أساليب أحياء الامر عند اهل البيت عليهم السلام

مجلس الشيخ عبد الله حسين القضي

اليوم الأول من شهر محرم الحرام 1447 هجري الجمعة 27 يونيو 2025

قال الامام جعفر الصادق عليه السلام: رحم الله شيعتنا، فلقد واسونا في طول الحسرة والحزن على مصائب جدي الحسين عليه السلام.

تمر علينا أيام المصيبة باستشهاد الامام الحسين عليه السلام. في كل عام لنا في الحزن واعية.

ارتبطت ارواحكم بالعرش، وحين تتعلق النفس بالعظماء تصبح عظيمة، فهنيئا لكم.

عندما ننظر في روايات أهل البيت التي تحث على اقامة العزاء، هل وردت على نحو الطريقية ام الموضوعية؟

بعض الروايات تتحدث عن أمر ما، فقد يفهم منها العلماء انها على نحو الطريقية ام الموضوعية؟

مثلا: عدة المرأة ثلاثة اشهر فهل هي على االطريقية ام الموضوعية؟ يقول البعض ان الشهور الثلاثة هي لا سيتضاح ما اذا كانت حاملا ام لا؟ وعليه اذا استخدمت طريقة علمية للتأكد من الحمل وتأكد عدم حملها فلا ضرورة للعدة، ولكن العلماء يصرون على بقاء المرأة 3 شهور بعد وفاة زوجها، وعليه فالقضية موضوعية، وكذلك بالنسبة لهلال شهر رمضان المبارك. البعض قال ان الهدف دخول الشهر، فلا ضرورة لرؤيته اذا تأكد دخول الشرع، ولكن البعض قال بضرورة رؤية الهلال بالعين المجردة.

وماذا عن شعائر الامام الحسين؟ قالوا انها وضعت على نحو الموضوعية وليس الطريقية. الامويون اعلنوا يوم عاشوراء يوم فرح وسرور وكان هناك اساليب اعلامية لترويج ذلك ولذلك جاءت الروايات لافشال الاساليب الاموية. البعض يقول أن الناس عرفوا ان الامام الحسين عليه السلام قتل مظلوما، وانتهت القضية. اي ان العزاء وضع على الطريقة الطريقية.

الروايات تؤكد ضرورة اقامة  العزاء، على النحو الموضوعية.

كان البكاء قائما على الامام  الحسين عليه السلام قبل الشهادة وبعدها.

مطلوب من الشيعة اقامة عزاء الامام الحسين عليه السلام في كل عصر ومكان وتؤكد الروايات على اقامة العزاء.

المحور الآخر: ماذا عمل اهل البيت لاحياء ذكرى الامام الحسين عليه السلام وتخليدها؟

عدة امور قاموا بها:

الاول: ايجاد حالة الاجتماع بين المؤمنين.

الفضيل بن يسار دخل على الامام الصادق عليه السلام فسأله الامام: أتجلسون وتتحدثون؟ قال: نعم. إنه تأكيد على الاجتماع كما ان الاسلام يؤكد على ضرورة صلاة الجماعة، فهي تختلف عن الصلاة المفردة. كان الامام علي عليه السلام يهدد بحرق بعض منازل الذين لا يحضرون صلاة الجماعة.

ورد عن النبي (ص): من مشى الى مسجد يطلب فيه جماعة، اعطاه الله 70 الف حسنة، ورفع له من الدرجات مثل ذلك.

السلوك الجمعي له اثر مختلف، التفاعل مع قضية الامام الحسين عليه السلام يشكل قوة للمذهب وللقضية فوجود التجمعات العظيمة من اجل المصيبة فانها تثير التساؤل والاستفسار من قبل الآخرين.

أتجلسون وتتحدثون؟ قال: نعم. قال الامام: إني أحب تلك المجالس، أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا. قيمة حضور المجالس انك محبوب عند الله ورسوله.

جعفر بن عفان الطائي دخل على الامام الصادق عليه السلام فطلب منه رثاء الحسين عليه السلام. ثم قال الامام: لقد شهدت والله الملائكة المقربون هاهنا، يسمعون قولك في الحسين، ولقد بكوا كما بكينا وأكثر، يا جعفر: لقد أوجب الله لك الجنة من ساعتها وغفر لك.

المجالس عظيمة تدخل البركة على المؤمنين.

النبي (ص) في حديث الكساء يقول: ما ذكر خبرنا في محفل وفيه جمع من شيعتنا، الا ونزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة حتى يتفرقوا.

لا بد أن أشجع عائلتي وأبنائي على حضور المجالس.

الأمر الآخر أكد الإمام على الرثاء والشعر لتوضيح المصيبة. هناك روايات تؤكد على الشعر في الرثاء كما من الدواوين التي ملئت رثاء للحسين. في كل عام هناك قصائد في ايام محرم وغيرها لرثاء الامام الحسين عليه السلام.

رواية عن الامام الصادق عليه السلام: ما من احد قال في الحسين شعرا، فبكى وابكى، الا أوجب الله له الجنة وغفر له.

وورد عنه كذلك: من نظم بيتا من الشعر فينا اهل البيت، بنى الله له بيتا في الجنة لان الشعر يسطر حادثة كبيرة في ابيات قليلة، فالشعر يؤثر في النفس واستجلاب الدمعة. الانسان يتفاعل مع الشعر والرثاء بشكل خاص.

الامر الثالث مما قام به اهل البيت عليهم السلام: نشر الدموع وظلامة أهل البيت. لم يكن هناك سلاح يواجه الامويين الا الدمعة. الامام زين العابدين عليه السلام بكى اباه 35 عاما. كان يمزج الطعام والشراب بالدموع. في سوق القصابين، سمع القصاب ينادي غلامه: هل سقيت الكبش ماء قبل ذبحه؟ قال الامام: لا تذبحون الكبش عطشانا، وابي الحسين قتل ظمآنا. البكاء سلاح اتخذته السيدة فاطمة ضد السلطة وكذلك الامام زين العابدين استخدم البكاء وجاءت الروايات تشجع على ذلك. ليس المطلوب حضور المجالس فحسب، بل ان تبكي كذلك على من بكاه رسول الله وعلي وفاطمة.

يقول الصادق عليه السلام: ألا تحب ان تكون ممن يسعد فاطمة؟  ما من باك يبكي عليه الا وصل فاطمة الزهراء وأدى حقنا أهل البيت.

تبكيك عيني لا لاجل مثوبة     لكنما عيني لاجلك باكية

جئت لهذا المجلس لتعزي رسول الله (ص).

امر اهل البيت بالبكاء وذرف الدموع لمصاب سيد الشهداء.

الامر الرابع: ان اهل البيت شجعوا زيارة الامام الحسين عليه السلام.

مر الشيعة بظروف قاسية من الوعيد والتهديد والقتل وكانوا يقطعون ايدي الزوار ويسملون عيونهم، حربا من زيارة الحسين عليه السلام. سفكت الدماء في ذلك الطريق. روايات كثيرة تؤكد اهمية زيارة الامام الحسين عليه السلام لتخليد ذكره ويبقى مصابه غضا طريا.

الامر الخامس: لا تمر مناسبة دينية الا وربطت بالامام الحسين عليه السلام.

ليلة العيد، ليالي القدر، ليلة النصف من شعبان، هناك حث على زيارة الحسين عليه السلام.

امر اهل البيت عليهم السلام بالسجود على تربة الامام الحسين عليه السلام لتتذكر ما حدث.

ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي،   يا سيوف خذيني

الامر السادس: الحث على ذكر الحسين عليه السلام عند شرب الماء. تذكر عطش الامام الحسين عليه السلام.

شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني

فانا السبط الذي من غير جرم قتلوني

قال داوود الرقّي: كنت عند الامام الصادق عليه السلام فطلب الماء، فبكى وقال: ما من عبد شرب الماء وذكر الامام الحسين ولعن قاتليه الا اعطاه الله مائة الف حسنة وكان له عتق مائة الف حسنة.

لما مرت النساء على جثث القتلى رمت سكينة نفسها على جسد الامام الحسين عليه السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى