الشباب

الطلاق المبكر يهدد الأسرة

نعيم السلاموني – مصر

الطلاق المبكر لم يعد حالة نادرة او عدة حالات تقع بين الحين والآخر بل اصبح ظاهرة جديدة نسمع عنها يومياً، ولم يعد هناك شباب بامكانهم تحمل المسؤولية فيذهبون للمأذون للطلاق بنفس السرعة التي ذهبوا بها للزواج والنتيجة اسر مفككة واطفال يدفعون الثمن.

أسباب تفشي الطلاق
إن الابتعاد عن الاسس التي اقرها الدين الاسلامي فيما يخص مسألة الزواج والطلاق من أهم اسباب هذه الظاهرة، فعندما يتخذ الشاب او الفتاة قرار الزواج يكون الاختيار حسب المعايير المادية متجاهلين بذلك الحديث الشريف «تنكح المرأة لاربع لحسبها ولجمالها ولمالها ولدينها فاظفر بذات الدين».
فالأسرة هي المسؤول الاول عن تفشي هذه الظاهرة، حيث يريد الاب والام سرعة زواج البنت، اما لتخفيف المسؤولية عن الاسرة او لاعتقادهما ان زواج البنت «سترة»، وبالتالي يتم الزواج في سن مبكرة قبل ان تفهم البنت التعاليم الصحيحة والسليمة للزواج.

الأرقام تتحدث
الاحصائيات تؤكد ارتفاع معدل الخلافات بين الازواج نتيجة لما ينتج من ازمات ومشاكل بسبب الزوجة النكدية، وفي الغالب تكون بسبب اشياء صغيرة يمكن تجاوزها بالنقاش والتفاهم الا ان اهمالها وتراكمها يعقد الامور التي قد تصل لطريق مسدود ينتهي بالانفصال.
كذلك هناك زواج المصالح، فنجد شاباً يبحث عن فتاة غنية لكي تنفق عليه، وعندما تشعر باستغلال يحدث الطلاق، او العكس، عندما يكون الطمع من جانب الفتاة فتتمادى في طلباتها.
ايضاً المفاهيم الخاطئة للزواج هي التي جعلت الشباب يهتم بالشكليات والمظاهر فقط ومن هنا يصبح الرباط المقدس بين اي زوجين ضعيفاً لا يحتمل مصاعب الحياة فينهيها مع اول مشكلة.
وباتت الاجيال الحالية تفتقد قوة الاحتمال التي كانت لدى اجيال الامس، اذ كانت المرأة تتحمل كل ما تتعرض له من الزوج في سبيل استمرار الحياة، وكانت المرأة تؤمن بأن الرجل هو سيد البيت، ولكن الزوجة الحالية تضع في اعتبارها انه من الممكن ان تعتمد على نفسها في تدبير معيشتها، ولذلك لا يكون لديها استعداد للتضحية وتقديم اي تنازلات.

العنوسة
كما لعبت العنوسة دوراً في اقدام الفتيات على الزواج باشخاص قد لا يكونون مناسبين لهم خوفاً من ان يقعن فريسة للعنوسة. والتفكك الاسري ينعكس على الابناء كذلك، حيث يقبلون على الزواج دون مراعاة التكافؤ او التحري عن الطرف الآخر. وانانية الزوج تجعله لا يرى الا نفسه، والزوجة كادحة داخل البيت وخارجه، وعندما تعبر عن استيائها يستنكر ويرفض، ومن هنا تدب الخلافات بين الزوجين وتتوالد المشاكل التي كثيراً ما تنتهي الى الطلاق. ونضج المرأة وتعليمها وزيادة وعيها جعلها ترفض العيش مع زوج تعس وديكتاتور وتعلن عليه راية العصيان في أي وقت.
وحتى نتجنب الخلافات الزوجية والطلاق المبكر يجب اعادة النظر في مفاهيم الزواج بعد القصور الذي اصاب التربية الزواجية في الجيل الجديد الذي لم يعد يستوعب الحقوق والواجبات المفروضة عليه قبل ان يقدم على الارتباط، وكذلك يجب على المقبلين على الزواج حسن اختيار شركائهم في الزواج ومراعاة تقارب السن حتى تستمر العلاقات الاسرية بحالة سوية وناضجة.
والحوار الزوجي يحتاج الى تفاوض ناجح مع العلم ان مشاكل الزوجية تنجم عن فشل الحوارات الثنائية.

المطلوب
ويجب على الزوج ان يحسن معاملة زوجته كما يجب على الزوجة احسان معاملة زوجها، فقد ثبت ان الرسول (ص) اوصى الرجال بالنساء خيراً ودعاهم الى الصبر والاحتمال، قال (ص): «استوصوا بالنساء خيراً». (اخرجه البخاري).
ان وضع برامج لتأهيل الآباء والامهات للقيام بدورهم في تنشئة ابنائهم على احترام رابطة الزواج، وعمل دورات للمقبلين على الزواج في كيفية مواجهة الضغوط والتغلب على مشاكل الحياة الزوجية واحترام الرأي الآخر من شأنه التصدي لكثير من المشاكل الزوجية، وكذلك مطالبة الاعلام بأن يبث برامج تؤكد ان الاسرة كيان المجتمع، وان الحياة الزوجية تتضمن كفاحاً وتضحية وتنازلات، وان يبرز الاعلام ايجابيات نظام الاسرة والبعد بقدر الامكان عن ذكر عيوبها وسلبياتها.
والخلاصة ان اخطر سنوات الزواج هي السنة الاولى، ويجب الاستعداد لمواجهة الحياة بحكمة وتعقل فمن اساس الحياة الزوجية التعاون والتضحية في مواجهة امور الحياة، والاسلام وضع معايير للاصلاح بين الزوجين يجب اتباعها وعدم اللجوء الى الطلاق الا في الحالات الميئوس منها لان الرجل والمرأة خلقا من نفس واحدة وكلاهما مكمل للآخر يحميه ويحتمي به وان اسس بناء الزواج السعيد ثلاثة هي السكينة والمودة والتراحم، {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} (الروم : 21).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى