ادب الاختلاف في الاسلام

كلمة السيد هاشم الموسوي (امام المركز الاسلامي في انجلترا) – لندن

كلمة القيت في مؤتمر منتدى الوحدة الاسلامية الثالث عشر الذي اقيم عبر العالم الافتراضي 3-4 يوليو 2020

بسم الله الرحمن الرحيم

وحدة المسلمين مهمة في العالم الاسلامي، وهذا لا يعني تجاهل الهجمات الاعلامية لتدمير نقاء الاسلام، والتأثير على وحدة المسلمين.

الوحدة غير ممكنة بدون علم.

التفرق سببه في الاعم الاغلب غياب العلم والوعي، وعي النفس ووعي الآخر.

اول اسباب الوحدة القرآن الكريم، هناك اكثر من 50 آية تتحدث عن الوحدة والاختلاف وكيف يمكن تحقيق الوحدة لحل الاختلاف.

بعد التوحيد اهم قضية يركز الاسلام عليها هي وحدة المسلمين، اعتصموا، اصلحوا، ألف بين قلوبكم، امة واحدة، اصلاح بين الناس. لذلك علينا ان نعرف اهم مقومات الوحدة في القرآن والسنة؟

اهم مبدأ للوحدة، الاخوة الاسلامية التي نص عليها القرآن واكدها الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم.

شرع الاسلام قانونا يرسم العلاقة بين الافراد المسلمين.

من خلال الآيات المذكورة تلاحظ قوة العلاقة بين المسلمين.

﴿وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما﴾.

والآية التالية: ﴿انما المؤمنون اخوة﴾. هنا تفصيل لسبب الاخوة. اهم اسباب الوحدة الشعور بالاخوة.

العمل للعدل والوحدة والتضامن من اجل تحقيق وحدة الامة.

بناء التواصل بين العقيدة والناس. تجد ذلك في سور الحجرات والحج. الامة الاسلامية يجب ان تستمع لذلك وتسير على درب الاخوة.

الله سبحانه وتعالى قال: ﴿محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار﴾.

كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يخشى ان يحدث الشقاق بين اصحابه، حتى انه قال انه اذا كانت قراءة القرآن سيؤدي للاختلاف فلا يقرأ، (اقرأوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فاذا اختلفتم فلا تقرأوه).

الاساس الآخر للوحدة تجده في السنة النبوية.

بعد وصول الرسول الى المدينة في السنة الاولى للهجرة في شهر رمضان، قام بالمؤاخاة بين المهاجرين والانصار. هذا التآخي تم تشبيهه بالحب بين الآباء والاولاد.

سبب آخر للوحدة: السعي لتجاوز الخلاف والتكفير بين المسلمين.

من استقبل قبلتنا وشهد شهادتنا ونسك نسكنا ووالى ولينا وعادى عدونا فهو مسلم. (ليس المؤمن بالطّعّان، ولا اللّعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء). علينا ان نتحدث عن ادب الاختلاف.

قصة من حياة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم.

بعد غزوة حنين حصل المسلمون على غنائم وقرر الرسول توزيعها على المسلمين. اعطى الرسول اغلبها للمهاجرين، ولم يعط كثيرا للانصار. اعترض الانصار واحتجوا، وطلبوا من سعد بن عبادة ان يكلم الرسول حول ذلك. فقال له النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم: “فأين أنت من ذلك يا سعد؟” قال: يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي، قال: “فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة؟” قال: “فجاء رجال من المهاجرين، فتركهم، فدخلوا، وجاء آخرون فردَّهم، فلما اجتمعوا أتى سعد، فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، فأتاهم رسول الله، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: “يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها في أنفسكم، ألم آتكم ضُلاَّلا فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟” قالوا: الله ورسوله أمنُّ وأفضل، ثم قال: “ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟” قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله، لله ولرسوله المن والفضل. قال: “أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدَقْتم ولصُدِّقتُم: أتيتنا مكذَّبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلا فآسيناك. أوجدتم عليَّ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفتُ بها قومًا ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء والبعير، وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به، ولولا الهجرة، لكنت امرءًا من الأنصار، ولو سلك الناس شعبًا وواديًا، وسلكتْ الأنصار شعبًا وواديًا لسلكتُ شعب الأنصار وواديها، الأنصار شعار والناس دثار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار”. قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسمًا وحظًّا، ثم انصرف رسول الله وتفرقوا، وفي رواية: “إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض”.

ما الدروس من ذلك؟ الاول: نحتاج لحوار عادل ومنطقي.

اذا نسي الشيعة اهل السنة فهم مخطئون.

الثاني: هي في حال الاختلاف علينا عرضه على القرآن وعلماء الدين لحله.

الثالث: علينا ان نقبل اوامر القيادة والرسول.

ما ان ادرك الانصار ان الرسول سيكون معهم نسوا الغنائم.

الرابع: مراعاة ادب الكلام والخطاب. اذا تحدثنا لبعضنا علينا ان نشجعهم على الاستماع.

الخامس: علينا ان نبدي سعة الصدر.