مشكلة العزلة عند الولد

ابني عمره 14 عام، وقبل سنتين (أي مع بدايات سن البلوغ) تغير أسلوبه في التعاطي مع الجميع، فأصبح سلبي جداً تجاه أخوته، وبدأ يرفض الالتقاء بأصدقاءه ضمن أيّ نشاط ترفيهي أو ثقافي وأصبح يفضِّل العزلة، والبقاء لفترات طويلة دون أن يرى أحد. كيف يمكن معالجة هذه الحالات التي تطرأ على الولد، وهل للتغيرات الجسدية أثر في ذلك ، وما هو دور الأهل ؟
بين السادسة والحادية عشرة يعيش الولد مرحلة عمرية تتسم بالهدوء النسبي، والاتزان الانفعالي، والتوافق الاجتماعي، يكتسب خلالها معارف وخبرات ومهارات كافية… وما أن يتجاوز الثانية عشرة حتى يفاجئ بتغيرات جسدية تفرز حاجات نفسية تتطلب رعاية خاصة من أجل أن يواجهها بوعي، ويتكيّف معها بحكمة، وإلاّ فإنها قد تشوّه مستقبل حياته، إذا لم يهيء لها بالثقافة والتربية.
وحتى يجتاز الولد هذه المرحلة بسلام لا بد من:
1- تهيئة الولد مسبقاً إلى معالم هذه المرحلة، وذلك بإطلاعه على ما سيصادفه من تغيرات حساسة، وكيفية التعامل معها، كي لا يعيش الحيرة والخوف والضياع.
2- فهم حاجات الولد في هذه المرحلة:
– الحاجة إلى المكانة والاحترام
– الحاجة إلى التحرر والاستقلال
– الحاجة الغريزية..
وتوجيهه إلى كيفية الاستجابة إلى بعض الحاجات والصبر على البعض الآخر.
3- التربية الروحية التي تدفعه إلى تقبّل بعض القيود والضوابط الشرعية، والصبر على الحاجات الغريزية.
وإذا لم يهيء الولد بالثقافة والتربية والمواكبة الميدانية، فإن آثار هذه التغييرات السلبية ستترك بصماتها الواضحة على بعض معالم شخصيته، فإذا لم نتعامل معه على أساس حاجاته ومتطلبات مرحلته العمرية، فإنّه سيعيش فترة عواصف وأزمات وتوتر، تسودها المعاناة والإحباط والقلق والثورة والتمرد، مما يؤدي به إلى الخروج على القيم والتقاليد والعرف، إذا لم يكن محصّناً بالتقوى والرادع الديني.
وهناك واجبات على الأهل تتمثل بالأمور التالية :
· أن يفهموا خصائص هذه المرحلة وحاجاتها، ويتعاملوا مع أولادهم على أساسها.
· أن يطلعوا أولادهم بحكمة على ما ينتظرهم من تغيرات فيزيولوجية، حتى لا يعيشوا الحيرة أو العقدة من الابن تجاهها.
· أن يبنوا مع أولادهم علاقات محبة وثقة واحترام، وأن يعتمدوا لغة الحوار سبيلاً إلى التفاهم حول ما يختلفون عليه.
· أن نمنحهم بعض الحرية في ممارسة بعض هواياتهم المشروعة أوقات الفراغ، وأن نوفر لهم مناخات اجتماعية نظيفة، إضافة إلى بعض الرقابة الحذرة.