قراءة في أحداث ما بعد معركة الطف 61-67 هجري

مجلس حسيني حول فضل زيارة الامام الحسين عليه السلام

كلمة الدكتور عدنان هاشم

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾

ملحمة سيد الشهداء واحدة من تلك الاشجار الباسقة الى يوم الدين. نرى في هذه الملحمة سرعة ثمارها. احاول ان اغطي الفترة من ساعة استشهاد الامام الحسين عليه السلام 61-67 هجري عند مقتل المختار.

بريق الشهادة غطت على الاحداث لاحقا. استشهاد الامام الحسين عليه السلام ايقظت الضمائر.

كان ممكن ان تسير هذه الملحة سيرا اخر اذا قتل قتلا عادي. ولكن الطريقة التي قتل فيها الامام الحسين عليه السلام اخذت منحا اخر غير ما ارده بنو امية.

اهل الكوفة ندموا على موقفهم هذا حيث تغيرت الكثير من مواقف الكوفيين إثر سبي السبايا الى الشام. لم يكن مسير السبايا مسيرا هادئا. حتى عندما وصلوا الى الشام فان بيت يزيد انتفض عليه خصوصا زوجته واقيم مأتما في بيت يزيد. فاضطر يزيد ارجاع السبايا بالسرعة الممكنة خوفا على ملكه.

ان قتلة الحسين قتلوا انفسهم من حيث لا يشعرون. بعد مرور بضع سنوات تقريبا قتلة الحسين ابيدوا عن اخرهم وكذلك يزيد بن معاوية لم يبارك في حكمه الذي قتل الحسين في السنة الاولى واباح المدينة في السنة الثانية ورمى الكعبة بالمنجنيق في السنة الثالثة.

عندما توفي يزيد تولى ابنه معاوية الحكم وتنازل عن الخلافة. (الرواية موجودة في تاريخ اليعقوبي).

وقيل انه مات بالسم.

من ناحية اخرى، اليوم الاول لوصول السبايا بدأت الندامة على اهل الكوفة. قسم من اهل الكوفة هربوا الى الصحراء والقسم الاخر سجن من قبل عبيدالله بن زيادة والاخر لم ينصروا الامام الحسين عليه السلام.

اجتمعت الشيعة عن سليمان بن صرد الخزاعي وهو صحابي وصاحب امي المؤمنين وكان مسجونا في سجن ابن زياد. اجتمعوا في دار سليمان وعزموا ان يأخذوا بثار الامام الحسين عليه السلام بأقرب فرصة. يذكر ان عدد الذين قرروا الاخذ بثأر الامام الحسين عليه السلام 18 الف موالي. ولكن من مجموع 18 الف لم يحضر سوى 4 الاف شخص. خرجوا هؤلاء الشيعة الى كربلاء وقضوا هناك يوم وليلة ورفعوا شعار “يا لثارات الحسين” وخطب بيهم سليمان وقال “وقد كنّا مغرمين بتزكية أنفسنا وتقريظ شيعتنا حتّى بلى الله أخيارنا فوجدنا كاذبين في موطنين من مواطن ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وقد بلغتنا قبل ذلك كتبه وقدمت علينا رسله وأعذر إلينا يسألنا نصره عوداً وبدءاً وعلانيّة وسرّاً، فبخلنا عنه بأنفسنا حتّى قتل إلى جانبنا لا نحن نصرناه بأيدينا ولا جادلنا عنه بألسنتنا ولا قوّيناه بأموالنا ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا، فما عذرنا إلى ربّنا وعند لقاء نبيّنا صلى الله عليه واله وسلم وقد قتل فينا ولده وحبيبه وذريته ونسله؟!، لا والله لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالين عليه أو تقتلوا في طلب ذلك فعسى ربّنا أن يرضى عنّا… “.

فكان رأي سليمان ان الافضل الذهاب الى الشام لمقاتلة جيش الشام بقيادة عبيدالله بن زياد. المهم اتجهوا الى الجزيرة ثم الرقة ومكان يسمى عين الوردة وحاليا موقعها في تركيا. قيل ان عدد جيش الشام كبير جدا. فوصل عدد المقاتلين الى 30 الف مقابل 4 الاف مقاتل لجيش سليمان. سليمان قبل استشهاده كان صادقا وتوبته كانت توبة صادقة. فقتل سليمان مع اصحابه الا القليل منهم بضع مئات وانسحبوا ووطئوا انفسهم للقتال مستقبلا. منهم من قتل في ثورة المختار. سليمان قال اقتلوا انفسكم.

هناك من لام التوابين لانهم ارموا انفسهم للتهلكة.

اما بالنسبة الى المختار فقد كان محبوسا في سجن عبيدالله بن زياد. شخصيته خلافية عليه علامة استفهام. مدى صحتها لا نعلم لان التاريخ كتب من اعداءه. هو حكم 18 شهرا في الكوفة وقام بالثأر من قتلة الامام الحسين عليه السلام فثارة عليه قبائل العرب. المختار ارسل جيشا الى مكة لاخراج محمد بن الحنفية من السجن مع عدد من اهل البيت وخلصهم من عبدالله بن الزبير. وهو قرب الموالي واكثرهم شيعة.

كما جهز جيش لمحاربة عبيدالله بن زياد بقيادة ابراهيم مالك الاشتر ووصلوا الى منطقة الخازر قرب الموصل وحدثت ملحمة كبرى حيث ذكرت اهل الشام بحرب صفين وهرب الكثير عن طريق النهر فكان عدد الغرقى اكثر من القتلى. فقتل عبيدالله ابن زياد وقطعوا رأسه وبعث المختار برأسه الى الامام زين العابدين عليه السلام وسجد الامام زين العابدين سجدة شكر.

مشكلة المختار انه له عدو شرس وهو مصعب ابن زبير الذي حاربه المختار وقاتل الى اخر رمق واعتصم بقصر الامارة في الكوفة وقاتلهم وقتل. وبقي في القصر 9 الاف من انصار المختار. قال عبد الله بن عمر لمصعب بن الزبير لما لقيه: أنت القاتل سبعة آلاف 9 من أهل القبلة في غداة واحدة، عش ما استطعت. فقال مصعب: إنهم كانوا كفرة سحرة. وافتى عبد الله بن الزبير في زوجة المختار التي لم تتبرأ منه ان تقتل، فقتلت ورميت على المزبلة.

الثانية وهي هند بنت النعمان ابن بشير الانصاري فبقيت مصرة عن عدم البراءة من المختار. فقام وقتلها صبرا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى