المؤتمر السابع لمنتدى حواء للمرأة المسلمة
المرأة المسلمة: المحنة وكيف نواجهها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه المنتجبين.
عقد منتدى حواء للمرأة المسلمة مؤتمره السابع يوم الأحد 24 نوفمبر تحت عنوان: المرأة المسلمة ودورها لمواجهة المحنة. شارك عدد من المتحدثات في ثلاث جلسات لمناقشة محاور ثلاثة: مفهوم المحنة في الإسلام، وقفة مع نساء ممتحنات (الخنساء، سمية بنت حطاب ونسيبة بنت كعب)، محنة المرآة المسلمة في الوقت الحاضر. وساهم عدد من المتحدثات بشكل مسهب حول هذه المحاور، وكان هناك تفاعل جيد من الحضور نظرا لأهمية الموضوع ومحاوره، ومصاديقه التي تفرض على المرأة المسؤولة موقفا واضحا ومشاركة فاعلة. فما أكثر النساء اللاتي يتعرضن للمحنة خصوصا مع ضغوط الواقع في بلدان عديدة مثل فلسطين ولبنان والعراق واليمن. وكما أن على الرجل مسؤولياته إزاء المظلومين في العالم، فإن المرأة مطالبة كذلك بموقف مسؤول لرفع الظلم قدر الاستطاعة.
وفي نهاية المؤتمر طرحت توصيات عديدة من بينها ما يلي:
أولا: أن المحنة جانب مرتبط بالخَلق، فلا يمكن أن يوجد الإنسان بدون أن يتعرض للمحن التي هي جزء من الامتحان الإلهي او الطبيعي للإنسان بهدف تمحيصه وتثبيته على طريق الإيمان والمسؤولية “ألم، أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون”. ويقتضي الإيمان أن لا تقنط المرأة حين تلم بها المحن وتتعرض لصعوبات الحياة.
ثانيا: إن المرأة الواعية تتعامل مع المحنة بنفس كبيرة وصبر ووعي. وهذا بفضل الإيمان والانتماء لخط السماء. وقد نشأت أجيال جديدة من النساء استوعبن تجارب الأمم وانطلقن على اساس إيمانهن للتعامل مع المحنة بروح مسؤولة واستيعاب لأساليب تجاوزها. وما من أمّة إلا وتعاني المراة فيها من المحن السياسية أو الاجتماعية أو المعيشية. وقد سطّرت المرأة نجاحات كثيرة في مجال التحمّل والتصدي للمحنة.
ثالثا: إن أمام المرأة المسلمة المعاصرة مجالا واسعا للاطلاع على التاريخ المشرق للمرأة في التاريخ الإسلامي. وقد سلطت المتحدثات الضوء على بعض النساء الخالدات في التاريخ الإسلامي مثل سمية بنت حطاب والخنساء ونسيبة بنت كعب (أم عمارة) لاستيعاب عمق إيمانهن وصبرهن وصمودهن، وكيف تعاملن مع المحن التي تعرضن لها. وهذا يدعو لتعميق شعور المرأة بالفخر والاعتزاز بتاريخها ونسائها الخالدات، والانطلاق بروح مفعمة بالوعي والحماس لمواجهة المحنة.
رابعا: من الضرورة بمكان الوقوف امام ما تواجهه المرأة المؤمنة في الوقت الحاضر من شعور بالأسى والألم لما تواجهه المرأة من اضطهاد خصوصا في البلدان التي تتعرض لعدوان خارجي يفرض عليهن أوضاعا معيشية لا تُطاق. مطلوب من المرأة تمتين علاقاتها الروحية والإنسانية مع ضحايا العدوان والاحتلال. وهذا يتطلب تعميق الإيمان أولا، واستيعاب حقائق الحياة وما يصاحبها من محن، والاستعداد الإيماني والنفسي لمواجتها.
خامسا: يحث المؤتمر المرأة المسلمة على استحضار الإيمان كوسيلة أساسية لمواجهة المحن وتحدّيات الحياة. وإن ما تواجهه المرأة اليوم في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وبقية بلدان المسلمين يفرض على الناشطات توسيع دائرة الاهتمام والرعاية بالاضافة للتوعية وترويج الروح الإيمانية وتعميق الشعور برسالة السماء.
منتدى حواء للمرأة المسلمة
لندن- 24 نوفمبر 2024