الأخبار

من يدير العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003؟

كان الهدف من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق هو تمهيد الطريق لديمقراطية مزدهرة، لكن الحكومات العاجزة التي انتُخبت منذ عام 2003 تركت كثيرا من العراقيين فريسة للإحباط.

ويقول عراقيون إن قادتهم لم يوفوا حتى الآن بوعودهم لإصلاح الاقتصاد ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات العامة المتدهورة ومكافحة الفقر والبطالة.

وبموجب نظام حكم قائم منذ إقرار دستور ما بعد صدام حسين عام 2005، يكون رئيس الوزراء من الأغلبية الشيعية ويترأس مجلس النواب سني فيما يتولى كردي منصب رئيس البلاد، وهو منصب شرفي.

وغالبا ما تتعرض هذه الصيغة لضغوط شديدة نتيجة للأجندات الطائفية، كما تخفق في منع إراقة الدماء.

وفيما يلي أبرز الشخصيات على الساحة السياسية حاليا:

-‬ الشيعة

يقود الشيعة رجل الدين متقلب المزاج مقتدى الصدر من جهة، ومجموعة من الفصائل المتحالفة في أغلبها مع إيران والمعروفة باسم الإطار التنسيقي من جهة أخرى.

-‬‬‬ مقتدى الصدر والتيار الصدري

الصدر زعيم شعبوي كان في يوم من الأيام خارجا عن القانون ومطلوبا حيا أو ميتا إبان الاحتلال الأمريكي، ثم بزغ نجمه ليصبح صانعا للقادة في السياسة العراقية وأقوى شخصية في بلاده.

وقاد الصدر تمردا مسلحا ضد الاحتلال الأمريكي للعراق بعد أن أطاحت القوات الأمريكية والدولية بصدام حسين.

وورث دعما واسعا من الشيعة، وأغلبهم من الفقراء، من والده آية الله العظمى محمد صادق الصدر الذي اُغتيل عام 1999 بعد أن انتقد صدام علنا.

وفي لقطات مسربة للحظة اقتياد صدام لحبل المشنقة عام 2006 سُمع حضور يهتفون باسم مقتدى.

وخلال الحرب الأهلية العراقية التي دارت رحاها في الفترة من 2006 إلى 2008 واجه جيش المهدي التابع للصدر اتهامات بتشكيل فرق موت قامت بخطف مسلمين سنة وقتلهم. وتنصل الصدر من مسؤولية العنف ضد العراقيين.

ويعارض الصدر كل صور التدخلات الخارجية وخاصة من إيران. وتدين له بالولاء جماعة مسلحة قوامها آلاف الأشخاص، ويتمتع بنفوذ واسع يستند فيه إلى أنصاره ممن يعملون في أجهزة الدولة.

-‬‬‬ الإطار التنسيقي:‬‬‬

-‬‬‬ نوري المالكي

التعاونيات السويسرية: أساس الاستدامة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية 

تُعتَبَر سويسرا بِحَق بلد التعاونيات. وهنا، لا يتخلل مبدأ التعاون قطاعها الاقتصادي فحسب، ولكنه يشكل جذور سياستها أيضا.

المالكي رئيس وزراء سابق وزعيم حزب الدعوة الذي هيمن على الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003. وتربط المالكي علاقات وثيقة مع إيران التي دعمت معارضة حزب الدعوة لصدام خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.

وللمالكي أيضا صلات بجماعات مسلحة وأجهزة أمنية ويقود كتلة برلمانية قوية، كما أنه ألد خصوم الصدر.

وتعرض المالكي لضغوط لترك منصبه من كل من الولايات المتحدة وإيران بسبب فشله في وقف استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث مساحة البلاد في عام 2014. ونفى اتهامات بانتهاج سياسات طائفية دفعت السنة إلى أحضان التنظيم المتشدد.

– هادي العامري

أصبح هادي العامري، المنشق السابق الذي كان يحارب صدام من المنفى في إيران، واحدا من أقوى السياسيين في العراق.

يقود العامري منظمة بدر التي نشأت كمجموعة مسلحة شيعية مدعومة من إيران في الثمانينيات. وتشكل المنظمة جزءا كبيرا من قوات الحشد الشعبي، وهي قوات شبه عسكرية تابعة للدولة تضم عشرات الفصائل المدعومة من إيران.

وواجه العامري اتهامات من خصومه بإدارة فرق قتل طائفية في أعقاب الغزو الأمريكي، وهو ما ينفيه.

وصور الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي سمت رئيسي في مكاتب منظمة بدر. وقال العامري ذات مرة إن خامنئي ليس زعيما فقط للإيرانيين بل للأمة الإسلامية. وأضاف أنه يفخر بوجهة نظره هذه.

– قيس الخزعلي

الخزعلي مقاتل سابق بجيش المهدي الموالي للصدر أثناء مواجهة القوات الأمريكية قبل أن ينفصل ويشكل عصائب أهل الحق، التي صارت جماعة عسكرية سياسية لها عدد من المقاعد في البرلمان. وصنفت الولايات المتحدة الجماعة التي يقودها الخزعلي منظمة إرهابية.

– الأكراد

انتخب البرلمان العراقي السياسي الكردي المخضرم عبد اللطيف رشيد رئيسا للبلاد عام 2022. وكان رشيد وزيرا للموارد المائية من 2003 إلى 2010 وهو عم بافل طالباني الذي يتزعم أحد الأحزاب السياسية الكردية الرئيسية.

وأقامت الأحزاب الكردية منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق منذ عام 2003، لكن الخلافات مستمرة بين عشيرتي برزاني وطالباني اللتين تهيمنان على إقليم كردستان العراق ولطالما كانتا على خلاف حول السلطة والموارد في الإقليم الغني بالنفط والغاز.

وعمدت حكومات تقاسم السلطة في كردستان العراق بشكل كبير إلى إخفاء حالة انعدام الثقة منذ الحرب الأهلية التي خاضتها العشيرتان في تسعينيات القرن الماضي. وأضعفت الانقسامات بين الزعماء الأكراد الكثير من نفوذهم السياسي الذي كان متوسطا في السابق.

– السنة

هيمن السنة في العراق على البلاد في عهد صدام الذي كان سنيا هو الآخر. لكن الأوضاع انقلبت رأسا على عقب عام 2003 مع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وكان بمثابة بداية لهيمنة الشيعة وترك السنة في مهب الريح.

ويعاني السنة من الانقسامات بسبب خلافات عشائرية وأيديولوجية منذ عام 2003، ويشكو ناخبون سنة من أن هذه الانقسامات تضعفهم أمام خصومهم الشيعة.

وبرز حزبان سنيان كبيران من بين الأحزاب الفائزة بمقاعد برلمانية في الانتخابات الأخيرة، وهما حزب تقدم بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وتحالف عزم بزعامة خميس الخنجر.

وأقام الحلبوسي، وهو مهندس من غرب العراق، علاقات طيبة مع الشيعة والأكراد الذين ساعدوه على أن يصبح رئيسا للبرلمان.

والخنجر رجل أعمال مليونير مول سياسيين ومقاتلين سنة سعوا لإقامة منطقة حكم ذاتي للسنة في خطوة انتقدها الشيعة باعتبارها دعوة لتقسيم العراق.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى