قداسة النبوة: ذكرى ولادة النبي محمد (ص)

أقامت مؤسسة الابرار احتفالها الاول بمناسبة ذكرى ولادة سيد الكائنات النبي محمد (ص) استضافت فيها كل من الاستاذ عباس المرشد من البحرين والاستاذ احمد المؤيد من اليمن. كما القى الاخ احمد الوداعي بعض الاهازيج بهذه المناسبة المباركة. كان ذلك بتاريخ 28 سبتمبر 2023. 

كلمة الاستاذ احمد المؤيد:

الحديث عن نبينا ذو شجون ونحن نعيش في هذه الفترة العصيبة على كل المستويات. علينا التمسك بالقران ونبينا وسأبدأ بالحملة الروحية للانسان او الغذاء الروحي مثل غذاء للاجساد وعلاج للاجساد. هذا الغذاء الروحي احتاجته الارواح منذ ازمان بعيدة ولهذا كانت تأتي الرسالات وتأتي الرسل لانقاذ الانسان وكيف انتصر الانسان بهذا الغذاء الروحي سواء كان قبل النبي او ما بعده. ولان النبي هو خاتم الانبياء ودياناتنا لم تأتي لتعاد باقي الديانات وجدنا ان هذه الرسالة استمرت وبقت غذاء روحيا 1500 سنة. لا زلنا ترتفع معنوياتنا وتجدد قيمنا. 

ما اريد ان اقوله ان خلال 3 سنوات الاخيرة فيما يخص من حملات المثلية والالحاد هو هجوم على القيم. نحن لدينا قيم وحدود كما لديك بيت وفيه حدود ونحن لنا قيم فهذا حلال وذاك حرام وهذا عيب وهذا لا يجوز.  انت كمؤمن لك حدود وتجد نفسك مستمتع. عندما تربي اولادك تقول لهم هذا لا يجوز وهذا عيب وحسب العرف. الاخرون لديهم دمج لهذه الحدود. اننا بين المشروع الروحي ومشروع الفوضى. 

ما هو الميثاق؟ هو الشيء المكتوب. يبين لنا الصح والخطأ والحرام والحلال. منطقتنا الاسلامية مستهدفة والغذاء الروحي كان اساس صمودنا. لو اتينا الى روسيا والصين التي تختلف عن الدول الاسلامية فهي لا زالت لها القيم والامور المتوارثة يصرون على اتباعها بينما الطرف الاخر يريد كل شيء مدمجا. 

من هنا تبرز اهمية ان نعلي رموز القيم. اليوم النبي (ص) ليس ملكا لمذهب او لون او جنسية اما للعالمين لكن على الاقل نحن لن نغيب عندما يتطلب الحال. في اليمن مثلا القيادة هي من بيت علم وبيت دين فتحملوا المسؤولة في ظرف من الظروف. لم يكن هناك مذهبية في اليمن. 

ما هو السر الذي جعل اليمنيين يخرجون ويحتفلون بولادة النبي (ص)؟ بالمناسبة هذه الاحتفالات اقيمت منذ 40 يوما. هذه المناسبة يجب ان تثبت ويحتفل بها في كل عام. اليمنيون هم الذين نصروا النبي (ص) في اصعب الاوقات. الجميع يبحث عن نقطة مشتركة من خلال هذه المناسبة.  القدسية هنا تأتي من حاجتنا الروحية دفاعا عنها.

كلمة الأستاذ عياس المرشد: قداسة النبوة وحرية التعبير

كان الحديث يدور حول النبوة المقدسة او كيف يمكن ان تكون النبوة عنصر من عناصر التقديس. من هو غير مفهوم النبوة من قبل اكثر من 1000 سنة والى الان؟ النبوة هو عنصر مقدس يصعب استيعابه ويضحى بمكانة مقدسة. اليوم النبوة على الاقل في الاتجاه الاخلاقي نرى انه في قطب استيعاب وشأن مقدس. سؤال محير كيف تحولت البشرية من ارتباطها بالسماء والمقدس والعظمة الى تفصل ما بين النبوة وتعظيم النبوة؟ سؤال بحاجة الى وقت اكثر.

ثلاث ايات في القران اذا تمعنا فيها نحصل على اجابة: الاية الاولى: ﴿ لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾. والاية الثانية: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. والاية الثالثة: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ، فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.

وردت كلمة تعزروه. التعزير هو المنع وقد يأي على مسألة في معنيين الاول هو منع الشيء من حدوثه وتارة يطلق على النصرة. القران اراد ان يحمل مفهوم النبوة عقلي ومفهوم اجتماعي فالاية الاولى هي حالة ربط النصرة بالايمان فلا يمكن ان تؤمن بنبي او برسالة من دون ان تكون نصيرا لها. الاية الثانية ان مسألة النصرة مرتبطة بحالة اجتماعية وهي حالة الفلاح اي قانون اجتماعي. تلاحم المجتمع مرتبط برسول الله (ص). الاية الثالثة تفسر مسألة حالة الميثاق عاشتها جماعة من الجماعات. عدم الاخذ بهذا الميثاق يؤدي الى الانحدار في المجتمع.

لماذا نقدس الدين او ما يطلق عليه اليوم بالحريات العامة او الدينية؟ اليوم في لحظة من اللحظات يوجد لدينا ثلاث قصص يمكن تداولها اولها الحرب على الدين ومحاربته فهناك من يشتغل لتحقير الدين باسم الديمقراطية او ان الدين يدعو الى العنف والارهاب فهذا يؤدي الى التحقير الديني وتسقط هذه القداسة عن الدين. انت متهم بالتخلف والارهاب والعنف.

الفرق ما بين الاسطورة والحقائق شيء. هذه اسطورة لا يمكن نكرانها لانها لا اصل لها. عندما نحول الدين الى اساطير فاننا لا نصل الى نتيجة مطلقة. اذا نزع القدسية هو الاعتداء على مقام النبوة. الهدف هو ابعاد الدين عن الحياة.

النقطة الاخرى الحضارة الغربية والدين والضياع. الفراغ الحضاري كله هش مع كل التكنولوجيا والعلم. اذا الحرب على المقدسات الدينية بكل اشكالها ليس على الاسلام بل على الانسانية مقابل الوثنية كمشروع.

كل البرامج والقيم تعرض اليوم من دعوات الالحاد وغيرها هي دعوات وثنية. نحن على وشك التيه. فكك المجتمع والعلاقات الانسانية. الى اين تتجه لا ندري؟ لعنة الله على البشرية  هو عندما تنقض البشرية هذا الميثاق. اليوم اننا مطرودين من رحمة الله لاننا لا ندافع عن مقدساتنا. نعيش التيه الحضاري اليوم. مسألة تشويه هوية الانسان هو  نزع هويته. هوية الكرامة الانسانية يجب ان تنزع من الانسان. وتعزروه وتوقروه فاننا ندعو الى نصرة رسول الله.

التسجيل الكامل للبرنامج
صور منوعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى