
بانتهاء العمليات العسكرية لاستعادة نينوى لا يبقى لـ”داعش” من مدن ومساحات جغرافية عدا الحويجة وتلعفر، لكن مراقيين يرون أن التنظيم الارهابي يتجه بعد الموصل إلى المناطق الغربية البعيدة على الحدود العراقية السورية.
العالم – العراق
ويرى مراقبون ومطلعون على شؤون الجماعات المتطرفة أن خيار “داعش” المقبل للبقاء أو العودة إلى المشهد بعد الموصل ربما يكمن في اللجوء إلى موجات من العمليات التفجيرية لأحداث صراع الهوية المذهبية خاصة في مناطق ذات أغلبية شيعية في وسط وجنوب العراق، فيما يرى آخرون لجوء “داعش” إلى مدن البوكمال والهجين والقائم التي أطلق عليهم ولاية الفرات في شباط 2015، إضافة إلى أقصى غرب العراق الذي يتبع ولاية الجزيرة المفترضة لـ”داعش”، وذلك كاستراتيجية مدن بديلة بعد الهزيمة المرتقبة في معركة الموصل.
وإذ استعصت المناطق الغربية على السقوط منذ 2003 بسبب إيوائها لجماعات متشددة، ويتواجد فيها عصابات تهريب، وبعض مناطقها زراعية غنية بزراعة الحبوب والحنطة وحتى المخدرات، وفيها أيضا أراضي صحراوية شاسعة، إضافة إلى شقوق أرضية كثيرة تصلح كمخازن عسكرية ولوجستية، وتصلح معسكرات تدريب ومتداخلة عشائريا مع مدن الحد السوري الشرقي، وتوجد بين هذه المناطق مشتركات اقتصادية كبيرة .
محللون أمنيون يرون أن عاصمة “داعش” الحقيقية هي أقصى غرب العراق وهي محمية عسكرية بالبؤر الصعبة من الجانب السوري دير الزُّور والبوكمال والهجين ومن الجانب العراقي القائم وصحراء القيروان وجزيرة الثرثار وبادية البعاج، وهي ممر لكل عمليات التنقل العسكرية والتجارية خاصة بعد تنامي محاولات “داعش” للسيطرة على كامل حوض الفرات بين العراق وسورية بعد أن قامت وحدات “داعش” المعرقلة باستهلاك ما يقارب 350 عملية انتحارية في 120 يوم من معارك الموصل.
أما في جنوب غرب كركوك، ينشط “داعش” بالاقتراب من حقول علاس وعجيل ومن أطراف كركوك البعيدة ومن الساحل الأيسر من الشرقاط، لإفشال استعدادات استعادة المثلث المحصور بين الحويجة والزاب والشرقاط.
المصدر : NRT عربية