المجلس الحسيني الثاني لمؤسسة الابرار الاسلامية

المجلس الحسيني الثاني لمؤسسة الابرار الاسلامية 1447 هجري. السبت 28 يونيو 2025

كلمة للدكتور سعيد الشهابي

مجلس لسماحة الشيخ عبدالله حسين

جاء في دعاء زين العابدين: “إلهي من ذا الذي ذاق  محبتك، ومن ذا الذي آنس بحبك فابتغى عنك حولا”.

نتحدث حول لذة العبادة، فقد يتبادر للبعض، هل هناك لذة في العبادة؟ الانسان يتلذذ بالطعام والشراب في خضم انغماسه في الملذات قد يكون هذا السؤال غريبا عليه.

ربما اعتدنا العبادة اليومية ركوعا وسجودا، وقد يكون المرء شارد الذهن فلا يستشعر لذة العبادة.

نستشعر ذلك من خلال ثلاثة امور:

اولا: يجد الانسان لذة للتملك، حين يتملك سيارة او ثوبا جديدا او منزلا.

العبادة لها لذة عظيمة تعرف بـ”لذة التملك”. فحين تعبد الله فان الله يعطيك جزاء تملكه يوم القيامة. وفوق ذلك: رضوان من الله اكبر. القرآن يصف نعيم الجنة، الذي يعطى في مقابل العمل الصالح. حين تتعبد تبنى لك قصور في الجنة، انما هي أعمالكم ردت إليكم. الصلاة لها حقيقة، صلتك لارحامك، الصدقة فأنت تتملك الجنة ورضا الله في مقابل هذه الاعمال.

الامام علي عليه السلام يقول في وصفه المتقين: فهم والجنة كمن رأها، فهم فيها منعّمون. ﴿كلا لو تعلمون علم اليقين، لترونّ الجحيم﴾.

قد يتلذذ الانسان ببعض الاعمال كالغيبة وسواها ولكنها تنقلب عليه. فهم والنار كمن رأها فهم فيها معذّبون

في ذات يوم صلى النبي صلاة الفجر باصحابه، وكان معه شاب يقوم ويقعد واصفر لونه، قال له النبي (ص): كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أصبحت موقنا، قال: وما حقيقة يقينك؟ قال: ان يقيني هو الذي امرضنى واسهرني ليلي حتى عزفت نفسي عن الدنيا وما فيها، فكأني أنظر إلى عرش ربي وقد قام الناس للحساب، فانظر لاهل الجنة متكئين على الارائك، وكأنني انظر الى اهل النار، معذبون.

قال النبي (ص): هذا شاب نوّر الله قلبه، الزم ما أنت عليه.

قال يا رسول الله: ادعو لي ان أرزق الشهادة وسرعان ما تحقق له ذلك مع رسول الله (ص) لذة العبادة في الدنيا والآخرة.

الأمر الاول انك تجد لذة دنيوية في العبادة. فما الآثار الدنيوية للعبادة؟

تحدث القرآن في عدة آيات: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره﴾. ﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا﴾ ﴿ويجعل لكم أنهارا﴾.

هذه أثار العمل الصالح في الدنيا قبل الآخرة. فالصدقة تدفع البلاء، “داووا مرضاكم بالصدقة”.

كذلك عليك ان تسشعر ثمرة العبادة.

اذا أحب الله عبدا نادى على جبرائيل: اني أحب فلانا، فأحبه

فينادى في السماء: ان الله يحب فلانا فأحبوه. واهل الأرض يحبون هذا الانسان.

الامر الثاني ان اللذة في الحياة الدنيا.

الامر الثالث هو الأثر الروحي، وهذا اعظم الأثر. قال تعالى: ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾.

كثير من الناس لديهم اموال كثيرة ولكن لا يشعر بالسعادة، فهي لا تتجسد بالاموال وحدها.كيف يغرس السعادة في قلوب الآخرين حوله. البعض لديه حطام الدنيا ولكن ليس لديه راحة نفسية او استقرار.

من آثار ذكر الله؟ ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾. اكتشف العلماء آثار ذكر الله على الانسان وجسمه ونفسيته. ذكر الله يؤثر في كل شيء. ثلاثة مظاهر من آثار ذكر الله:

اولا: ان الانسان يخاف من المستقبل، فلا يعلم ما سيجري له ولاهله، وربما يخاف من كارثة او ابتلاء ينزل عليه. فما الذي يعطيه الأمان والراحة النفسية؟ لقد فوض امره لله سبحانه وتعالى. الانسان يخاف من ماضيه وما فيه من ذنوب وخطايا ومعاصي. فالله يعطيك الراحة النفسية ﴿قل يا عبادي الذين أسفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله﴾. التائب حبيب الله، تفتح صفحة جديدة والله يستر عليك.

الامر الثالث: انه يصبر عندما يبتلى بالمرض. فهو صابر على ما اصابه، ويعلم ان ذلك من الله، وله اجر في صبره على ابتلائه. فهو يصبر على ما نزل به.

كيف نصل الى لذة العبادة؟ يمكن ذلك بخطوات عديدة.

لو وضع الانسان هدفا لنفسه لسعى الى ذلك الهدف، كالحصول على الشهادة او تملك المنزل. فهو يسعى لتحقيق هذه المردودات وتحقيق طموحه، ويسأل كيف وصل الآخرون الى هدفهم.

هل لديك هدف بان تسشعر لذة العبادة. قد يمر على الانسان 50 عاما بدون ان يستشعر مشاكله. اجعل لك اهداف واسع لتحقيقيها.

في هذا الموسم الشريف، ابك على مصابك بالحسين عليه السلام. هل من اهدافك ان تقرأ دعاء العبد كل يوم؟

من الخطوات العملية للحصول على لذة العبادة:

• اذا جعل لنفسه هدفا
• امتحنوا شيعتنا عند وقت الصلاة. عندما تتهيأ للصلاة لتحلق بروحك في آفاق السماء.
• أقرأ القران الكريم
• ادرك ليلة الجمعة العظيمة
• أعمل الخير يجب ان يتحول الى عادة.
• في كل يوم تذكر محمدا وآل محمد وتصلي عليهم

تجد انك تتلذذ به.

العلماء لديهم حالة الانقطاع الى الله، كما هم اهل لها. اذا دخل وقت الصلاة قال النبي: أرحنا يا بلال.

لقد أحب الله الصلاة إلىّ كما قال رسول الله (ص).

كان رسول الله (ص) يقف في محراب صلاته، وكان يقول: أفلا أكون عبدا شكورا.

الامام علي عليه السلام كان يتمتع بالحرب. هو البكاء في المحراب ليلاََ، هو الضحاك اذا اشتد الضراب.

يسأله ابن عباس اثناء الحرب: الى م تنظر؟ قال: انتظر الصلاة، فعلام قاتلناهم.

سيرة أهل البيت تؤكد تلذذهم بالعبادة. كان لديهم لذة خاصة في العبادة.

سيرة أهل البيت عليهم السلام تكفينا ان ننقطع لله سبحانه.

الامام الحسين عليه السلام جسد العبادة ورفض البيعة، فطرد من المدينة.