نشاطات المؤسسة

الخطاب الإعلامي في القرآن الكريم

الاستاذ كرار السالمي

في مؤسسة الابرار الاسلامية بتاريخ 30 مارس 2023

مقدمة:

كرامة الإنسان ومنصبه الإلهي في الخلافة يتلخص في لسانه وقدرتة على النطق.

(ادلة من القران: عَلَّمَهُ ٱلْبَيَانَ- وَقُولُوا۟ لِلنَّاسِ حُسْنًا – فَقُولَا لَهُۥ قَوْلًا لَّيِّنًا – وَأَخِى هَـٰرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا – قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى- وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ- وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ قَوْلًۢا بَلِيغًا).

الكلام عن الدين في الإعلام وكيف يتسنى للدين أن يصل الى مخاطبيه عن طريق الماكنة الاعلامية الحديثة (العلمانية[1])، بعد ان كان المسجد والسوق والديوانيات والتجمعات الشعبية هي الاعلام. أما الآن اصبحت هناك دراسات تعتني بهذا الموضوع. فعندنا على سبيل المثال:

الدين في الاعلام[2]

الاعلام في الدين[3]

الاعلام الديني[4]

الدين الاعلامي[5]

وكذلك دراسات في:

فقه الاعلام[6]

حقوق الاعلام[7]

اخلاق الاعلام[8]

وهي من العلوم الحديثة في المجتمعات الاسلامية المهتمة بالاعلام الهادف.

ولكن عنوان الحديث في هذه الليلة هو الخطاب الاعلامي في القران الكريم، بمعنى هل هناك دلالات او اشارات على اهتمام القران بالاعلام، وإذا وجد، فكيف لنا ان نتعلم منه صياغة خطابنا الدينى بشكل يتناسب مع منهجية الاعلام المعاصرة.

المحاضرة:

بعد هذه المقدمة، يمكننا أن نقول بان كل خطاب بشري يتكون من رسالة او رسائل، فنحن نحمّل المعنى المقصود الذي في أذهاننا، على الكلمة والصورة ثم نبعث بها الى الوسيلة (وجمعها وسائل) لينقلها الى المخاطب الذي ينتظر المعنى من الرسالة المرسلة عبر الوسيلة الاعلامية.

الرسالة وتقابلها لفظة (message) هي المعلومة المنتقلة اما عن طريق الكلام، الكتابة، الصورة والعلامة والتي من اجلها تبنى علاقة وارتباط بين طرفين. وتشمل اخبار، افكار، عقائد، آراء، احساسات،.عواطف والخ.

الارتباط او التواصل  communicationهو عملية نقل الرسالة من المبدأ (متكلم، كاتب، مخترع) إلى المقصد وهو المتلقي او المستهلك، مشروطة بحصول ارضية مشتركة للتفاهم ونقل المعنى عند المتلقي.

الرسالة هي ما يرسلها المرسل إلى المتلقي بهدف التأثير عليه واقناعه. وهي واحدة من اربعة اركان الارتباط الاساسية. الذين هم عبارة عن:

المرسِل، (دولة، شركة، مؤسسة خدماتية، مؤسسة دينية، منظمة عالمية، حزب، تجمع، مسجد، فرد والخ)

الرسالة،

الوسيلة

المخاطب، وانواعه هي:[9]

أهم عنصر من العناصر الاربعة اعلاه هي الرسالة. يتليها في الأهمية عنصر المخاطب حيث يحضى باهتمام بالغ من قبل وسائل الاعلام المحترفة. وهو المقصود والهدف (كسب انتباهه، تغيير قناعته، ضمه لمتابعيهم).

والتبليغ الديني لا يتوفق بدون معرفة المخاطب واحتياجاته. وما يجعل مجال التبليغ الديني حساس ومهم هو حصول تصادم بين حاجة المتلقي ومصلحته. فليس كل ما يحتاجه المخاطب هو من مصلحته وهذا قرار يعود للحاكم العادل، لولي الفقيه، للمرجع الاعلى في الامة، للمؤسسات الدينية لتشخيص المصلحة العامة.

الرسالة المؤثرة مثلها كالحبل يشترك به طرفان. الاول يصنع/ يهندس والآخر يركب الرسالة حسب سعة ادراكه فيحصل على معنى معين يستقر في عقله او ذاكرته او وجدانه. ولهذا فإن الرسالة النافعة هي تلك التي تحدِث في وجود المتلقي حركةً وتغييراً او تفاعلاً. فإذا لم يحصل التفاعل بطل مفعول الرسالة.

للرسالة الناجحة مراحل نشأة فهي لا تتولد بعد اتمام صياغتها، بل تبدأ عندما تولدت الفكرة في وجود المرسل وذهنه. تلك هي المرحلة الأولى لحياة الرسالة وعليه يتبين كم هي مهمة عملية التواصل البشري.

وما يعطي الرسالة روح نابضة، هي قدرة المرسل على استحضار شروط المتلقي الفكرية، والتي تجمع عدة عوامل:

مستواه العلمي، الثقافي، الاجتماعي، العائلي، المعيشي، العملي، الديني، الجغرافي بمعناه الزماني والمكاني. ومن هنا يتضح لنا عظمة القران الكريم في الحفاظ على علاقته بالبشر برغم تنوع الازمنة والأمكنة لمخاطبيه.

ولهذا النجاح اسباب يمكننا تحليلها، واسرار يصعب علينا كشفها.

لعل من تلك الاسباب:

ان القران يخاطب الفطرة السليمة، (يهدي الى الرشد- ۲ الجن)

لأنه بلسان عربي فصيح، (وكذلك انزلناه قرانا عربيا- ۱۱۳ طه)

لأنه سليم من التناقض، (لا ريب فيه)

ينظر إلى مصلحة المخاطبين وليس المرسل لأنه غني، (انه كان بكم رحيما- ٦٦ الاسراء)

يحاكي الحياة الدنيا وما بعدها، (ولا ينبئك مثل خبير- ۱٤ فاطر)

يحاكي الروح قبل البدن (كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا)

لأنه يتسم بالإعتدال والوسطية وبعيدا عن التطرف او الإفراط والتفريط، (وكذلك جعلناكم)

متنوع ليس ملول. فيه ما يكفي من الامثال والقصص والعبر والحكم والنصائح ليقنع المخاطبين بأنه احسن الحديث وانفع القصص.

نموذج هارولد لازفل

لتحليل عملية التواصل حسب نموذج هارولد لاز- ول[10]، علينا ان نعرف الإجابة على التالي:

من خاطب     وماذا ارسل     ولمن ارسله     بأية طريقة     وتحت اي مؤثرات.

وسائل الإعلام:

في المقابل عندنا في حياتنا المعاصرة حقيقة صعبة، علينا التعامل معها بحذر وأن نحسن الإستفادة منها هي سلطة وسائل الإعلام المتنفذة في كثير من شؤون حياتنا.

علينا ان نعلم بأن خلف كل رسالة (والرسائل على اربعة انواع كتابة، علامة[11]، كلام، صورة) تكمن خلفها فكرة نابعة من ايدولوجية المرسل. بالاضافة لذلك يقول المفكر الاسلامي المعاصر د. حسين نصر “كل حاجة وبضاعة مستوردة تكمن خلفها قيمة/ value” حسب نظريته.

نعود لنقول ان خلف كل رسالة في وسائل الاعلام قيم فكرية يحاول مهندسوها ايصالها للمتلقي إما بشكل علني او مستتر.

سؤال:هل المتلقي مغلوب امام السلطة الإعلامية؟

الجواب: كلا. لدية القدرة على التفكير والتحليل وإظهار الوعي والنباهة. ”  ٦ الحجرات يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۢ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوٓا۟ أَن تُصِيبُوا۟ قَوْمًۢا بِجَهَـٰلَةٍ فَتُصْبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَـٰدِمِينَ”.

نعم قد يكون محكوم بأمر الواقع ولكنه ليس مغلوبا قط. الاعلام المعادي يحاول أن يأخذ بأيدي مخاطبيه الى الجهالة وهي الطامة الكبرى للعقل والوجود.

عليك أن تشعر بثقة كاملة بأنك حر في تركيبة الرسالة فلا تخضع لكل ما يقوله. ركب المعنى حسب رؤيتك الكونية في الحياة، عش حرا.

مزايا الاعلام الحديث:

للاعلام الحديث مزايا ومنافع لم تكن متوفرة من قبل:

وفرة النشاط الاعلامي، كثرة الفضائيات، تنوع البرامج، اختراع تقنيات التسجيل السريع والخزن الهائل للمعلومات. وضوح الصوت الصورة، نقل المعلومة عبر الحدود (فكرة القرية الصغيرة لمارشال مك لوهان). محاربة الاشاعات لوفرة الخبر والمعلومة.

ادماج تقنية الحاسوب في كثير من النشاطات الاعلامية مما سهل الوصول للمعلومة. هذه جميعها لم تكن متوفرة قبل ذلك.

فن نقد الرسالة:

على المسلم الواعي وبالخصوص ولاة الأمر ومن يتصدى لمسؤولية اجتماعية، سياسية، عسكرية، ثقافية، اقتصادية وغيرها، أن يكون لهم القدرة على نقد وتحليل الرسائل المتبادلة في الحياة، سواءً على مستوى وسائل الإعلام ام على المستوى الفردي. فلكل رسالة الخصوصيات التالية وعلى الناقد أن يقرأ ما بين السطور:

  1. الرسالة تكشف المحيط الثقافي لمهندسها
  2. الرسالة تكشف رؤية مهندسها من الواقع الحياتي
  3. الرسالة تكشف نوايا مهندسها وما يفكر فيه
  4. الرسالة تكشف مقدار احاطة مهندسها بمخاطبيه
  5. الرسالة تكشف ردود فعل المخاطبين المحتملة
  6. كل الرسائل بطبيعة الواقع، تحتاج الى تفكيك شفرة الرموز والى نقد وتحليل. ولكن إذا كان تفكيك الشفرة والنقد والتحليل ناقصين فقد يؤديان الى تقييم ناقص، واذا كانت هذا التقييمات لتستخدم في سياسات الدولة للبناء او المجابهة، فقد تؤدي الى أزمات في حياة المجتمع. ولعل الكثير من الأزمات الاجتماعية كانت نتيجة نقد وتحليل قاصر لرسائل متبادلة.

الحرب الناعمة، تعريفها:

هو كل اسلوب نفسي ونشاط اعلامي يصب لتضعيف ارادة المخاطب على المواجهة وبالتالي يؤدي الى استسلامه.

الحرب الناعمة نوعين: نفسية وعملية.

خطورة الحرب الناعمة هي ان تحول افراد المجتمع المستهدف للقيام بما ترغب به الماكنة الاعلامية وتحقيق اهداف العدو. فلذلك لا يحتاج عدوك لسلاح ولا لجيش.

الحرب الناعمة مبنية على نظرية: ازرع، راقب ثم احصد. وتبدأ بغرس شبهات في اذهان المستهدفين، ثم يغذوها قطرة قطرة ولما يطمئنوا من نموها، يقطفون الثمار.

المستهدفون في الحرب الناعمة هم البشر (بالخصوص النساء والاطفال، الشباب الواعي، والناشطون في المجتمع، المفكرون واصحاب القلم والتأثير)، ورسائلها هي شعارات وبيانات (صادقة وكاذبة)، الهدف هو تغيير القيم الاجتماعية والدينية، والاطاعة العمياء لتنفيذ المشاريع ونشر الفساد.

خصوصيات الصياغة السليمة والمحتوى المفيد للرسائل:

ان تكون الرسالة بسيطة التركيب بعيدا عن التعقيدات والتناقضات

ان تكون المعلومة فيها صحيحة ودقيقة معتبرة

ان تكون الرسالة قوية، مقتدرة ومشوقة. (واعدوا لهم ما استطعتم، فخذها بقوة وأمر قومك، خذوا ما اتيناكم بقوة، يا يحيى خذ الكتاب بقوة).

ان تكون واضحة المطلب

ان تكون مرتبطة وذو صلة بالموضوع

ان تكون الرسالة بارزة وجاذبة للإنتباه

ان تكون متناسبة مع الجو الثقافي ومتنوعة التركيب

أن تكون متكافئة مع وسائل التواصل المستعملة (جريدة، كتاب، مذياع، تلفاز، حاسوب)

ان تتضمن الرسالة مقترح للمرحلة القادمة لهدف استدامة التواصل مع المخاطَبين

واخيرا وليس اخرا، مهم جدا ان تكون قد عبرت مرحلة التقييم والامتحان (ربما يستعان بشخص او لجنة).

بما ان عنوان المحاضرة هو الخطاب الإعلامي في القرآن الكريم، نقول:

كما سيتضح لنا من استنتاجات بحثنا الاكاديمي في القران، أن أكثر آيات الخطاب القرآنية هي تخاطب الجمع قبل الفرد، وبهذا دليل على اهتمام السماء بالمجتمع ومصلحته قبل الفرد وحريته وهذا يجرنا الى ظواهر حديثة تحت شعارات حرية الفرد والدفاع عنها، لتفسيخ وتمويع المجتمعات المسلمة. فبنظر القران مصلحة المجتمع ثم مصلحة الفرد. (وبالطبع لو كان الفرد مؤمنا حقيقيا بشريعة السماء، ما كان ليحصل اية تعارض بين المصلحتين).

الاسلام يطلب من الفرد تهذيب سلوكه لخدمة المصلحة العامة للمجتمع الصالح. على عكس مجتمعات الحداثة التي تتشدق بمفهوم الفردانية individualism والتي نشهدها اليوم من قلة يتحكمون بمصير الاكثرية. الثقافة الاعلامية الغربية مستعدة لسحق شعب وشعوب من اجل مصلحة افراد في سدة الحكم وادارة الاقتصاد. لا ننسا ان الاعلام يستغل المساحات الغير مأهولة بين الابيض والاسود في عالم المفاهيم، فتنتج ازدواجية المعايير. فمثلا مفاهيم مثل الديمقراطية، الحرية الفردية او المؤسساتية، المصلحة العامة، الامن القومي، هي من المفاهيم الواسعة العامة التي لا يوجد لها تعريف محدد وكذلك مفهوم الراي العام فهي كالعجينة يتصرف بها اصحاب القرار لصناعة ما يشتهون.

أما عن اطروحة البحث:

بادر إلى ذهني وكان هاجس عندي قديم يدق في أعماقي عن بلاغة الخطاب الإلهي للآيات التي تبدأ بحروف النداء “يا”، فحصلت على ٦٤٦ آية جمعتها في أربعة جداول كالآتي:

مشخصات المتكلم المخاطب مثال
جدول ۱ يا

 

 

(وعددها

۱٨۹)

الذات الإلهية (او الملائكة بالوكالة) البشر وغير البشر يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا، قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، يَا أَيُّهَا الرَسُول، يَا آدَم، يَا مُوسَى، يا معشر الجن والإنس، يا إبليس، يا سماء ويا أرض، يا جبال والطير، يا نار،
جدول ۲ قل يا

 

(وعددها

۱٦)

الذات الإلهية الرسولص بالدرجة الأولى ثم الكل/متنوع قُل يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ، قُل يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، قُل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا، قُل يَا قَوم
جدول ۳ قل

 

(وعددها

۲٨٨)

الذات الإلهية الرسولص بالدرجة الأولى ثم الكل/متنوع قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ، قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ، قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ، قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ
جدول ٤ يا

 

 

 

(وعددها

۱٥۳)

البشر والحيوان والشيطان (غير الذات الإلهية) البشر وغير البشر يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ، يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ ، يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ، يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ، يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا، يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا، يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ، أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا، وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ  وامثالهم.

 

قمنا بعمل مقارنة إحصائية بين الجداول في محاور معينة. وضعنا في كل جدول المعايير التالية:

نوع المخاطب: هل المخاطب بشر ام من غير البشر؟ فإذا كان بشرا، فهل المخاطب فرد ام جماعة؟

نوع الخطاب: هل الخطاب سؤالي، خبري، امري؟ فإذا كان أمري فهل هو امر مثبت أم أمر نهيي؟

محل نزول الآية هل كان في مكة ام المدينة؟

علمنا احصاء عددي/ كمي للمتغيرات او المؤشرات التي اخترناها وبدأنا نقارن الفارق والتشابه الموجود بين فقرات الجدول الواحد وبين نتائج جدول مع آخر. وكذلك عملنا احصاء كيفي أن نقف عند بعض العلامات ونثير الانتباه إليها. فمثلا مفردة قل التي تصدرت قرابة الثلاثمائة آية قد تبدو للقارئ بمفهومها الظاهري بمعنى تكلم، اوصل الرسالة. هي كذلك ولكن لها ابعاد اخرى اوسع من مجرد نقل رسالة او كلام. مثلا هي تشير الى مفهوم التبليغ ووجوبه، هي تشير الى ضرورة المشاركة في الحياة الاجتماعية ان تكون بين الناس في مهرجاناتهم الثقافية والسياسية على مستوى البلد والعالم، هي المشاركة الفاعلة. قل تعني اذهب الى السوق والشارع والجامعات احضر وتفاعل مع هموم الناس وتوجهاتهم وطموحاتهم وافكارهم، لكي يسهل عليك ارشادها. قل هي استمرار ل قم فأنذر، اذهب وقل وقل وقل حتى يعلموا ويتفقهوا ويرشدوا.

ما يجب فعله:

  1. الرجوع الى الذات والتمسك بحبل السماء وهو المنهاج الديني الحنيف، بروحية الفطرة السليمة وليس بروحية التحزب والتعصب والتمعقل.
  2. المؤازرة يجب ان يقوي وينصر بعضنا بعضا.

(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱصْبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟) (وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَٱجْعَلُوا۟ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ) وهذا ما نشهده للجالية اليهودية كيف يعيشون في احياء جنب بعضهم البعض.

  1. يجب النهوض بتوعية المجتمع المسلم اعلاميا، وتشكيل دورات تخصصية وندوات ومحاضرات لتحليل وتفكيك الغاز اساليب ماكنات الاعلام. Media awareness

 

انتهى

[1] – وهي مبنية على مفاهيم مثل : ترجيح المسؤولية (قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله- عمل بلا توقع للمدح من الاخرين)، ترجيح الغاية (فكرة الماديين الغير مؤمنين بالحساب)، ترجيح المنفعة (جلب السعادة عن طريق كسب اللذات وتقليل الآلام).

[2] – كل البرامج الدينية التي تنشر من الاعلام بغض النظر عن توجه الشبكة الاعلامية. فكل ما ينفع الناس في مجال التفقه في الدين هو يقع ضمن هذه الفقرة. من اهم نشاطاتها يجب ان تكون نشر فقه المعاملات قبل العبادات.

[3] – عندما يدخل الاعلام لتغطية حدث ديني او مناسك دينية، فيكون الحدث ديني ولكن التقرير اعلامي حسب صياغة القناة الناقلة والمراسل الحاضر واصحاب القرار وقد ينشرون التقرير بنفع الدين وقد لا يحصل ذلك.

[4] – هو ان تخرج وسيلة الاعلام من قالبها السكولاري الى خدمة الدين فقط.

[5] – عندما يتغير ناشر الدين من الحوزات الى ناشر جديد هو الاعلام بغض النظر عن ميول المؤسسة الاعلامية. عندما يسوق الاعلام الدين بضاعة كبقية البرامج. مفاهيم دينية متأثرة بالاعلام وهي تختلف عن الطقوس التي يمارسها الفرد في محرابه مع الله تعالى. فبدل ان نأخذه من جامع الازهر، نأخذه من قناة الصفا الوهابية. او بدل ما ناخذه من الحوزات، اخذناه من قناة شيعية متطرفة.

[6] – في فقه الاعلام يتم اخضاع نشاطات المؤسسة الاعلامية لوجوه الففه من الحلية والحرمة والاستحباب والكراهية في القيام باعمال ونشاطات مختلفة في مجال الاعلام. ولذلك لمنع انتشار المفسدة في المجتمع. لا يجوز نقل خبر مكذوب، ولا يجوز نشر الاكاذيب والشائعات، لا يجوز الحاق الضرر بالمجتمع المسلم، لا يجوز الكذب والغيبة والقذف واهانة المقدسات الدينية.

[7] – حزمة قوانين يتم الاتفاق عليها لحفظ الامن والعدالة الاجتماعية، ولها حماية قانونيةـ فلا يمكن تجاوز حدودها. وبموجبها يمكن تقديم جريدة، فضائية، او صحفي للمسائلة والجزاء. فهي اجراءات نظرية بينما اخلاق الاعلام هي سلوكيات عملية.

[8] – بنود في اخلاق العمل في مجال الاعلام من نظرة علمانية ولا علاقة لها لأخلاق الديانات السماوية. فهي مجموعة سلوكيات يتم الاتفاق عليها مراعات لمشاعر المخاطبين ولكسب ثقتهم في المؤسسات الاعلامية. ولا يعاقب من لا يتمسك بها.

[9] – يتم تقسيم المخاطبين حسب الطلب والحاجة البحثية: فمثلا:

عمره، جنسه، قوميته، شغله، دينه، معتقداته….

مدخن، رياضي ام كسول…

مخاطب بالقوة ام حاليا هو من مخاطبينا، معنا ام ضدنا…

فقير ام مترف، تقنية التحميل عندهم عالية ام ضعيفة فلا يمكن ارسال ملفات رقمية ضخمة له

يستمع الى المذياع ام التلفاز، وهل يهوى البرامج التسلية، الرياضة، الاخبار،

نشط ام خامل، يرغب في برامج الاطفال، ام برامج الاقتصاد وغلاء المعيشة والتورم الاقتصادي

[10] – Harold Dwight Lasswell (1902-1978) was a leading American political scientist and communications theorist.

عالم امريكي متخصص في علم السياسة والاجتماع.

[11] – Charles Sanders Peirce يقسم العلامات الى ثلاث:

Icon صورة او ايقونة. العلامة التي ترتبط بمدلولها عن طريق الشبه المادي الظاهري. كعلامة الصيدلية، والحلاق مقص ومشط، مدرج وطائرة يعنى مطار.

Index مؤشر ودليل. العلامة التي ترتبط بمدلولها عن طريق العلية. صوت موقف السيارة المخيف عندما تسمعه من المذياع/ الراديو، يحصل عندك قناعة أن الوضع خطر وقد يؤدي الى كارثة. العلاقة بين الدخان والنار، وبين علائم المريض والمرض كلها من المؤشرات.

Symbol رمز. علائم موضوعة متفق عليها يجب تعلمها كالعلم والأرقام والكلمات وعلامة النصر باصبعين. بينما العلم الأبيض هو “مؤشر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى