نشاطات المؤسسة

إشكالية الثقافة والهوية في العالم العربي

كلمة الدكتور عبد الحسن الأمين حول الثقافة والهوية في العالم العربي

الندوة الاسبوعية لمؤسسة الابرار الاسلامية بتاريخ 15 ديسمبر 2022

المادة معقدة. نحن صحافيون ولسنا فلاسفة.

الثقافة والهوية كلمتان معناهما مقلق وقلق. مقلق بمعنى عدم الاتفاق على مصطلح بين اصحابه والذين يطلعوون على المادة الثقافية، ولان المدعى عنه اكبر من الواقع الذي هو فيه. كل يقول انه مثقف، والثقافة تعني الاطلاع الواسع والقدرة على التحليل. المثقف هو الذي يعرف وقرأ ولديه معلومات كثيرة.

الهوية أعقد بكثير فهي شيء فيه رمز وثقافة. تطلق على بعض الناس هوية وقد يكونون كذلك وقد لا يكونون.

اذا قلت مسلمون، فماذا تقصد بهم؟ أهم الذين ولدوا من  ابوين مسلمين ام الذين توصلوا لايمانهم بالدليل.

الثقافة هي اطلاع ومعرفة وقدرة على ابداء الرأي.

ستقسم الناس الى مثقف وغير مثقف داخل الهوية الواحدة. كلما توسع عدد المثقفين كان المجتمع اكثر تطورا.

سيظل هناك فكر وهناك مفكرون يرسموون الدرب للآخرين. ان تكون حاملا للفكرة شيء وان تطبقها شيء آخر. هناك من يعيش الافكار ولا يدفع ثمنها.

من هو العربي؟

باختصار الذي يتكلم اللغة العربية. قد يكون من عدنان وقحطان، وفي مجال الاسلام، العربي يعتبر نفسه مسلما اولا. كل انسان ينتسب الى شيء ابعد بكثير من معناه الحقيقي.

نحن امام مشكلة الثقافة والهوية. هل الثقافة منتسبة دائما لهوية معينة؟

هل انا معني لانني اعرف كثيرا عن بلدي؟ ام انني مطلع اكثر على البلدان الاخرى.

المهم ان تكون مطلعا على الثقافة وحاملا لها ومتصفا بصفاتها.

هناك مثقف عربي وبريطاني وصيني. هؤلاء جميعا لهم علاقة بمجتمعاتهم.

اصبح الحصر للثقافة بهوية معينة صعبا. بل اصبح غير حقيقي، لاننا نجد بعض المثقفين في البلدان التي يسموونها متطورة لهم تاثير على كل الثقافات في العالم. كتاب يصدره فرنسي له اثر اكبر من كتاب يصدره عربي او افريقي.

الهجرة الى اوطان اخرى اصبحت ظاهرة واضحة. هناك هجرة مفكرين ومثقفين.

من المصطلحات الصعبة حسب مالك بن نبي عن الثقافة انها كالدم التي يجري في جسم الانسان. الكريات الحمراء تعطي الجسم حيويته.

ثقافة النخبة وثقافة العامة. ان تكون الثقافة قادرة على الوصول لاشخاص وغير قادرة على الوصول لآخرين هذه ليست ثقافة

بعض اصحاب الهويات يتخلون عنها ويتشبثون بهوفات اخرى

ذهبنا كعرب للثقافة الغربية بشكل كبير.

اذا مررت ببعض احياء المدن العربية حتى الشعبية لو تأملت باسماء المحلات تجدها بكلمات اجنبية.

اذا استمعت الى متحدث في التلفزيون تسمعه يتقن اللغة الانجليزية او الفرنسية اما بلغته فيتحدث بالعامية. اللغة العربية هي التي حملت الدين والدين هو الذي هذب اللغة العربية. باللغة العربية والاسلام تكونت هويتنا.

اذا اخذنا علماء المسلمين، معظمهم ليسوا عربا ولكنهم تكلموا العربية. المسلمون غير العرب يقرأون القرآن بالعربية ويصلون ويدعون. لهم دور في المعرفة الدينية والاجتماعية.

نحن امام وضع جديد كثقافة وكهوية، لا ندري هل ان ثقافتنا العربية هي التي تتطور ام نحن متاثرون بالثقافة الاجنبية؟

نعيش كثيرا على الفكر المترجم او المكتوب باللغة الاجنبية.

يكفي ان يكون لاحدنا موقع متقدم في بلد اجنبي ليصبح شخصا مهما في دولة عربية. معظم النخب العربية لا يعيشون في العالم العربي ويدرسون هناك. حتى اللغة العربية اصبحت الجامعات التي تدرسها اجنبية.

الجامعات التي تدرس بالاجنبية اكثر من التي تدرس بالعربية

نجد هيئات دينية. ومن الذين يحملون النضال العربي يركزون على تدريس اللغة الانجليزية وبشلك اقل الفرنسية.

العلوم تدرس باللغة الاجنبية. يكفي لطبيب ان يكون حاملا جنسية اجنبية لكي يعين في وزارة بدولة عربية. هذا الغمط للغة العربية غمط دستوري احيانا.

فمن نحن الآن؟ اذا اخذنا الضجة الاخيرة حول هوية الاولمبياد

في مقوماته الاساسية هل كان العنصر العربي؟

ما حظ بالعرب فيه؟ صحيح فرحنا بفوز المغرب. هذا الفوز ليس تطويرا للعالم العربي وانما اضافة لعامل مع الغرب. الغرب مهيمن علينا بهويته وبهويتنا التي انصاعت لهويته.

اين نقف اذن؟

هل نحن متفقون على الهوية العربية والثقافة العربية؟

هل كان الكاتب المصري له الاولوية؟

هل ادباء العراق الذين كان يضج بهم العراق موجودون الآن؟

اين هو الانتاج الثقافي العربي؟

هل تقدمنا ام تأخرنا؟

هل اصبح العرب اكثر اسلاما ووحدة؟

الاسلام يفرقنا الآن. كان الاسلام يوحد ايام النضال ضد الاستعمار ويقرب الدول الاسلامية لبعضها.

اين هي سوريا والعراق وليبيا؟

لن اتحدث عن فلسطين فهي قصة اخرى.

الهوية العربية لديها صراع داخلي.

الهوية الاسلامية في ازمة لانها افرزت تيارات متصارعة.

لدينا ازمة اكبر من ازمتنا في القرن التاسع عشر عندما بدأت الدولة العثمانية تنهار امام الزحف الغربي.

كان هناك الافغاني والنائيني والكواكبي رسموا خطوطا للعرب، ولكنها تراجعت. لا نجد من ينظر للثقافة العربية.

اصبحت الثقافة مشتتة واصبحنا نلتهم ما يصلنا من الغرب بغثه وسمينه. بدأت الثقافات التي تقرب الى السلطة والحكم والاستبداد احيانا هي القائمة.

نحن جيل عشنا على شعارات وحدوية وعربية. لا نجد الكتاب العربي الذي يرد على اسئلتنا. لا نجد المفكر العربي الذي يقدم لنا نظرته لوحدة العرب وتقدمهم، بل نجد المروجين للصراعات العربية. يكفي ان تنظر الى الصحافة  العربية. اين الصحافة اللبنانية والمصرية والكويتية مثلا؟ هذه امور مؤذية للهوية والثقافة

لا نستطيع ان نكون اصحاب هوية اذا تخلينا عن الدين كدين عام، الاسلام والاديان التي تتعايش معه وكذلك اللغة العربية.

الارساليات بنت مدارس تروج للغات الاجنية ولكنها كانت تطرح اللغة العربية لجذب الجماهير العربية، اما الآن فاللغة العربية هي الرائجة. فهل ننحن على طريق العولمة بكل صفاتها؟ هل هذا التركيز على الشكل وليس المضمون مفيدا؟

هناك فرق بين مجتمع يكون للرجل والمراة هوية واضحة وعائلة تقوم شخصيته.

نلخص الامر

لو اخذنا بقعة من الوطن العربي ودرسنا ما حدث بها من تطورات

من بداية القرن العشرين حتى الآن سنجد ان هذه البقعة تراجعت في انتمائها وثقافتها واصبحت في قوالب معبأة من خارج منطقتنا في فكرها وانشائها. لم يحدث تطور. صحيح اصبح لدينا تلفزيون وتلفون ولكن كل من هذه التطورات اصبح يبعدنا عن هويتنا وثقافتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى