الجمال ونظرة المرأة الى نفسها

د.مرفت عبد الناصر
في حياتك ياولدي امرأة
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
نزار قباني
لا أحد يعرف بالضبط إذا كان الإنسان يلجأ للفن للتعرف من خلاله على القيم الجمالية أو أن الفن يترجم مفاهيم لأحاسيس الإنسان للجمال ولكن ما هو معروف بلا شك أن جمال المرأة كان
ومازال المحور الرئيسي الذي تدور حوله الفنون وأن المرأة كانت موضع التغير والتطور الذي مر به الفن عبر العصور.
وأدل صورة للمرأة الجميلة ترجع إلى عهود قديمة فقد كان قدماء المصريين أول من أبدع في تصور المرأة وتعريف المقاييس الجمالية والتي لا تختلف كثيرا عن رؤيتنا للجمال في الوقت الحاضر، ومنذ ذلك الوقت بدأت صناعات التجميل والاهتمام بجمال الملبس والحلي والذي أصبح شغل المرأة الشاغل حتى إلى وقتنا هذا.
وانشغال المرأة بفكرة الجمال الخارجى يرجع لارتباط مفهوم الأنوثة والجاذبية بمظهر الجمال وإعتبار المرأة شيء جميل وإذا كان غير جميلاً أو غير ملتزم بالمقاييس الجمالية فلابد أن “يجمل ” حتى يستحق الرؤية والاهتمام وجاء هذا إلى حد كبير على حساب مضمون المرأة الذي توارى تماما خلف المظهر فقد وجدت المرأة أن الشكل هو الوسيلة الوحيدة لضمان إعجاب الاَخرين وإيجابيتهم تجاهها بجانب جذب الرجل الذي أصبح تقييمه لجمالها أساسا لتحقيق ذاتها والشعور بقيمتها، وكلما زاد ارتباط الجمال الظاهري للمرأة بجاذبيتها الجنسية، كلما زاد التركيز على التجميل وإظهار الفوارق الجنسية بينها وبين الرجل مثل الشفاه الممتلئة والحواجب الرفيعة والثدي الواضح في تكوينه وغير هذا من المواصفات التي تخدم بالضرورة فكرة الجمال كجاذبية حسية.
ومما لا شك فيه أن هناك مؤثرات إيجابية تكافىء بصورة أو بأخرى المرأة التي يعتبرها المجتمع “جميلة، وطبيعي أن يكون هناك فوارق في هذه النظرة تعتمد على درجة رقي وتطور المجتمع في هذا المجال.
ومن هذه المؤثرات هو استعداد الآخرين للتعامل مع الجمال على أنه مرادف للطيب والحسن فقد وجد أن هناك سهولة من جانب معظم الناس لرؤية الجمال والجودة على أنهما وجهان لعملة واحدة غير أن الكثير يرى أن الجمال رخصة للنجاح فالمرأة الجميلة تستطيع اختيار الرجل الذى تريد أن ترتبط به وقد تحقق لنفسها الارتفاع فى المستوى الإجتماعي أو المادي من خلال
زواجها برجل ذي مركز أو مال بسبب هذا الجمال.
والطريف أنه وجد أيضا أن الرجل يرى فى زواجه من امرأة جميلة نوعا من النجاح أو إحراز الفوز، بل أن الكثير من الرجال يضعون هذا على قائمة إنجازاتهم.
وفي مجال العمل وجد اْن هناك استعدادا كبير لدى الشركات والهيئات لتشغيل المرأة الجميلة حتى ولو كانت غير كفء للعمل أو لا تملك الشهادات والمؤهلات المطلوبة للحصول على الوظيفة.
ولأن المجمال الظاهري صفة وقتية تتغير وتضمحل مع تقدم العمر فلا عجب إذا أن نجد ذاتية المرأة ونظرتها إلى نفسها معلقة بشىء متغير وغير ثابت مما يجعلها عرضة للتأرجح بين الإيمان بقيمتها وشعورها بالضآلة وليس غريبا أن تبذل المرأة كل ما تستطيع ولا تدخر مجهودا من أجل أن تكون هذه الجميلة التي لها أهمية وقيمه فى عيون الاَخرين.
المصدر: هموم المرأة (تحليل شامل لمشاكل المرأة النفسية).