اليوم الثاني: (الجلسة 4) للمؤتمر 16 لمنتدى الوحدة الإسلامية

الدكتورة مريم الرفيعي: المراة بين تراكمية التاريخ ودور الدين

إنه وعلى ما يبدو أن العالم الجديد يتجه نحو واحدية سائلة، تتبدى فيها مظاهر التيه الإنساني في البحث عن الذات الواعية بعد المرور كرها أو جهلا بمرحلة اللامبالاة بثنائية الحلال (الطيّب) والحرام (الخبيث) في المفهوم الديني، وثنائية الخير والشرّ، العدل والظلم والحق الباطل في المفهومين الديني والأخلاقي. .. مما جعله يستن بسنة تدافعية لا دفاعية ضد خصائصه وقيمه، ليصبح مشروع تشييئه كالسلعة، وتسطيحه كالمادة يسير التطبيق.

ولقد كان للمرأة الحظ الأوفر من هذا المشروع، إذ وجد في استهدافها  ما قد كشف لنا من حيث أريد الإنكار، قوتها في الجسد الإسلامي كضربة لا تخيب في إضعافه. فلولا مكانتها المهمة في الإسلام لما كانت من أقوى أهداف الاختراق ايلاما.

وفي محاولة لترميم حصننا من كسوره، واستشفائه من إصاباته، نضع بين أيديكم أهم ما ارتأينا من أدوار المرأة عموما والمسلمة خصوصا في حماية القيم الإنسانية.

  1. 1. أن تؤمن بأنها امرأة، وأنها مع الرجل يشكّلان أسّ العمران الإنساني، وإنكارها لذاتها هذه يعني الإخلال بهذا العمران، مما يولّد علاقة الندية التنافرية بين الجنسين بدلا من علاقة الشقية التكاملية، ويفتح المجال لألوان قزحية من مظاهر الاستغناء عن بعضهما البعض، ليُضرب المعقل الوحيد لصناعة الإنسان السويّ، وهو الأسرة. ومن ثم يضرب المعقل الوحيد لصناعة المشترك الإنساني، وهو المجتمع .. لما تتحول علاقة الجنسين إلى علاقة داروينية في شكل عالم من الذرات المتصارعة.

ويمكن الاستفادة في هذا السياق من وصف “الزوجية” في الكتاب الكريم لحل بعض الأفهام الحداثية المعطوبة.

  • إنها كرم، في قوله تعالى: )وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ( )لقمان10:﴾
  • إنها بهجة، في قوله عزّ وعلا: ) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ( ﴿ق7:﴾
  • إنها تطهير، في قوله عزّ من قائل:) وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ( ﴿البقرة25:﴾
  • إنها الأُنسة والاستقرار ، في قوله سبحانه ): وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ( ﴿ البقرة35:﴾
  • إنها سبب استمرار النسل، في قوله عزّ وجلّ: )حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ( ﴿هود40:﴾.
  1. 2. التمسّك بالتديّن المتعدّي وتجنب التديّن القاصر: (لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) (الرعد:11)، أي إن تغيير النفس، تهذيبها وإصلاحها يتعدّى نفع الذات إلى نفع محيط الذات أي الأسرة والمجتمع. على عكس التديّن القاصر الذي لا يتجاوز النفس. ومثل هذا ينطبق على الأخلاق في قاعدة التخلّق المتعدّي والتخلّق القاصر للدكتور الفيلسوف طه عبد الرحمن. إلا إن التخلّق المتعدّي لا بد وأن ينسجم مع صيغة التركيب الدينية للفظة الأخلاق، وهي مكارم الأخلاق في قول نبي الرحمة (ص): “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، حتى لا يكون التخلّق المتعدّي بغير هذا التركيب منفذ خطر على المجتمع لا هدف إصلاح، وحتى يساهم التديّن المتعدّي في صناعة الإنسان الكوثر بدلا من الإنسان الأبتر عند القصور.
  2. 3. العلاقة التشاركية مع المجتمع: يظهر منحى الترويج للأفكار والميولات المصادمة لثوابت المشترك الإنساني بين المجتمعات، في عملية توجيه الأفراد نحوها تحت المسمى الفضفاض للحرية. كأن يقال للمرأة أنت حرة في ما تريدين حتى وإن كان المجتمع كله ضدك!!

وهذا منحى خطير على المدى التعاقبي للأجيال، إذ سيتحوّل المجتمع إلى أقليات يصعب معها رصد رأي الأغلبية. ولقد ساهمت بعض النصوص والدراسات الحقوقية عن عمد أو غير عمد في تمييه ما قد اتفقت عليه المجتمعات من مشتركات إنسانية كان للتراكم التاريخي فضل في تقويتها وتداولها، منها ميثاق حقوق الانسان، اتفاقية حقوق الطفل وحقوق المرأة.

فالإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، وبالتالي يجب أن تنطوي حقوقه وواجباته على هذا الأساس، دون عزله في النصوص الحقوقية عن بيئته التشاركية مع الآخر. فدراسة حقوق الإنسان يجب أن تكون داخل منظومة الأسرة والمجتمع، لا خارجهما.

وهذا حتى لا ينشأ طفل يؤمن هو الآخر بسطحية ومادية العلاقة الأسرية على أنها مجرد رعاية وليست تربية أو غرس قيم ما. رعاية قد يحظى بها من والديه البيولوجيين أو من غيرهما!

  1. 4. ألا تكون أداة للمثلة بالقرآن:

وفي هذا السياق تسود ثقافة مجتمعية سببها مع الأسف المرأة المسلمة، وهي صب الاهتمام على الطفل الذكر دون الأنثى في تكوين مشروع رجل دين، وكأن المرأة لا تصلح أن تكون على مستوى من العلم الديني يؤهلها للدعوة. والقرآن بيننا يبيّن في قصة مريم (ع) أن أمها نذرت الوليد لخدمة الرب، لكنها قالت: (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى”، “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى) (آل عمران:36).  وبهذا دحض الله عز وجل الاحتكار الذكوري للشأن الديني بتمكين مريم من دخول المعبد والركوع مع الراكعين ..

آفة أخرى سببها إسقاط قول عزيز مصر (إن كيدكن عظيم) (يوسف:28) على جميع النساء، بل ولا يزال البعض يظنها وصفا من الله والعياذ بالله لهن. وخطورة هذا الإسقاط تكمن في طعن القرآن والتمثيل به والله قد حرم المثلة بالوجه بل بالكلب العقور على لسان نبيه عليه أفضل وأتم السلام. والمؤسف أنه قد انبنى على هذه المثلة أقوال مثل : “المرأة عدو المرأة” .. في حين أن المرأة في الذكر الإلهي هي منققذة أختها المرأة.

  1. 5. أن تكون المنقذة لأختها من النسيان والضلالة:

بسبب الشبهات التي طالت آية الإشهاد على الدين، فاتنا التدبّر في الآية بما يكفي لتدبّر أعظم ما وُصفت به المرأة في القرآن: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ) (البقرة:282). وإني لأجد في وصفها بالذاكرة المذكّرة أعظم الأوصاف، فالإنسان الذاكر خير من الإنسان الناسي، الذي ينسى أنه ينسى، ينسى ما لا يجب أن يُنسى، ينسى خالقه الذي لا ينسى.

  1. 6. ألا يكون امتدادها الخارجي على حساب عمقها الداخلي:

نعم يمكن لنجاحها في الخارج أن يكون برّاقا يفوق نجاح الرجل، لكن سيصنع امرأة جديدة قد تملك مواصفات المرأة لكن لا تملك قيمها، لتصبح المرأة قديرة لا عظيمة .. حينما تتبدّى مظاهر رفض الآمرية إذا ما انسجمت مع مزاج المأمور .. فتعلوَ أصوات الكثيرات بلامنطقية المعتقد  ولا تسامحية المعتقِد.. ومثاله الحجاب، الذي تراه بعض نساء العصر رغم معفرتهن الكاملة بمكامن الغواية في الجسد ، أنه أمر لا ينسجم وحرية هذا الجسد. فتنسى وتلك آفة الإنسان (النسيان) أنها تحكم على شيء لا تملك أدلة صنعه وملكيته حتى يحق لها توجيهه وفق الهوى! هذا وإن من تعرف سعة حرية الدين ستعلم ضيق حرية الدنيا، وأن التديّن هو التحرر من قيد الجسد إلى فضاء الروح. الروح التي وبانتمائها لله لم تقع في نسب الأمور بامتلاكها، فلم تقع في التربّب! بخلاف النفس الأمارة بالسوء التي اعتادت عن طريق قطع الصلة بالله تملّك الصفات والأدوار حتى نازعت بتربّبها الخالق على الوجود في مثل فرعون المعروف.

  1. 7. عمل المرأة بين التمكين والكمين:

حتى عمل المرأة لا يكاد يخلو من استهداف يلبس قناع التمكين الوظيفي، إذ يرى عالم الاجتماع كريستوفر لاش أن الاسرة الامريكية في أواخر الستينات لا تستطيع تحقيق البقاء المادي إلا بخروج الزوجة للعمل وعدّها طاقة إنتاجية. وهنا نسأل سؤالا دفاعيا عن المرأة، هل تمكين المرأة من العمل كان حرية أو اضطرارا بسبب غلاء المعيشة؟ هل كان تمكينا أو كمينا لسحبها من دور صناعة الإنسان الصغير..؟ نعم الإسلام مع عمل المرأة، وإلا ما عدّ مجرّد الإرضاع عملا يحق لها الكسب منه.. مع عملها بخلق ظروف مريحة لا تتحوّل معها إلى آلة بلا قيم أو مبادئ، أو تتحوّل معها إلى نزيل لا يحضر البيت إلا للنوم.

  1. 8. الحذر من وجود حركة تحريرية للمرأة عملها تشويش الثقة بالمؤسسات الدينية:

تنوّعت تلك الحركات الداعية لتحرير المرأة، لكن يوجد تمدّد مسموم تشنّه بعض المتثيقفات منفردات من هنا وهناك على تشويش العلاقة بين المرأة المسلمة والمؤسسات الدينية، بتحميل هذه الأخيرة تهمة الاستيلاء على حقوق المرأة إما بدافع التسلّط الذكوري، أو بدافع التهميش المتعمّد. مما ينشأ من توتّر العلاقة بينهما، سحب المرأة ثقتها بهذه المؤسسات، والوقوع في هدف استعمالها كأداة استعدائية يمكن تلقينها شعارات تحرّرية كان هدفها الأساس إضعاف التواجد الديني الذي كانت تشكّله هذه المؤسسات.

  1. 9. تفعيل دورها التشاوري:

ومما يُرصد من إخفاقات التعامل مع المرأة المسلمة مؤسساتيا، تهميش حكمتها في مجالس الشورى والتشاور، بتناسٍ متعمد (آفة النسيان مرة أخرى) أنها أول أنموذج طرحه القرآن في حكمة التشاور وديمقراطية تكوين القرار بالإشراك لا بالاستئثار في شخصية بلقيس، وبالالتفات الذكي في تجنّب النزاع وتلافي الفتنة في شخص أم سلمة وأمر التحلّل الذي نازع فيه الأصحاب قول النبي (ص) في ما بعد واقعة صلح الحديبية.. وفي القدرة الإعجازية في كشف الحقائق وحماية الدين من الدسائس بالخطب البليغة والحكيمة في شخص الزهراء وزينب عليهما السلام ..

  1. 10. ربط التربية بالدين, إذ يلزم منه ربطها بالعلم من باب التفقه والتدبر والتفكر، ويلزم منه ربطها بالقدوة من باب إمكانية التمثّل.

في ختام سريع:

إن ما عليه المرأة المسلمة اليوم ما هو إلا مرآة لتراجع فريضة التفقه بسبب إخفاقات جمة ليس من العدل أن تتحمّل المرأة لوحدها وزرها، إنما هي إخفاقات سببها غياب المشروع البديل الذي يملك من المستوى المعرفي والفكراني ما ينافس آلات صناعة الشبهة، وتدوير المفاهيم بخلاف مدلولاتها تحت موجة هائجة تسمي نفسها “الثورة على التأويل، والعودة للجنينية”، تمرّدا على قوانين الطبيعة قبل قواعد الدين وتعاليم الأخلاق،  مما حال بين الإنسان وبين حماية قيمه الانسانية.

 

ايمان شمس الدين: المرأة ودورها في الحفاظ على منظومة القيم:

في المنهج القرآني دوما هناك نموذج يتعهده القرآن ويقدمه لنا ليشكل مرجعية معيارية معرفية ومنهجية، وقد يكون هذا النموذج قرآني، أو يشير له القرآن بإشارات يستخلصها القارئ بالتدبر، أو قد يكون ظاهرا في السيرة، أي سيرة الأنبياء والأوصياء، ونختصرها بالقرآن والعترة أو السنة النبوية الشريفة من خلال ما ثبت بالطرق السليمة في الفحص والجرح والتعديل.

الغاية من هذه المقدمة، هو أن النموذج الإلهي نموذجا كاملا بشريا، وكونه كاملا يضمن معصوميته واهتمامه في الأبعاد المعنوية والمادية، وكونه بشريا يجعله قابلا للتطبيق من قبل الجميع شريطة أن يسعوا للارتقاء بقابلياتهم.

والمرأة ليست خارجة عن ذلك، فكثيرة هي النماذج النسائية التي قدمها القرآن وقدمتها السيرة والتاريخ، ومنها نستفيد ونستلهم كيف يمكن للمرأة أن تكون فاعلة ومؤثرة في محيطها وفي مجتمعها، بل على مستوى أبعد من ذلك في راهننا المعاصر.

وللاختصار سأضع مسار يتشمل من خطوات رئيسية للتأسيس لرؤية حول كيفية قيام المرأة بوظيفتها في كافة الاتجاهات:

1.  قبل أي حركة من المرأة باتجاه العمل في سبيل إعلاء القيم، يجب إدراك مسألة مهمة جدا، وهي ماهية الخطاب ومكانته والجهة المخاطبة، والأساليب التي من خلالها يمكنها التأثير في المخاطب. ومن ضمن أطر الخطاب اللغة الجسدية التي تتضمن اللباس والأسلوب، فالأمور الحسية على سبيل المثال جدا مؤثرة في الإنسان، تأثيرها يشتد ويضعف اعتمادا على المكان والزمان، ففي الغرب المسائل الحسية مؤثرة جدا وفاعلة، بينما في منطقتنا يتمايز الموضوع بين البعد الحسي والبعد العقلي والعاطفي، لذلك إدراك ووعي ماذا ومتى وكيف وأين من الأمور المهمة والمؤثرة، وهذا للأسف وجدته غالبا غائبا في كثير من الخطابات خاصة الدينية منها.

2.  تحرير المرأة، وأقصد بالتحرير هنا ليس على الطريقة الغربية، وهي تحرير الجسد، بل أقصد التحرير الذي يكون جوهره العبودية لله، فتحرير الفكر والاعتقادات والأفكار من الأفهام التقليدية للنصوص الدينية، بل تحرير النصوص الدينية من مثقلات العادات والتقاليد، ومحاولة التأسيس لشخصية المرأة ضمن النظام الإسلامي، وعدم إغفال مقاصد الشريعة كالعدالة والكرامة. ومثالنا القرآني في ذلك هو السيدة مريم ع، ومنهجها في مواجهة عادات الكنيس وعلماءه ورؤيتهم الشرعية حول المرأة، واحتكار الذكورة لفهم الدين والتشريعات.

3.  الانتشار خارج الأطر التقليدية، مسجد، مركز إسلامي، بل الانخراط في المجتمع كجزء فاعل ومؤثر، وإلا فهي علمانية مبطنة.

4.  التأسيس لفهم حقوقي وقيمي يستطيع مواجهة محاولات الاستبداد بكافة أشكاله، لأن الاستبداد عامل مهم ورئيسي في التأثير على قيم المجتمع ومسلماته. وهذا التأسيس يأخذ في الحسبان المرأة والرجل، ككل متكامل في الدور والوظيفة، وليس كل متساو بشكل مطلق، فهناك مساواة لكنها مضبوطة بمعيار العدالة، وليست مساواة مطلقة.

5.  لابد من ثقافة المتابعة لكل ما هو جديد على ساحات الفكر والسياسة، وإلا كيف ستواجه المرأة كل هذا الكم من التغيرات السريعة، وهي لا تفقه غالبا إلا في حدود ضيقة لا تخرج عن نطاق حدود جدران المنزل والمسجد والمركز الإسلامي، وتتلقف ما يطرح عليها دون زي محاولات للخروج من الصندوق، وطرق أبواب الفكر والفلسفة والبحث والاجتهاد، فالأمر هو اغدو عالما أو متعلما للمرأة والرجل.

6.  إعادة النظر في التقسيم الدي فرضه علينا الغرب، حيث استغل مظلومية وتهميش المرأة في منطقتنا وطرح شعاره حقوق المرأة، حتى وصلنا إلى مرحلة بتنا في معسكرين أحدهما للمرأة والآخر للرجل، بينما الإرادة السماوية كانت مشيئتها تكامل الأدوار وتفاعلها والتنافس في سبيل الله، لإقامة العدل وتحقيق الكرامة الإنسانية، وكان هذا التقسيم في صالح الديكتاتوريات التي استفادت من التعطيل وتشتيت الجهود.

7.  الاحتواء: وأعني به احتواء المرجعيات الدينية والسياسية الفاعلة لجهود النساء المنفردات في هذه الساحة، اللواتي يتميزن بعطاءاتهن المعرفية وجهدهم البحثي والاجتماعي، وتمويل مشاريعهم التي تحاول ترسيخ القيم ومواجهة الانحراف، وعدم تركهن منفردات يواجهن كل هذا الكم من التهديد الثقافي والهوياتي، بسواعدهن وما يملكن من قدرة اقتصادية ضئيلة لا يمكنها أن تؤثر معرفيا إلا في نطاقات ضيقة.

التسجيل الكامل للبرنامج
صور منوعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى