قدرهم أن يواجهوا ويعيشوا حياة النضال والكفاح والجهاد من اجل هذه الائمة، وذاقوا في سبيل ذلك كل اصناف العذاب والتشريد والسجن والقتل وتعرضوا للسم.
لماذا؟ هل كانوا يبحثون عن مجد خاص؟ او عن سلطة؟
بعض أئمتنا الذين عرضت عليهم السلطة تعاملوا معها كأزهد ما في الكون. بقيت قضيتهم أكبر من السلطة او المال او الجاه. هذا سر وليس صدفة، ان جميع الائمة قتلوا وواجهوا، بل هو أمر مدبّر. هناك علة وحكمة في هذه السيرة. من خلفهم وتبعهم سار على الطريق نفسه. الشيعة ساروا على الطريق نفسه.
في جبل عامل، كانت السلطة العثمانية تطاردنا وتقتل عشرات الآلاف، ولكن هؤلاء الشيعة ظلوا يحافظون على نقطتين:
الاولى: لم يتخلّوا عن واجبهم الرسالي في الدعوة الى الدين الصحيح وتكريس سيرة النبي والامام علي عليهم السلام، النموذجين اللذين جسدا الاسلام الاصيل.
الثاني: لم يخرجوا على الدولة الإسلامية برغم انها تناصبهم العداء ولا يتعاونون مع اعدائها لاسقاطها.
هل الاسلام هو للشيعة فقط؟ هل الاسلام لهم فحسب؟ هل فلسطين هي لنا؟ هي لنا ليس لاننا نريد ان نستغلها لبناء مجد خاص، بل لانها قضية إسلامية وقضية حق وصراع ونضال من اجل الاخلاق والدين والمقدسات والحقوق واعلاء كلمة الله، ولا يضرهم اذا تخلى الآخرون عن واجبهم تجاهها، فهذا لا يفك في عضدهم وهمتهم لبلوغ هذا الهدف. ان يتخلى الآخرون عنها لا يضرهم.
تخلت عامة المسلمين عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لم توحشهم الطريق اذا قل سالكوه ولم يتخلوا عن الواجب. اليوم نحن حفدة هؤلاء العظام، نسير على الطريق نفسه. نحن الآن في مواجهة قاسية.
اريد ان أنبّه على نقطة مهمة وهي ما نتعرض له من حملة تشويه، وقد مورست حملات التشويه ضد ائمتنا كثيرا، حتى أن أحدهم كان يسأل: وهل كان علي يصلّي؟ هناك حملة تشويه وتضليل عن الحقيقة. واجهنا في بلدنا الكثير من الظلم والمعاناة ولكنهم بعون الله صابرون محتسبون صامدون. يقال اليوم ان هذه المظالم التي حدثت في طريقها الى الحل. ما يجري حتى الآن هو حملات تضليل وسببه سوء القراءة.
مشكلتنا مع العدو ليس انه ظالم ومتوحش ويعمل خارج القوانين ويتحدى العالم فهذا جانب، ولكن هناك جانب آخر: سوء التقدير وسوء القراءة مما يجعلهم يخطئون ويمدون الحملة.
كانت قضية غزة كفيلة بالانتهاء بعد شهر او شهرين. نخشى العدو الذي يقرأ خطأ فيتخيل انه اذا استطاع قتل قادتنا ونخبنا وسيدنا بأن الامر سينتهي وعلى الباقين ان يستسلموا. الحلول تقدم لنا على اساس اننا هزمنا. بعض الابواق تنشط في هذا الاتجاه وان الامر انتهى وعليكم ان تستسلموا. هم لم يقرأوا هذا التاريخ الطويل. يعتقدون ان الهزيمة تتحقق بين الجيوش النظامية. فمن يملك مائة اقوى ممن يملك 50 فقط. القوات الاسرائيلية في حرب 67 استطاعت ان تدمر المطارات والطائرات العربية فاستسلمت الجيوش وانتهت الحرب في ساعات. هذه حسابات العقول الكلاسيكية، لا يعرفوا ان هذه الحروب هي حروب الناس، وان المقاومة تستمد قوتها من فكر جهادي يمتد الى ائمتنا، وإلى كربلاء. فلسطين هي في سياق الامتداد التاريخي، لانهم يحسبون خطأ ويقرأون خطأ فانهم يواجهون هذه الصدمات.
خسرنا كثيرا وتألمنا كثيرا واصابنا ألم كثير، ولكن ما لا يعرفه العدو اننا ما زلنا نتحرك بقوة الدفع الذي وفرته ثورة الامام الحسين عليه السلام. ما تزال تبكينا عاطفة وحبا وشوقا وتدفعنا نضالا وكفاحا
وتظللنا بأمل لا حدود له. هم لا يعرفون معنى ذلك ولا يعرفون ان قتل سادتنا تجديد لهذا الأمل المتجدد والطاقة الموجودة في رجالنا ونسائنا.
أكثر من مليون شيعي تشردوا في بقاع الارض، ولكنهم يستقبلون ذلك برضى وقبول. انهم أعزة. اما في الميدان فكما تعرفون، كما قال سيدنا ما نراه في الميدان هو أمل كبير بالنصر وتجديد بالعهد بمن سبقونا ولن نكون أقل وفاء وتضحية مما قدموه وأعطوه، وهذا يفتح املا لما هو قادم ويعطينا احتمالين:
الاول ان يعقل اولئك القوم ويتراجعوا.
الثاني: ان تحل بهم هزيمة فيشعروا بالألم الذي نشعر به.
اهلنا بحاجة الى دعائكم وان تذكروهم لانهم يواجهون ظروفا صعبة، واتت هذه المأساة ليواجهوا عدوا لا يخشون لقاءه في الميدان، ولكنه لا يتورع من شيء.
القوانين الدولية يفترض ان تحمي هؤلاء الشهداء، ولكن راعي هذه القوانين بات متواطئا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى