
آفاق السلام في منطقة الشرق الأوسط
المتحدث لا يمثل رأي مؤسسة الابرار الاسلامية وانما يمثل رأيه
ندوة الخميس 16 اكتوبر 2025
آفاق السلام في منطقة الشرق الأوسط
المتحدث: الاستاذ يحيي حرب
الاسئلة حول مبادرات السلام كثيرة.
الواقع الذي حدث لا يخضع للمنطق والعقل بل ان ما شهدناه حدث فاجأ الجميع بنوعه وحجمه والتفاعلات معه.
لكي نعرف الى اين ستصل هذه المبادرة التي شهدنا احتفاليتها في الكنيست وشرم الشيخ، لا بد ان نتساءل عن وضعنا لكي نرى المستقبل.
علينا ان نعرف ما الذي جرى الذي اوصلنا لما نحن فيه؟
أبدأ بسؤال: ما هي الظروف التي ادت بالرئيس الامريكي ليقدم هذه المبادرة؟ لماذا الآن؟
في حيثيات الاحداث يمكن ان نعدد ال عوامل التالية:
اولا: هناك شبه اجماع بين المراقبين بان جيش الاحتلال فشل في انجاز المهمة التي كانت تريدها القيادة السياسية.
القيادة العسكرية كانت تماطل وتعارض وترفض ما يطلبه منها رئيس الوزراء الاسرائيلي.
ما كانت تريده القيادة السياسية من اهداف كانت فوق طاقة الجيش. برغم القوة العسكرية والدمار لا يستطيع ان يخرج جيش الاحتلال ويقول: انتصرنا، قضينا على المقاومة، حررنا اسرانا، أعدنا تخطيط المنطقة.
كان رئيس الوزراء يتحدث عن مشاريع كبيرة لاعادة صياغة المنطقة. المهمة على الصعيد العسكري فشلت برغم القتل والدمار.
النقطة الثانية: جيش الاحتلال لم يعد جيشا مقاتلا محترفا، بل اصبح يقتل ويدمر بدون إبداع في الخطط العسكرية. ولو واجه قوة مكافئة لهزم، بل واجه ميليشيات اضعف منه كثيرا. تحول الجيش الى جيش يقتل ولا يقاتل. ما زال هذا الجيش يحمل وزر حوادث 7 اكتوبر.
رئيس الاركان الاسرائيلي يقول ان هذا اليوم هو يوم فشل.
ثالثا: الحروب تخاض بالمعنويات والقدرة على الردع.
القوة الامريكية ليست لانها تملك الطائرات والدبابات بل تملك الهيبة بحيث ان الكثيرين يخشونها.
اذا استطعت اقناع العدو بان الرد سيكون كبيرا فانت قوي.
يقول الجيش الاسرائيلي انه يقاتل على سبع جبهات، اي ان هناك سبع جهات تواجهه.
رابعا: القلق من خسارة المحيط العربي ومشروع السلام الذي استغرق اعداده عشر سنوات. كان مبدأ ترامب ان يكون هناك سلام مقابل السلام، اي السلام مقابل لا شيء، ولكن الادارة الامريكية تخير العرب بين السلام بالقوة او الضرب، وهذا استخفاف بهذه الدول.
خشي الامريكي ان التطبيع الامريكي يمكن ان يخسره، خاصة بعد ضربة قطر وخوف الدول العربية وقلقها. حدثت بعض التحولات ورفع بعض الدول العربية سقف اعلامها، وان هذا الكيان لا يستطيع حماية نفسه، وان لديه مخططات اكبر كثيرا مما كان متوقعا. نتنياهو قال للسعودية: اذا اردتم دولة فلسطينية فاقيموها في ارضكم.
يقول ان لديه مهة توسيع دائرة الكيان واحتلال اراض من عدة دول عربية كالعراق ولبنان والاردن وسوريا والسعودية.
السبب المفتاحي هو التغيرات داخل المجتمع الامريكي، التغيرات الجيوسياسية في العالم كبيرة.
ان يجلس الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء البريطاني ويقولان: نحن مختلفان، وان يقول ستارمر سنعترف بالدولة الفلسطينية، وكذلك عشر دول اوروبية كبرى قررت الاعتراف بدولة فلسطين. هذا تحول مهم، فضلا عن التحول في الشارع والمظاهرات الكبرى.
اهم التحولات ما حدث في المجتمع الامريكي الذي لم يحظ باضاءة كبيرة وهو الذي غير مزاج الادارة الامريكية.
حزب المحافظين الامريكي، وخصوصا الفئة التي تسمى ماجا، اي make American great again، هذه المجموعة شهدت تحولات اساسية منها ان نشطاء كثيرين من افرادها بدأوا يقولون ان اسرئيل اصبحت عالة علينا.
لماذا تجرنا هذه الدولة الى حروب؟ لماذا ندخل حربا مع ايران؟ لماذا ننفق 21 مليار على هذا الكيان؟
عشرات من الناشطين والمسؤولين ولديهم متابعون بالملايين، بدأوا بالاتجاه نحو رفض السياسة الامريكية التابعة لاسرائيل، حتى قال احدهم ان علينا تسمية امريكا: الولايات المتحدة الاسرائيلية.
هذه مجمل الظروف التي دفعت ترامب لاطلاق مبادرته
فهي ليست صحوة ضمير ولا رغبة في السلام، بل ظروف قاهرة املت على ترامب ان يقدم هذه المبادرة.
ما الهدف منها؟
اولا: انقاذ كيان الاحتلال: كان سائرا، حسب تعبيرات ترامب، الى العزلة، و “اخراج اسرائيل من العزلة”. اهم مظاهر العزلة انه عندما القى نتنياهو خطابه في الامم المتحدة انسحب 73 من الزعماء.
عندما عقد مؤتمر شرم الشيخ، توسط ترامب وطلب من السيسي دعوة نتنياهو ومحمود عباس. وما هي الا لحظات حتى تراجع نتنياهو عن الحضور لان عددا كبيرا من الحاضرين هددوا بعدم الحضور اذا حضر نيتنياهو ومنهم الرئيس التركي وامير قطر والعراق. هذه صورة من صور العزلة.
ان يقول ترامب ان اسرائيل مقبولة كان كلاما خاطئا، وكان على نتنياهو ان يطير فوق دول عديدة خوفا من الاعتقال.
عندما تعترف 158 دولة بالدولة الفلسطينية منها 4 دول دائمة بمجلس الامن، فهذا اعتراف وانه حدث في اطار صراع وتحدي، وشروط. ستارمر وضع شروطا للاعتراف، واضطر تحت الضغط ان تعترف بريطانيا بالدولة الفلسطينية.
المسألة ان هذا الاعتراف سيتطلب خطوات لاحقة. ماذا لو استمر العدوان على عزة؟
كان هناك مخطط اعرب عنه بعض المسؤولين ان الخطوة التالية ستكون التطلب من الامم المتحدة ان ينفذ هذا القرار على اساس حل الدولتين وقرارات الامم المتحدة السابقة، وهذا اجهاض للسردية الاسرائيلية.
وهناك سردية اسرائيلية تلغي الوجود الفلسطيني نهائيا ولا الشعب الفلسطيني ولا حقوقه، ولا السلطة الفلسطينية
ولا تعطيهم اجازات بالسفر وتتدخل في شؤونهم. اذن مقابل اسرائيل التي لا تعترف بالوجود الفلسطين وتريد ان تتعامل معه كأقلية سكانية، هناك 158 دولة تقول جيب اقامة دولة فلسطينية.
في مقابل هذا الصراع رأى الرئيس الامريكي ان اسرائيل هي الخاسرة في هذه المواجهة، واعتمادها على امريكا فحسب يعكس ضعفها الدولي. هذا ايضا من الاهداف التي هدف لها الرئيس ترامب.
وهناك سبب آخر: ان العشرين سنة الماضية استفادت اسرائيل والولايات المتحدة من الصراع بين ايران والمجموعة العربية، انصب جهود امريكا واسرائيل في هذه السردية. حتى ان بعض الدول العربية نسوا الصراع مع اسرائيل لان هناك ما يسمى تهديدا ايرانيا.
برغم الانتهكات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين والسوريين والقطريين، اعيدت البوصلة الى الصراع.
وهنا يشار الى المبادرات الايرانية لتحسين علاقاتها مع الدول العربية، ولعل خروجها من سوريا من اسباب تخفيف الاحتقان في العلاقات مع بعض الدول العربية. تحول الصراع وكاننا عدنا الى ظروف حورب 67 و 73.
السعودية تبرم معاهدة دفاع مع باكستان، قطر تستدعي قوات تركية، السعودية تتفاهم مع الهند.
خطوة ترامب جاءت لتجهض هذه التحولات خصوصا على مستوى المجتمع الدولي.
يريد ترامب اجهاض كل ذلك واعادة مبدأ الطاعة للقرار الامريكي. هدف مبادرة ترامب تصدر المشهد.
المشهد في شرم الشيخ كان مؤسفا، كان هناك عجرفة من قبل رئيس يقف على المنصة وياتي الزعماء الآخرون لالتقاط صور معه. كان يريد اعادة الجميع الى بيت الطاعة الامريكي، وبات الجميع يسلمون ان هذا الرئيس هو اعظم الرؤساء، ورشحه عدد من الرؤساء لجائزة نوبل، وهذا من اسخف ما وصلت اليه البشرية. هو الذي يقول انا الذي اعطيت السلاح لقصف الفلسطينيين وقنابل تقصف خيمة بقنابل من الف والفين رطل. كانت تصطاد الناس كالعصافير، وترامب يفخر انه يزود اسرائيل بكل ذلك، في حرب ابادة حسب ما سمتها محكمة الجنايات الدولية انها جرائم حرب.
رأينا زعماء عرب ومسلمين يتسابقون لمنحه هذا الشرف، لم يفكروا عندما فعلوا ذلك. هذه المبادرة بعيدة عن السلام. اذا كان هناك من قيمة فقد اوقفت حرب ابادة للشعب الفلسطيني.
كان علي ان اسمع مقتل 60 و 100 شهيد كل يوم. هذا المشهد كان مؤلما، ولم يكن احد قادرا على ان يفعل شيئا
ايقاف حرب الابادة كان ايجابيا، ولكنه بالمقابل يفعل شيئا آخر، بدل الابادة الجسدية والمادية فانه يواصل ابادة الفلسطينيين معنويا وحضاربا.
لم يذكر شيئا عن الشعب الفلسطيني في خطابه ولا عن دولة فلسطينية. كل مشاكلنا كانت مشاكل هذا الاحتلال وحقوق الفلسطينيين فكيف تطرح مشروع سلام بدون ان تشير الى هذه الحقوق. انه ليس سلاما، بل هدنة لاسباب املتها ظروف. نريد وقف اطلاق النار لاسبابنا، الاحتلال يريد كذلك، وهذا ليس سلاما، بل هي مقدمة لحروب مؤجلة، ما دامت اسباب الحرب قائمة.
هذا الشعب قدم تضحيات عظيمة ولقي استجابة دولية عظيمة. كل الاطراف خسرت في هذه الحرب، المقاومة خسرت، واسرائيل خسرت، لكن الفرق ان المقاومة تقوم عقيدتها على التضحيات، بينما عقيدة كيان الاحتلال انه لا يتحمل الهزيمة، ورأينا كيف تبنت امريكا الحرب واصبحت الامبريالية سلاحا لاسرائيل.
يريد ترامب ان يوهم الاسرائيليين بانهم انتصروا لانهم لا يستطيعون تحمل هزيمة واحدة.
مداخلة الاستاذ محمود محمد حسن
(ان تكونوا تألمون فانهم يألمون…)
المشهد متشابه جدا. الطرفان لم يحضرا وقرر لهما المصير. نحن في السودان، قمة رباعية تقرر لنا صلحا بدون ان يكون احد طرفي الصراع شريكا.
في ليبيا حدثت فيها انتخابات وفقدان كيان الدولة.
سنعيش مرحلة اللادولة.
اسرائيل حققت جزءا من اهدافه وهو خطير جدا.
نحن كنا الى وقت قليل نتعامل مع عدو احتل فلسطين والجولان ثم اصبحنا نطالب بدولة فلسطينية في حدود 67.
في العام 2005 اتفقت المقاومة مع منظمة التحرير على قبول حل أقل، وقالوا سنعترف بالدولة الفلسطينية في هذه الحدود ولن نعترف بالكيان الاسرائيلي.
انتهى الصوت الهامس الذي سيطاب بارض مغتصبة، واصبح ذلك امرا منسيا.
الشروط يمليها المحتل ويشترط ان يتولى الحزب الفلاني ويخرج الحزب الفلاني. يده الطويلة طالت دولا عديدة.
ما الذي كسبناه؟
ان المعركة لم تعد معركة حكومات بل معركة شعوب.
الضغوطات على الحكومات حصلت بسبب نشاط القواعد الشعبية والمظاهرات في العالم من اجل القضية الفلسطينية حتى من داخل الكيان نفسه.
المهدي المنتظر عقيدة مشتركة بين السنة والشيعة بغض النظر عن الاختلاف عن شخصه ومتى سياتي.
لدي نظرة خاصة تجاه المهدي. اظن ان المهدي لن ياتي حاكما اسلاميا بل حاكما عالميا ولذلك يجب ان يوطّأ له شعبيا بحيث يكون قائدا لفريق من المؤمنين والامم المتحدة، وستجتمع الكلمة الانسانية من اجل المهدي، فرسالته من اجل رفع الظلم عن اهل الارض جميعا.
مداخلة الدكتور محمد حيدر:
المرحلة المقبلة ستكون حافلة بمسائل تفوق توقعاتنا.
طبيعة الحرب اختلف وكذلك طبيعة الصراع والظروف السياسية.
ظروف السلام اختلفت من سنة 2000 وسنة 2016، حدثت تغيرات كبيرة حتى داخل الكيان ولولا وجود امريكا وضعف العرب لكان الوضع مختلفا.
غزة خرجت من الحرب ولكنها لم تنته.
العالم كان يحارب اطول حرب في تاريخ الكيان والعالم العربي.
يجب ان نكون حريصين على الدقة والفهم.
لم تبن المقاومة نفسها بهذه السهولة، المقاومة نظمت نفسها على مدى 20 عاما.
يجب ان يكون لدينا نظرة اوسع
الاحتلال ضعيف، اسرائيل مدمرة، الشركات الاسرائيلية خسرت المليارات، صورة اسرائيل تغيرت. النتائج اسوأ على الكيان
في مسألة الامام المهدي، عندما يريد ربنا ظهور المهدي سيفعل



