البيان الختامي للمؤتمر السادس لمنتدى حواء لتنمية المرأة المسلمة 22 أكتوبر 2023 – لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
تحت شعار “أطفالنا بين الفطرة وإملاءات البيئة الغربية” عُقد المؤتمر الرابع لمنتدى حواء لتنمية المرأة المسلمة، يوم الأحد 22 أكتوبر على قاعة مؤسسة الأبرار الإسلامية بالعاصمة البريطانية. واشتمل المؤتمر على ثلاث جلسات: الأولى لطرح المنطلقات الدينية والأخلاقية للموقف المبدئي والمسؤول إزاء المصاعب التي تنتظر النشء المسلم في بلاد الغرب. ومنشأ هذا المحور تعميق الشعور بالهوية والانتماء كأساس لاستشعار ما يتناقض مع الواجبات والمسؤوليات والأخلاق الدينية. كما تطرقت الجلسة لأسباب هذه المصاعب التي ترتبط بما استجد في الساحة الغربية من أطروحات فكرية وثقافية وأخلاقية ذات توجهات ليبرالية تتعارض في بعض تفصيلاتها مع الدين الإلهي. وطرحت في الجلسة الثانية بعض مصاديق الأزمة الأخلاقية التي يواجهها الأطفال خصوصا في المدارس. شارك في هذه الجلسة متحدثات لديهن خبرة بالتعليم وكذلك بالقضايا النفسية التي لا تنفك عن معاناة الأطفال في هذا الاضطراب. ونوقشت جوانب التعليم الجنسي في المدارس وكذلك مسألة وضع الأطفال أمام خيار التحول النوعي، بسؤالهم عما إذا كانوا يرغبون في تحويل جنسهم. كما تمت مناقشة بعض القضايا المرتبطة بالنوع الإنساني او الجندر. اما الجلسة الثالثة فكانت ورشة عمل موسعة ناقشت القضايا التي طرحت وآراء المشاركات في أساليب التعاطي مع هذه التحديات غير المسبوقة. وكان من بين المتحدثت كل من: د. نسمة عبد الرزاق، السيدة نهاد السادة، السيدة ندى الشمّري، السيدة هاجر القحطاني، د. فاطمة الحلواجي، الأستاذة زينب مفتاح، السيدة جنان العريبي د. مائدة النواب .
وفي نهاية المؤتمر طرحت التوصيات التالية:
أولا: من الضرورة بمكان رصد التوجهات الأخلاقية في المجتمعات الليبرالية غير المحكومة بالتشريعات الإلهية. هذه التوجهات ساهمت في طرح الخطاب الجندري والجنسي الذي أصبح همّا مقلقا للعائلات الملتزمة التي فوجئت بهذه الطروحات. وهذا يتطلب التواصل مع المدارس وموظفيها للتعرّف على توجهاتها في هذه الجوانب.
ثانيا: المراقبة عن كثب لما تطرحه وسائل الإعلام الغربية وذوو الاتجاهات الليبرالية من قضايا الجنس التي لا تمثل اهتماما خاصا للنشء، والتي تعتبرها الجاليات الوافدة دخيلة على ثقافتها وتخشى انعكاساتها السلبية على أبنائها وبناتها. فالتعرف على توجهات السياسيين وذوي النفوذ الإعلامي والثقافي باكرا سيساهم في طرح نقاشات بديلة تساهم في تحقيق قدر من التوازن في السجال الذي يُفرض حاليا من طرف واحد.
ثالثا: العائلات المسلمة مدعوّة لاهتمام أكبر بهذه التطورات الأخلاقية وانعكاساتها على المجتمعات التي تعيش فيها. مطلوبٌ منها تنظيم الندوات والمشاركة في نقاشات أوسع لتكون أكثر استيعابا للتطورات من جهة وأساليب التعاطي معها من جهة ثانية. هذه العائلات مطالبة أيضا باصطحاب الأطفال الى المساجد والمراكز الإسلامية لاكتساب ثقافة دينية جيدة تمنحه بعض الحصانة أمام القضايا المذكورة. فالبيئة الإسلامية تترك أثرا على شخصية الطفل وتجعله أكثر شعورا بالانتماء لمنظومة دينية او ثقافية.
رابعا: المؤسسات الإسلامية لها دور مهم في السجال المذكور، فهي مطالبة بفتح مجالات هذا السجال بتنظيم الندوات وجلسات الحوار ونقاشات الطاولات المستديرة لمسايرة التطورات المذكورة، وتشجيع البحث العلمي حول هذه القضايا من جهة، وصياغة مواقف الجاليات المسلمة لتستطيع التأثير على الحكومات والأحزاب التي تنتمي إليها. ومن الخطأ الكبير تلكؤ هذه المؤسسات في النهوض بمسؤولياتها في هذا الظرف التاريخي الذي قد يمثل نقطة تحول لدى العائلات خصوصا على مستوى اختيار البلدان التي تستقر على أراضيها.
خامسا: من المؤكد ان لعلماء الدين والمفكرين والكتّاب أدوارا محورية في إثارة السجالات وتوجيهها، وهم مطالبون بأدوار متقدمة في توجيه هذه السجالات بروح المسؤولية من جهة والأبوّة من جهة ثانية، واستشعارا بالمسؤولية الدينية من جهة ثالثة. والأمل ان يتصدر هؤلاء مبادرات التفاعل العملي مع هذه القضايا التي اصبحت تمثل تحديات حقيقية للعائلات بشكل خاص، وقد تتحول إلى بؤر تماس في مجالات الأخلاق والعادات والسلوك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنّبنا الافتتان في الدين والأخلاق والهويّة، وأن يحمي أطفالنا من سوء المآل وغوائل المخططات التي لا تنتمي إلى الله سبحانه وتعالى.
منتدى حوّاء لتنمية المرأة المسلمة
22 أكتوبر 2023، لندن