نشاطات المؤسسة

المهدي المنتظر والاطروحة الالهية لآخر الزمان

ندوة مؤسسة الابرار الاسلامية: المهدي المنتظر والاطروحة الالهية لآخر الزمان

المحقق سماحة السيد سامي البدري

التاريخ: 9 مارس 2023

 

آخر الزمان هو نهاية التاريخ. المصادر الدينية تعطي لآخر التاريخ اهمية خاصة تتسم بطابع الايجابية.

نظرة الكتب الدينية، القرآن والانجيل والتوراة وكتاب أخنوخ نظرة ايجابية. الارض ستكون جنة في نهاية  التاريخ. صحيح ان الماركسية اعطت هذا التطور بان نهاية سنن التاريخ ستكون الارض جنة، ولكن اصيبت الماركسية بخطأ قاتل حين بنت هذا التصورعلى الالحاد. انكرت وجود الخالق واعتمدت على سنن تاريخية لتحقيق ذلك. نقول انها خدمت العقل البشري عندما تحدثت عن اشراقة للتاريخ حين اكتشف ماركس نهاية التاريخ انما اتخذها من الاديان، كان يهوديا. نحن لا نلتقي مع الماركسية بان نهاية التاريخ ستكون مشرقا لان الماركسية تبني ذلك على الا لحاد. الاصل في نهاية حركة التاريخ هو التصور الديني وننطلق من كتب الدين نفسها التي تلتقي على ان للتاريخ حتميات وآخرها هذه الرؤية الايجابية. تلتقي جميعا كفكر ديني بان نهاية التاريخ ستكون مشرقة. ظاهر الامر انهم يختلفون في الشخص الذي ستتحقق هذه النهاية على يديه.

البحث سيؤدي الى ان ما ينادي به القرآن الكريم والرواية الاسلامية المتواترة ان الامام الثاني عشر الذي تؤكده الرواية  السنية وتشخصه الرواية الشيعية المولود في 15 شعبان من العام  255 هجري هو الموعود. يختلف المسلمون، السنة عن الشيعة، بان السنة يقولون انه لم يولد بعد وانه سيولد آخر الزمان. كانت هناك تجربة المهدي السوداني . اذا بقي الباب مفتوحا ستكون هناك فتن.

الانجيل والتوراة تتحدث عن شخص واحد هو الشخص نفسه الذي يتحدث عنه القرآن الكريم وروايات آهل البيت، ليس هناك تعدد في المصادر الدينية بل طرحت تصورا واضحا لنهاية حركة التاريخ ستكون على يدي رجلين ولدا على ارض العراق. سيظهر الله المهدي ليفك ازمات يعيشها العالم اجمع. ازمة الانسان ستتفاقم في آخر الزمان. بين ايدينا نماذج لهذا الخطر:

امريكا تحتفي بتشريع المثلية. هناك اناس في امريكا يرفضون ذلك. قوة انحرفت باتجاه معين، وبالتالي يحتاج الانسان المستعضف في الغرب لتحرير من هذا الوضع.

حينما تتحرك الصهيونية في آخر الزمان لاظهار شخص على انه المسيح، فهذا كذب. الصهيونية تعتقد بمسيح يولد في المستقبل وستقدم للبشرية مسيحا على مقاسها. هذا هو المسيح الدجال. ستتسبب هذه الفكرة في الفكر المسيحي لان الصهيونية اقنعت آلاف القسسة لدعم الحركة الصهيونية. حين يقدم شخص غير المسيح بن مريم فهذا مختلف وستحدث فتنة.

المهدي رجل ينقذ العالم من ازمات مستحكمة تقود الى فنائه وهكذا الشيعة يعيشون في آخر الزمان أزمة من خارجهم. حين يتوحد الطرف المعادي لهم لتقديمهم انهم مركز الكيد للانسان والاسلام. المهدي عند ظهوره سينقذ العالم الشيعي من ازمة الاستئصال. المهدي مطل كشخص بمشروعه على العالم اجمع لينقذه من الازمات المستحكمة.

الفكر الديني قدم تصورات واضحة جدا تؤيد ان الشخص المنقذ هو من امة محمد ومن اهل بيته.

اريد قراءة نص من النصوص التي تذكر في الادبيات اليهودية:

قال المفسر اليهودي كنعان أيل في تعليقه على الفقرة 20 من الاصحاح 19: اما اسماعيل فقد سمعت قولك فيه يا ابراهيم، ها آنا أباركه وأمنيه وأكثره جدا جدا، يلد اثني عشر رئيسا واجعله امة عظيمة. كنعان أيل يعلق قائلا: نلاحظ من هذه النبوءة ان 2037 سنة مضت قبل ان يصبح الاسلام امة. انتظرت امة اسماعيل بشوق حتى استبشر العالم، اما نحن امة اسحاق فقد تاخر الوعد بسبب ذنوبنا. هذا التعليق يعترف بان ذرية اسماعيل فيها منقذ سيسود العالم مستقبلا وانه من ذرية اسحاق. ذرية اسحاق اكرمها الله بعيسى بن مريم لان  عيسى من ذرية هارون وهارون من ذرية موسى، وآخرهم هو عيسى عليه السلام. النبي عيسى لا يدعو لدين آخر بل امتداد لشريعة موسى عليه السلام، بدليل ان المسيحيين واليهود ينطلقان من الاسفار الخمسة التي جاء بها موسى عليه السلام،

بل المسيحيون يؤمنون بما يسمونه “العهد القديم” وهي الاسفار الخمسة وهو ثقافة اساسية للمسيحيين واليهود وبالتالي فهم امة واحدة، امة واحدة. امة موسى انشقت بفعل بعثة عيسى ودعوته. دعوة عيسى “ومبشرا برسول من بعدي اسمه احمد” وآل أحمد ومنهم المهدي. اليهود كذبوا عيسى وافتوا بقتله.

اشنقت امة موسى الى شقين:

احدهما يؤمن بمسيح ولكن ليس بعيسى بن مريم وقامت الصهيونية على اساس ذلك.

عيسى في القرآن الكريم يدعو الى محمد وأهل بيته. انجيل عيسى، في انجيل يوحنا ان اليهود ياتون الى يحيي ويقولون: هل انت نبي؟ يقول: لا. هل انت إيليا؟ لا. هل أنت شيحا؟ لا. كان بنو اسرائيل ينتظرون ثلاث شخصيات (في الاناجيل). لماذا كذب اليهود على النبي عيسى عليه السلام وعملوا على قتله؟ بني اسرائيل كانوا ينتظرون محمدا وعليا والمهدي. نجد ذلك في سفر إشعيا في الفصل الثالث والخمسين يتحدث عن رجل الآلام، حاول المسيحيون ان يعتبروا عيسى رجل الآلام. حين نقرأ هذه النصوص في سفر أشعياء، نقرأ اوصاف رجل لا تنطبق على عيسى عليه السلام.

من جملة ما نقرأ: وفي الوقت الذي يعيش الآلام تتطلع نفسه الى نسل تطول أيامه تكون مسرة الرب على يده. النصوص الواردة في سفر أشعيا تشخص لنا محمدا وعليا والحسين والمهدي.

حركة الانبياء تدعو الى شخص بمواصفات معينة وليس لشخص بمواصفات عامة، لا تدعو الى فكرة مجردة بل تدعو الى محمد واهل بيته.

مسألة  الغيبة التي يعتقد بها الشيعة لا تعني تعطيل العمل بالاحكام الاسلامية، وانما هذه الغيبة حين نقارنها بظرف النبي موسى عليه السلام او ظرف النبي عيسى عليه السلام سنجد الظرف واحدا. هناك ظرف يمر به الصفي والنبي، النبي مرسل من الله ومقدر له تقديرات. الله يتدخل لحفظ هذا الانسان. تدخل الله لحفظ عيسى. هجموا على مكان وظنوا انه عيسى، ولكن الله انقذ عيسى من ذلك. بعد ثلاثة ايام تقول الاناجيل ان عيسى قام من الاموات، سندهم في هذا ما يذكره الانجيل. واجه الحواريين وقال لهم: انا عيسى بلحمي ودمي، انا لست الذي على الصليب، فذلك شخص آخر ﴿اِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى