فكر إسلاميمؤتمرات وندوات

خطوات عملية لحل مشاكل الامة الاسلامية

الشيخ حميد شهرياريhamid

رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية – ايران

كلمة القيت في مؤتمر منتدى الوحدة الاسلامية الثالث عشر الذي اقيم عبر العالم الافتراضي 3-4 يوليو 2020

الاختلاف سنة الله فى كونه !!.. لما خلق الله عز وجل الكون لابد من الإقرار بحقيقة أن الاختلاف سنة من سنن الكون، وأن التنوع إرادة الله في كونه، ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مختلفين﴾. الإقرار بالاختلاف هو بداية تجنب الصدام مع الاخر.

نعمل ضمن مجمع التقريب على ما أوصى به قائدنا.

رأينا ثلاثة اتحادات، الاتحاد السوفياتي، الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي. سقط الاتحاد السوفياتي. الولايات المتحدة استمرت ولكنها انتهكت الحقوق حتى اصبح هناك شعار: (لا نستطيع التنفس). الاتحاد الأوروبي يعتبر ناجحا نسبيا.

حتى العام 1945 كان العالم مقسما بين محورين. في الحرب العالمية الثانية قتل اكثر من 75 مليون انسان. بعد 75 سنة ما تزال الجهود مستمرة لتوحيد القوى. هناك إشكالات حول عملة اليورو.

الدول الإسلامية ما تزال تبحث عن الوحدة. هناك حدود بين البلدان الإسلامية نفسها وهناك صراعات داخلية في ما بينها. هذا يؤدي الى مشاكل بين الامة الاسلامية. علينا ان نتبع اربع خطوات في هذا المجال:

الأولى: تجاوز الفرقة والعداء في ما بيننا. الإسلام يركز على تفادي الحرب والصراع، والتركيز على السلام والصلح. يجب ان يقام السلام بين اية فرقتين عندما تتصراعان.

أعداء الوحدة الإسلامية يبحثون عن مداخل للسيطرة على ثروات الامة من اجل تحقيق أهدافهم الشريرة؟

نرى اليوم ان أمريكا عندما طلب منها البرلمان العراقي الرحيل تقول: دفعنا أموالا ولا نستطيع المغادرة وفي سوريا يقولون نحن نحارب داعش، ولكنها تسعى لمصادرة ثروات ذلك البلد خصوصا النفط. علينا السعي للبحث عن سلام عادل، فاذا اعتدى طرف على آخر فعليه ان يتوقف او يعمل الجميع لوقفه ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾. هذا يعني ان الشرط الأساس إقامة العدل.

السلام المفروض غير العادل مرفوض من قبل القرآن الكريم. البلد الذي يعتدى عليه يجب ان يحصل على حقوقه وتعويضاته. هذا هو العدل والسلام. اذا كان هناك حرب او اعتداء، اقيموا السلام في ما بينهم.

لا بد من إقامة حكم الله. لا بد ان يؤخذ من الظالم للمظلوم.

هذه مباديء نستطيع استخدامها ونستخدمها لاقامة الوحدة الاسلامية.

في البداية يجب العمل لمنع قيام أي خلاف في العالم الاسلامي. شوارع العالم الإسلامي يجب ان تكون آمنة، ليس كما فعلت داعش في سوريا والعراق. ولا كما يحدث في بعض شوارع المسلمين، بعض اتباع هذا المذهب يقتل مثلا.

(كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه). لقد حرم الله قتل الانسان. حديث عن البخاري والكافي: لا يجوز هتك حرمة المسلم، او الاعتداء على منزله او عرضه.

الصراع يحول العالم الإسلامي الى الضعف والتراجع. المجتمع الذي يحدث فيه الصراع لا يستطيع التوحد. علينا تجاوز الخلافات المذهبية. علينا ان نلتزم باسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾.

عندما انتشر مرض كورونا مؤخرا هرع البعض لكسر المتاجر ونهب محتوياتها في المدن الغربية، ولكن في المدن الإسلامية سعى الكل لمساعدة بعضه البعض.

الخطوة الثالثة: تفادي الخلاف والاعتداء اللفظي والاهانة.

لقد سمي الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم بالكاذب، ولكنه تجاهل كل ذلك وتسامح مع من اهانه،  ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾.

عندما تواجه الكفار لا تهينوا مقدساتهم لانهم سيهينون معتقداتكم. يجب ان نروج الاحترام المتبادل.

لكي نصنع امة موحدة، علينا ترويج الاخوة في ما بيننا. علينا ان نقرأ حياة محمد واخلاقه. لا بد ان ندعو الجميع الى عدل حقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى