الشباب

العلامة المدرسيّة ليست مقياس النّجاح

إنّ المشكلة الأساسيّة لا تكمن في العلامة، بل بمقياس النجاح الذي درج النّاس على تحديده في الشّرق خاصّة، فهي التي تشكّل مقياس التقدّم والتأخّر والنجاح والرسوب، وهي التي تقرر مصير الطالب في successامتحانات دخول الجامعة أو التقدّم إلى أية وظيفة رسمية محدَّدة، إن العلامة بشكل عامّ لا يمكن أن تكون مقياساً حقيقيّاً لمستوى الطفل الدراسي، فالطالب قد يستوعب ما قرأه وما درسه استيعاباً كاملاً، ولكن رهبة الامتحان قد تصيبه بنسيان مفاجئ لا يستطيع معه أن يعبّر عن مستوى استيعابه لما يطلب منه في الامتحان.

ولهذا، فإن العلامة لا تُمثّل تقييماً دقيقاً لدى عدد من الطلاب، فقد ينجح من لا مستوى له، وقد يفشل من هو في المستوى، لذا لا بدّ من البحث عن وسيلة أخرى يمكن أن نقوّم من خلالها المستوى الذّهني لهذا الطفل أو لهذا الشابّ، بعيداً من العلامة.

إن المنهج التقليدي يتحرك على إيقاع الأرقام الماديّة في التقويم، لذا عمدت بعض الاتجاهات إلى اعتماد تصوّر حديث يأخذ بعين الاعتبار مدى تحقق الأهداف التعليمية المرسومة ومدى نشاط وفعالية التلميذ طوال السنة الدراسية، مع الأخذ بالاعتبار مختلف الظروف التي تحيط بالولد، وبهذا يمكن تحديد مواطن الضّعف ومواقع القوّة لتتمّ بالتالي عملية المعالجة وأخذ القرار بأساليب دعم مناسبة.

أمّا بالنّسبة إلى الأهل، فعليهم أن لا يصابوا بصدمة في حال حصول ولدهم على علامات متدنّية، بل عليهم أن يقرأوا ما وراء العلامة المتدنّية، ويحدّدوا قابليات الطفل، فربّما كان عاجزاً عن استيعاب الدروس النظرية التي يأخذها، فتكون المصلحة آنذاك في توجيهه إلى التعليم المهني أو إلى سوق العمل مباشرةً، أو إلى أيّ خيار مفيد للطفل أكثر من الاستمرار في المدرسة.

لذلك، لا بُدّ للأهل أن يدرسوا وضع ابنهم بدقّة، ويختاروا ما هو أنسب له ولمستقبله.

*من كتاب “دنيا الطفل”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى